كل إنسان يجنح دائما للعقل والمنطق فى تقييم الأمور يقف عاجزا أمام ما يحدث فى تونس، ويضع العشرات من علامات التعجب أمام عمليات التخريب والسلب والنهب والقتل وحرق المنشآت العامة وإثارة الفوضى، ثم يسأل.. هل من المنطق أن الباحثين عن فرص عمل يحرقون ويدمرون ويخربون اقتصاد بلادهم؟ وإذا تم تدمير الاقتصاد من أين لهم الحصول على فرص عمل؟.
ما يحدث فى تونس، وتهديدات الجماعات الإرهابية فى مصر بالتخريب والتدمير وحرق المنشآت العامة يوم الإثنين المقبل فى ذكرى 25 يناير، إنما يؤكد أن ما يطلق عليه اصطلاحا ثورات الربيع العربى ما هى إلى معاول هدم الأوطان العربية وتدميرها، وإزاحتها من التاريخ والخريطة الجغرافية للأبد.
لا يمكن أن تكون أهداف الثورات البناء والتنمية والبحث عن الأمن والاستقرار ونهضة الأمم، ثم نجد كل هذا الخراب والهدم والقتل والحرق وإثارة الفوضى، ونشر قانون الغاب، والتهديد بتطبيق الحد على كل من يرفض هذا السيناريو الكارثى.
دعوة جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة الفوضى يوم 25 يناير، رغم فشلهم الذريع فى إدارة البلاد عندما وصلوا للحكم ، ليس له أى تفسير آخر سوى تدمير مصر، وتنفيذ مخططات إسقاطها وتحويلها إلى سوريا وليبيا واليمن والعراق.
أما الذين ملأوا الدنيا ضجيجا، وصدعونا بالتجربة الديمقراطية العظيمة فى تونس، وفوز اللجنة الرباعية للحوار الوطنى بجائزة نوبل للسلام، نسألهم ما رأيكم فى ديمقراطية الخراب والدمار؟ ولماذا لا يشغلكم إلا الحديث عن المظاهرات والحريات والديمقراطية المغمسة بالدم وزهق الأرواح ولم نضبطكم متلبسين بالتحدث عن قضايا التنمية مرة واحدة؟ كما نسألهم أيضا خاصة رسول تويتر والكائن الفضائى العملاق "محمد البرادعى" هل نجحت اللجنة الرباعية التونسية فى بناء دولة ديمقراطية تعددية ودفعت بها نحو التقدم والازدهار؟.
البرادعى وباقى فرقة مرضى "السلس الثورى" أقاموا الأفراح وليالى الملاح ابتهاجا بفوز اللجنة الرباعية التونسية بجائزة نوبل ، وشنوا حملة تسفيه وتريقة وتسخيف من الوضع المصرى، ونعيد طرح الأسئلة عليهم من جديد ، هل هناك ثمة علاقة قوية بين جازة نوبل وتدمير الأوطان؟ توكل كريمان فازت بها فانهار اليمن، واللجنة الرباعية التونسية فازت بها وبلادها تشتعل وتحترق الآن، والبرادعى نفسه فاز بها بعد تدمير العراق!!.
إذن توقعات البرادعى دائما خاطئة مليون المائة، وإنه "أخذ صابونة" كعادته بفشل توقعاته فى المشهد التونسى، مثلما أخذ نفس الصابونة مع كل استحقاق يُبدى رأيا فيه.
صابونة البرادعى تذكرنا بواقعة مهمة له، عندما تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية ، عقب ثورة 30 يوينو وبمجرد دخوله قصر الاتحادية، أول سوأل طرحه على مستقبليه كان عن نوع "الصابون" المستخدم فى الحمامات، معللا أنه يستخدم صابون بعينه ، لمعاناته من حساسية إذا تم تغييره.
السؤال أصاب كل مستقبليه بحالة من الاندهاش الشديد، فالرجل بدلا من طرح الأسئلة المهمة عن تقارير تقدير الموقف والوضع فى البلاد، والتعرف على فريق العمل وغيرها من الاستفسارات المتعلقة بمهام عمله، سأل فقط عن نوع الصابون المستخدم فى "دورات المياه" بالقصر.. ولك الله يا مصر...!!!