فى أوروبا والدول المتقدمة.. الأجازة عندهم يعنى أجازة.. أو بمعنى آخر فإن هناك تفرقة واحترام مابين الشغل والأجازة.. فالشغل شغل بجد له قدسيته واحترامه.. والأجازة هى أيضا أجازة بجد لها قدسيتها واحترامها وترتيباتها الخاصة.. الأجازة تعنى بالنسبة لهم استجمام واستمتاع ولهو وخروج وزيارات للأهل والأصدقاء والمتعة مع الأبناء والأقارب.. فالوقت لديهم له ثمن غالٍ وله قدسيته واحترامه...
أما لدينا وعشان إحنا بنختلف عن الآخرين تماما فلا فرق بين الجد والهزار ولافرق بين الشغل والراحة وكل حاجة داخلة فى بعضها.. فلا وقت الشغل كله مسخر للشغل والعمل ولا وقت الراحة أو الأجازة محدد بدقة ومنظم ومعروف مسبقا.. إحنا فعلا لانعطى للشغل حقه ولا نعطى لأجسادنا وأنفسنا حقها من الراحة والاستجمام.. وما ينطبق على الكبار ينطبق أيضا عن الصغار..!!
تأتى أجازة نصف العام لطلاب المدارس ويفرح بها الأهل قبل الطلاب.. وكأنهم كانوا فى معتقل أو سجن وخدوا إفراج.. فرحة وهيصة وتنطيط وزغاريد ورقص وأنتخة.. ولا فى استمتاع ولا استجمام ولا فهم لموضوع الأجازة أصلا ولا فى تخطيط للاستفادة بوقتها والتمتع بها.. ويضيع وقتها مثلها مثل غيرها.. وكأن الوقت لدينا ليس له قيمة أو ثمن ولا أهمية..!!
زمان قبل ظهور نظام التيرمات فى أوائل التسعينات كانت الدراسة مكملة بعد أجازة نصف العام الدراسى بنفس المناهج والمواد وكانت الأجازة عبارة عن وقت لراحة المدرسين والطلاب وبعدها بيكملوا ما درسوه فى بداية العام الدراسى لأن المنهج مستمر والكتاب هو هو لم يتغير.. وكانت الأجازة بالنسبة لنا على قد فرحتها على قد تعبها ورخامتها ورخامة المدرسين معانا لأنهم كانوا بيخافوا إننا ننسى المناهج ومادرسناه فى النصف الأول من العام نظرا لأن النظام التعليمى عندنا قائم على الحفظ فقط لا غير ولا قيمة للفهم.. لذلك كان المدرسون بيتعمدوا إعطاء الطلاب فى الأجازة كما هائلا من الواجبات بكتابة كل مادة كذا مرة فى كشكول مخصص لواجبات إجازة نصف العام يعنى تكتب درس العربى بتاع القراءة الفلانى 5 مرات ودرس العلوم أو الدراسات كام مرة.. وياويله وسواد ليله اللى يرجع من الأجازة مش عامل الواجبات دى.. فكانت الأجازة فيها وقت للحفظ والمذاكرة وقليل منها للفسح والخروجات والاستمتاع ومع هذا كان الأهالى بيحاولوا يخرجوا أولادهم فى حدائق الحيوان أو الأسماك أو الحديقة اليابانية فى حلوان أو الأهرامات أو القلعة..وأحيانا قليلة مسرح العرائس.. فسح قليلة مع إمكانيات محدودة مع وقت قليل فكانت لحظات الاستمتاع والمتعة للأسرة قليلة.. والآن بعد ظهور التريمات وانتهاء الفصل الدراسى الأول بأجازة نصف العام التى لا وجود للواجبات أو المذاكرة فيها.. فأصبحت الأجازة ماحية لما قبلها.. يأخذها الطلاب وينسون ما تعلموه فى التيرم الأول.. ويخرجون منها بدماغ نضيفة وفاضية على الآخر.. ومع هذا ورغم وجود الوقت الكافى فى أجازة نصف العام للفسح والخروج والاستمتاع بالنسبة للطلاب وكذلك أماكن الترفيه الكثيرة.. نجد ضيق الوقت لدى الأهل وأحجامهم عن التمتع بالأجازة مع أولادهم.. وتضيع الأجازة كالعادة بدون استفادة للطلاب والأهل.. فهل هكذا الأجازات ؟؟ وهل هكذا يتم التخطيط لها..؟؟
لذلك أرى أنه يجب أن نستمتع بوقتنا تماما وأن نحاول أن نفصل بين العمل والأجازة.. وأن نخصص وقتا للاستمتاع مع أبنائنا.. متعوهم واستمتعوا معهم وخصوصا فى فترة أجازة نصف العام التى تمتد لشهر تقريبا لطلاب المرحلة الابتدائية.. زوروا معهم المتاحف والحدائق الجديدة المتنوعة والمنتشرة فى الجمهورية.. زوروا معهم المكتبات العامة واغرسوا فيهم أهمية القراءة.. زوروا معهم الأهل والأقارب واغرسوا فيهم صلة الأرحام.. اغرسوا فيهم كيفية التفرقة بين وقت الدراسة أو العمل ووقت الأجازة والمتعة.. علموهم أهمية الوقت وكيفية الاستفادة منه.. كونوا لهم قدوة فى أجازة نصف العام..!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
سخرية
عدد الردود 0
بواسطة:
Shaimaa Sakr
اجازة نصف العام
رائع معبرة حقيقى عن كل أسرة فى مصر