خلاص انتهى موسم التحريض والشحن الإخوانى بمناسبة ذكرى ثورة يناير، واللى عنده قنبلتين مخزنهم فى بيته فجرهم، واللى عنده منشورات وزعها واللى مزنوق فى كلمتين قالهم والمكلفين بالهجوم على أماكن تمركز الشرطة نفذوا، والنتيجة كالعادة فشل جديد للإرهاب الإخوانى.
خلاص انتهى موسم الحرب على مواقع التواصل الاجتماعى للأمريكانية المفضوحين فى وسائل الإعلام وفى الجامعات وعلى القهاوى، واللى مزنوق فى كلمتين عن الاعتقال العشوائى أو عن ضرورة الكفاح المسلح أو مواجهة عمليات الاختفاء القسرى كتبهم، واللى فرحان بخفة دمه عمله إفيهين واللى شايف نفسه فيلسوف كتب تنظيرة يلوى فيها الكلام ويلونه علشان فى النهاية يقول إن وضعنا سيئ ومستقبلنا مضلم.
وخلاص برضه انتهى موسم الجدل الفارغ بين العدميين الجدد اللى مستنيين أى حاجة تحصل عشان يشبعوا لطم أو يشبعوا صريخ وشعارات محفوظة وكأن التجمع فى الميادين هو الحل لمشاكلنا وكأن تغيير المسؤول يساوى تغيير وجه البلد لتصبح فى غمضة عين من فقيرة لغنية ومن عشوائيات لمدن متخططة وعصرية ومن بطالة زائدة إلى نهضة صناعية تنافس الصين واليابان.
انتهينا وانتهى الموسم السنوى للقلق والشحن والتحريض ممكن لو سمحتم كل واحد يركز فى شغله ويحاول يعمله بما يرضى الله، مش هقول يدى ساعة زيادة من العمل والإنتاج ويسميها بدل ثورة أو ثورة إنتاجية، لأ كل واحد بس يعمل شغله صح بحب واجتهاد وتفان خلال مواعيد العمل الرسمية، لا يعطل مصالح المواطنين ولا يطلع أمراضه عليهم ولا يعتبر إنه بيتفضل على العالم بإنه بيؤدى عمله.
الشغل بس والإنتاج هو اللى هيغير البلد وهيحقق أهداف الثورة الثلاثة عيش حرية كرامة إنسانية، مش الكتابة التحريضية على مواقع التواصل ولا السخرية المسخرة من كل شىء واللى بتدى للبعض إحساس مزيف بأنهم عملوا اللى عليهم وبلغوا رسالتهم، ولا اليأس والتيئيس من كل شىء وكأننا محققناش حاجة من ساعة ما خلعنا مبارك ومن بعده خلعنا نظام الإخوان العميل.
لأ، اللى اتحقق كتير وفى جميع المجالات واللى مش شايف كده يبقى عنده مشكلة فعلا، بس المطلوب إننا نعمله عشان البلد دى تقوم على رجلها كتير، ولازم يبقى فيه حالة عامة من الاجتهاد والتفانى فى العمل وبذل الجهد، ابدأ من النقطة اللى أنت واقف فيها وطورها، سواء كانت قطاع عام أو خاص، لو عندك حلم ومؤمن بيه ناضل عشان تحققه واتحمل صعوبات البدايات وأكيد هتنجح، المناخ الحالى يسمح للأحلام بالوجود والتحقق والفرص موجودة.
اللى قاعد ومراهن على الفوضى غلطان وهيفضل فى مكانه والقطار هيفوته، واللى مراهن على التغيير بالشغل هيلاقى نتيجة سريعة، واللى من هواة التنظير والجدل على القهاوى الفعلية أو القهاوى الافتراضية، بدعوة إنه يشغل نفسه بعمل تطوعى مفيد لو عنده فائض وقت وطاقة، يجرب يشهر جمعية أهلية لخدمة المجتمع المحلى اللى هو عايش فيه، فى قرية أو مركز أو حى فى مدينة ويبص حواليه يشوف المحتاجين يتعلموا من الكبار واللى متسربين من التعليم والأيتام والمعوزين وأصحاب الحاجات، ده اتجاه إيجابى للعمل التطوعى المفيد واللى يخدم ويساعد البلد أكتر بكتير من الجدل الفارغ والتنظير التافه والوقفات على سلالم النقابات اللى ما بتعملش حاجة.
عارفين، إحنا محتاجين فعلا نعيد تعريف مفهوم الثورة، نخليها ثورة بناء، ثورة مواجهة للفقر والبطالة، ثورة إنتاج وتسويق، يعنى كل فرد فى الأسرة يشتغل على قد ظروفه ووقته وإمكاناته، لو عملنا ده بإيمان وإخلاص فعلا، هنبقى أجمل بلد وأنجح بلد فى سنين قليلة جدا، وهنبقى راضيين عن نفسنا وفخورين باللى حققناه.