دندراوى الهوارى

خطة المنظمات الدولية لإعادة الإخوان للحكم من جنوب أفريقيا «2»

السبت، 23 يناير 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما أكدنا فى مقال أمس الأول، فإن المنظمات الحقوقية، سواء الأمريكية أو الأوروبية، ما هى إلا وجه استخباراتى قبيح، تعمل على تنفيذ مخططات عدائية ضد الدولة المستهدفة.

المعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى الأمريكيان، وهيومان رايتس ووتش، وكارنيحى، وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية، لعبت دورًا محوريًا فى استغلال ما يطلق عليه اصطلاحًا ثورات الربيع العربى، ووظفتها لتنفيذ مخططات إسقاط الدول وتقسيمها فى إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير.


بل وفى إطار الوثيقة التى قدمتها جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل الأسبق سنة 1959، عندما كانت تشغل منصب نائب وزير الخارجية الإسرائيلى للشؤون الأفريقية حينذاك، حيث تضمنت وثيقتها ضرورة تقسيم الدول العربية، خاصة التى تمثل لإسرائيل تهديدًا حقيقيًا، مثل مصر وسوريا والعراق، من أجل أن تعيش تل أبيب فى أمن وأمان.


ونظرًا لاكتشاف الدور القذر الذى لعبته المنظمات الحقوقية الأمريكية والأوروبية فى مصر تحديدًا، واكتشاف أمرها، وأصبح الشارع المصرى يكره أن يسمع مجرد اسمها، قررت أن تعيد نشاطها تحت مسميات أخرى، وتختار مقرات لها بعيدًا عن موطنها الأصلى، أمريكا وأوروبا.

وجدنا هذه المنظمات خلال الفترة الماضية تغير اسمها، وتتخذ من جنوب أفريقيا مقرًا لها، إمعانًا فى إقناع من تجندهم من المصريين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، تحت عناوين دورات تدريبية، واختارت موضوعات جميعها تصب فى مصلحة جماعة الإخوان الإرهابية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، استطاعت هذه المنظمات تنظيم دورة تدريبية تحت اسم «المصالحة»، واختارت جنوب أفريقيا لاستضافة المشاركين فى هذه الدورة، وجاء اختيار جنوب أفريقيا تحديدًا لتكون مدخلًا مهمًا بمثابة دس السم فى العسل.


فمن المعروف أن جنوب أفريقيا شهدت مصالحة بين السود والبيض، ومن ثم كانت الفكرة الجهنمية لهذه المنظمات أن تتخذ من تلك المصالحة مدخلًا مهمًا ومحوريًا للتطرق إلى ضرورة المصالحة بين جماعة الإخوان الإرهابية والنظام فى مصر، وإعادة دمجهم من جديد فى الحياة السياسية.


ولم تكتفِ المنظمات بهذا التغيير التكتيكى، إنما قررت تغيير استراتيجيتها فى توسيع دائرة مفهوم تجنيد الشباب، وإخضاعهم لعمليات غسيل مخ، فبدلًا من إنها كانت تستعين بالشباب فى الفئة العمرية ما بين 25 عامًا و35 عامًا، قررت توسيع القاعدة، والاستعانة بالشباب فى الفئة العمرية 16 عامًا، وهو السن الخطر، القابل لتغيير المفاهيم لديه بكل قوة.


هذا التكتيك الجديد يؤكد أن مخططات الدول الرامية لإثارة الفوضى فى البلاد لن تتوقف، وأن «جراب» المنظمات ممتلئ عن آخره بكل أنواع المؤامرات، ومن بينها التركيز على تجنيد الشباب فى الفئة العمرية 16 عامًا، وتنظيم محاضرات له، تتضمن أفكارًا تحض على التمرد، ورفض الواقع، وإعلان العداء الشديد لأسرته ومن حوله من دائرة الأقرباء، واتهامهم بالجهل والتخلف والرجعية.

ويبدأ الشاب فى إعلان العصيان والتمرد وكسر التابوهات، سواء فيما يتعلق بقدسية الأديان، أو العادات والتقاليد، والقيم الأخلاقية، ثم تفريغ ما بداخله من انتماء للأسرة والمجتمع والوطن، وزرع- بدلًا منها- الحقد والكراهية، والسخط على كل ما يدور حوله.

المنظمات الحقوقية تلعب حاليًا دورًا خطيرًا للغاية، وتغير من طريقة عملها ونهجها كما تغير الثعابين جلدها بشكل دائم وسريع، لتتكيف مع كل الظروف السياسية من ناحية، وإمعانًا فى الخداع الاستراتيجى من حيث الشكل والمضمون.

مخاطر المنظمات الحقوقية تفوق المخاطر العسكرية الاستعمارية فى أوائل القرن الماضى، وأنها جزء رئيسى من تكتيكات الحرب ضد الشعوب، بعيدًا عن الحروب العسكرية التقليدية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة