عادل السنهورى

إحياء الصناعات الحرفية والمدن الصناعية

السبت، 23 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نتحدث عن دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة واهتمام الدولة بهذه المشروعات وإطلاق المبادرات الكبرى لدعمها، مثل مبادرة الرئيس بتخصيص 200 مليار جنيه على أربع سنوات من البنك المركزى، ومنحة الصين أيضا لهذه المشروعات واتفاقية البنك الأهلى مع الجانب الصينى، فنحن هنا نتحدث عن تجربة تنموية هائلة فى الاقتصاد المصرى إذا تم الاهتمام بها بالشكل الصحيح، وإذا تمت الاستعانة بتجارب دول أخرى تتشابه تجربتها فى التنمية مع التجربة المصرية، مثل الصين أو الهند أو دول أمريكا اللاتينية.

أو إذا صدر قرار جمهورى بإنشاء وزارة جديدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، وهو فى رأيى قرار مهم ووزارة نحتاجها فى هذا التوقيت، حتى لا نحمل وزارة التجارة والصناعة مسؤولية وأعباء كثيرة فوق أعبائها فى قطاع التجارة والصناعة، وهى من القطاعات الصعبة فى التعامل معها، وتحتاج لمجهود ضخم من الوزير. هناك دول أنشأت وزارات خاصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة والحرفية، وحققت إنجازا مهما فى هذا المجال، ووفرت فرص عمل كثيرة للشباب وللنساء وكبار السن وحتى الأطفال فى سن العمل، وحققت طفرة تصديرية مهولة. وفى رأيى نحن لسنا أقل من هذه الدول إذا شملت وزارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الصناعات الحرفية والمناطق الصناعية والتراثية المتميزة فى مصر، فلدينا ما يقرب من 47 مدينة حرفية تعتمد فى إنتاجها على مهن معينة مثل مدينة فوة التى كانت معروفة بصناعة السجاد والكليم، وانهارت فى السنوات الأخيرة بسبب الإهمال، ودمياط وكرداسة وأخميم وغيرها من مدن الصناعات الحرفية والتراثية، ومصر معروفة منذ قديم الزمان بتميزها وتفردها فى الصناعات اليدوية الحرفية، وكانت تسهم فى الناتج القومى للبلاد، لكن للأسف تدهورت هذه المهن والحرف والمدن الصناعية، فى القاهرة وحدها انحصرت الصناعات الحرفية، وتراجعت فى أحياء النحاسين والفحامين والخيامية والعطارين وباب زويلة والمغربلين، وهى المناطق التى اشتهرت بتقديم أجمل المنتجات اليدوية، سواء للسائحين أو للتصدير والمشاركة فى المعارض الخارجية.

المدن والمناطق الصناعية لا تحتاج فقط لترويج منتجاتها وإنما دعمها، ومع تقديرنا لدور مركز تحديث الصناعة بفتح مقرات عمر أفندى لعرض منتجات عدد من هذه المناطق أمام المتسوقين والزوار بالمجان، لكن القضية أكبر، وتحتاج لاسترايتجية قصيرة المدى للوقوف على أسباب انحدار هذه الصناعات، وأسباب تراجعها للنهوض بها مرة أخرى. وبصفتى أنتمى إلى محافظة كفر الشيخ فقد كانت مدينة فوة خلية عمل لا تتوقف ومصنع تشغيل لكل أهالى المدينة من الصغير إلى الكبير، ومن الشباب إلى ربات البيوت فى المنازل، وكان إنتاجها من الكليم والسجاد يصل إلى مناطق عديدة حول العالم حتى أطلق عليها «أصفهان مصر»، وتشبيهها بمدينة أصفهان الإيرانية المعروفة بإنتاج السجاد الفخم.

المهنة هجرها أهلها بسبب ضآلة الإنتاج وغياب دور الدولة فى توفير الخامات والآلات والمعدات وتسويق المنتجات، وعدم وجود مدارس صناعية وحرفية متخصصة لتخريج أجيال جديدة من الصناع المهرة، علاوة على التمويل اللازم الذى أظنه أصبح متوفرا الآن كخطوة لإعادة إحياء هذه المناطق الصناعية، وما تتميز به من حرف يدوية وتراثية. بالتأكيد فإن إعادة ازدهار هذه الصناعات والمدن له تأثير اقتصادى كبير، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والأمنية الإيجابية من حيث توفير فرص العمل وتقليل معدلات البطالة، وإعادة إحياء المدارس الصناعية بشكل عصرى ومساهمة تلك الصناعات من جديد فى الناتج القومى، علاوة على أنها عنصر مكمل للصناعات الكبرى أيضا. من هنا أطالب بأن يشمل دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إحياء الصناعات الحرفية والمناطق الصناعية القديمة فى مصر.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجدة

شكرا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة