بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات المصرية الصينية رسميا، بدأ انطلاق العام الثقافى المصرى الصينى، وعليه سنظل طول عام كامل نسمع كلمة الصين والثقافة الصينية تترد فى هواء القاهرة، وفى المقابل سيسمع أهالى المدن الصينية عن مصر وثقافة مصر وتاريخها، وستكون الهيئات الثقافية فى كلا البلدين حافلة بالعديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة والمتنوعة، لكن لمن لا يعلمون فإن الـ12 شهرا سوف تمر سريعا أكثر مما نتوقع، وحينها سنقف ونحاسب أنفسنا ونسألها: ما الاستفادة التى حققتها مصر من هذه التجربة الرائدة؟
بالتأكيد الصين تملك خريطة جيدة، وتملك تفكيرا منظما، وتعرف ما الذى تريده من هذه التجربة، والدليل على ذلك أنها خططت وجعلت الجولة التى يقوم بها الرئيس الصينى فى المنطقة العربية متزامنة مع تدشين هذا العام فى مصر، فالرئيس الذى يزور السعودية وإيران سيكون عشية افتتاح أولى فعاليات العام الثقافى فى الأقصر، وعليه فهو يمنح التجربة نوعا كبيرا من الاهتمام، وذلك سينعكس على الرؤية العامة الصينية فى التعامل مع الفعاليات.
والتركيز الصينى أيضا يظهر فى أكثر من موقف، من ذلك التصريحات المتعلقة بزمن العلاقة بين الحضارتين، فعلى الرغم من كونهم يعترفون رسميا بالـ60 عاما التى يحتفلون بها، لكنهم يؤكدون أن طريق الحرير جمع بين الثقافتين منذ آلاف السنين، حتى إن أهل بكين أصدروا طابعا عليه صورة الملك المصرى توت عنخ آمون ووجه صينى يضع على وجهه قناعا، وأكدوا أن الصورة لأحد ملوكهم المعاصرين لزمن الفراعنة، وأن تغطية الوجه بقناع رقيق من الذهب كانت ثقافة سائدة لسادة البلدين، وعلى ذلك يؤكدون أن حضارتهم موازية وفى خط مستقيم بجانب الحضارة المصرية القديمة.
وفى مصر لعل تواجد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الافتتاح، يكون محفزا قويا على تنفيذ خطة مصرية تعود بالخير على الجميع، لأن الافتتاح بالتأكيد سيكون عظيما يليق بمصر والصين، لكن الذى نتخوف منه ونشدد عليه هو ما بعد الافتتاح، أى الفعاليات المصرية فى بلاد الصين، هل ستستمر أم سيتراخى الأمر بعد شهر واثنين؟ وهل سنخرج من هذه التجربة بفائدة حقيقية ونتعلم طريقة تعامل المؤسسات الثقافية على المستوى الدولى، أم سيكون نصيبنا من الذهاب والعودة عددا كبيرا من الابتسامات الموزعة على الصور الفوتوغرافية؟
هذا العام الثقافى فرصة عظيمة لمصر، حيث يمكن المراهنة على الدبلوماسية الشعبية، التى يمكن من خلالها أن تقدم مصر نفسها بشكل مختلف، وهى فى حاجة لذلك، كما أنه من ناحية أخرى لم يعد معنى الثقافة هو الاستمتاع فقط، فالإفادة أيضا أصبحت تشارك بقوة، كذلك يجب أن نتجاوز فكرة أن الثقافة المصرية قاصرة على الحضارة الفرعونية، وأن نثبت للجميع أننا نملك حاضرا أيضا، والأهم أن نفكر فى عامنا المقبل من سيكون شريكنا الثقافى فى 2017.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة