منذ سنوات تقترب من العشرة.. لم يحضر رئيس جمهورية مصر العربية مباراة رياضية.. لأ ومش أى حد.
الحضور هذه المرة للرئيس المنتنخب عبدالفتاح السيسى الذى يعتز المصريون بأنه يكرر ويعيد ويزيد فى وصف وجوده فى سدة الحكم باعتباره «وكيلا» عن الملاك، الشعب يعنى، وفى مرة قال: «أنتم أصحاب العزبة.. وأنا ناظر عزبتكم».
كلام حمل كل المصداقية، فدان للسيسى أكثر من 90 ٪ من حجم ثقة المواطن المصرى الذى يعرف أن الرئيس يعيش نفس المشاكل، ولا يتحرك على الأرض.. باعتيار أن قلة العيش حلها أن يأكل الشعب «جاتوه».
يا سادة فى الدولة الرياضية.. سيحضر الرئيس افتتاح «أفريكانو» كرة اليد المصرية فى الصالة المغطاة الكبرى باستاد القاهرة، بين الجماهير.. فى دلالة على أن الرياضة، كما أعلن، أمن قومى.. وممكن نقول جدا كمان ياحضرات!
هل يكون حضور الرئيس.. وإلقاء الضوء على بعض الاستعدادات، ومنها المصاريف والدخل المنتظر، هى بداية لنقل ملف تحويل الرياضة إلى صناعة.. أتمنى.. خاصة أن الرجل يسمع كثيرًا، ويركز طويلا وهو ما نحتاجه فى ملف عشوائية الرياضة.
يا سادة فى الدولة الرياضية.. سيرى الرئيس منشأة بحجم الصالة الكبرى، ومدى سعادة الجماهير بحضور مونديال اليد الأفريقى على أرض الفراعنة.
أيضا سيرى أن النظام سيحترم.. والمصريون سيدخلون الملعب موافقين على كل الإجراءات القانونية الأمنية من طابور منتظم، إلى شفافية فى التفتيش فى وقت تعيش مصر فيه محاطة بالإرهاب.. حتى لو كان الأمن والقوات المسلحة محاصرينه.. أليس هذا تحولا يحتاج نظرة؟!
النظرة هى أن العمل سيكون بطريقة «الطوارئ» لحضور ضيوف مصر، والرئيس أيضا.
بينما هذه الطريقة هى التى يجب أن تكون دائمة.. فتطبيق قواعد الأمن والأمان لا يحتاج إلى رضا الناس، إنما يحتاج قناعتهم!
يا سادة فى الدولة الرياضية.. اتركوا الرئيس يرى قدر المستطاع ما حوله.. وزودوه بالأرقام.. والإفادات.. بعدها سنطالبه بأن تشكل مجموعة وزارية للشروع فى التحول نحو «صناعة الرياضة».
السيسى، كما نعرفه، ينصت جيدا.. ولا أظن أن ما يحدث بعيد عن متناول أسئلته حول الأوضاع فى مناحى الحياة.. فالرجل يسأل عن كل التفاصيل إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.. ويصبح لدينا حكومة برؤية واضحة وكاملة!
يا سادة فى الدولة الرياضية.. اتركوا خالد حمودة، رئيس الاتحاد، والذين معه يفتحون ملف البطولة «موجزا» بالطبع أمام الرئيس حتى يتعرف على حجم المكاسب التى يمكن أن تدرها هكذا بطولة، هذا على الجانب المالى!
أما فى جوانب أخرى.. فهناك ما لا يمكن إخفاؤه، وهو بالطبع كم الحضور الأفريقى.
أظن أن الرياضة التى قال عنها الرئيس منذ توليه «أمن قومى».. وحتى فى عدم التواصل مع أهلها.. وإن كنت أرى أن عدم التواصل أفضل بكثير من «المجاميع» المدعوة دائما.
لكن يبقى أن التجمع الأفريقى يحتاج منا التواصل ليل نهار مع سفراء القارة الرياضيين.. سواء رؤساء البعثات والمدربون، بل اللاعبون، وبعض الجماهير المقيمة فى مصر، أو التى ستحضر خلف فرقها!
يا سادة فى مصر الرياضية.. يا د. خالد حمودة.. افتح الباب أمام ضيوف مصر، وهم بالضرورة ضيوفك، للنقاش حول هذا العود الحميد للمحروسة لمجتعمها الأفريقى.. الذى غابت عنه منذ رحيل جمال عبدالناصر.
مطلوب منكم أن تكونوا المفاوض الأول لجذب شركاء يؤكدون حق مصر فى المباراة النهائية أمام إثيوبيا فى بطولة «سد النهضة»!
يا سادة فى الدولة الرياضية.. السيسى يحمل نفس الجينات المصرية الأصيلة.. جينات عبدالناصر «خالد الذكر».. الذى كان يرى أن الأسرة الأفريقية أقرب لنا من حبل الوريد العالمى والأوروبى.
إنه أوان الاهتمام بالآتى: رحلات لكل الضيوف، جلسات سمر وقت الفراغ بين الإداريين، حلقات نقاشية على هامش كل لقاء.. فكل من هو ليس لاعبا ولا مدربا، سيكون عنده وقت للقاءات «مصرية – أفريقية» نحتاجها ونحن نعيد ترتيب أولويات المحروسة.
يا سادة فى الشارع الرياضى والكروى.. عذرًا.. اليوم إجازة.
فقط سنقدم بعض الملاحظات التى يمكن أن تصبح فى قائمة البطولة.
أولها: عقد صفقات رياضية فى أطر غير كرة اليد.
ثانيها: الاهتمام بـ«النزهات» وترتيب جولات للضيوف فى كل ربوع المحروسة السياحية!
ثالثها: التعامل مع الأشقاء الأفارقة باعتبارهم أصحاب حق فى الضيافة والأخوه.
نعم.. اسألوهم.. عن حاجتهم لأن يتدرب فريق هنا فى أى لعبة!
نعم.. يمكنكم أن تفتحوا لهم ما لدينا من إمكانيات، لنكون جاهزين فى أى وقت يطلبوا.. بالطبع مع بروتوكولات تعاون رياضية.
ياسادة فى الدولة.. وعموم المحروسة.. إنها فرص ذهبية، لو تعلمون، كبرى لاستعادة وفاق وحب كانا مفقودين.. إنها الطريقة الوحيدة للألفة مع أهالينا فى هذه القارة.. فى كل بلد أفريقى «استراحات» لمهندسى الرى المصرى.. «بعثات» للتعليم.. والأزهر.
( أظن أن المحروسة ستعود لسابق عهدها.. وستكسب مونديال «سد النهضة».. لأن السيسى يفكر بنفس الرأس الوطنية.. بس سيبوه.. سيبوه!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة