مرت الذكرى الخامسة لثورة يناير، وقد أعلنت بوضوح سقوط الإخوان وانقطاع سيرتهم من ربوع الوطن، وهذا أهم إنجاز لمصر، بل هو لعمرى معجزة بعد تمكن وتغلغل هذه الجماعة الإرهابية فى خلايا المجتمع لأكثر من ثمانين عاما، الإخوان انتهوا فى الداخل للأبد، وهم الآن مجرد ورقة قذرة فى أيدى أجهزة المخابرات المعادية لمصر، بين واشنطن وتل أبيب وأنقرة والدوحة، يبقى أن يتم تطهير التربة المصرية من بقايا دنسهم وكشف المغسول أمخاخهم من الصبية والصغار والنشء الذين تربوا فى المحيط الإخوانى، وهذه الشريحة يجب أن ننتبه لها، لأنها مثل جذوة النار المختفية تحت الرماد، وهؤلاء منهم من لم يرتكب عنفا أو يتورط فى إرهاب، فلابد من فتح حوار عاجل معهم وإقناعهم بالتاريخ الإرهابى والماضى الأسود للجماعة، وفقه المظلومية والتنظيم السرى المسلح، ويمكن عقد مناظرات فكرية معهم، شريطة أن يكونوا بعيدين عن العنف.
أما الجهات الخارجية المحتضنة للإخوان فلابد من فضح مخططاتهم فورا، وبكل اللغات، مثلا منظمة اليهودى الصهيونى جورج سوروس التى فضحتها ويكيليكس، وقالت إن البرادعى كان يمثل الإخوان فيها، وأنه أعد لقاءات مع هنية وخالد مشعل وخيرت الشاطر والدرديرى وأوباما وشيمون بيريز بعد ثورة يناير بأيام، من أجل الاتفاق على صفقة حصول الإخوان على السلطة فى مصر، وتحويلها مع غزة لخلافة إسلامية، مقابل الموافقة على تمدد إسرائيل وإعلان دولة إسرائيل الكبرى، وهذا أشبه بوعد بلفور البريطانى الذى أعطى فيه من لا يملك حقا لمن لا يستحق، والبرادعى كان عراب الاتفاق، ووافق الإخوان على ذلك، وحصلوا على تمويلات من سوروس اليهودى.
أما أردوغان الذى أعلن منذ أيام أن يناير سيعيد مرسى للسلطة بنضال المصريين، الذى يحتضن إخوان المنفى، ويمد داعش وبيت المقدس الإرهابية بالسلاح، فقد غلب إبليس شخصيا، وبدلا من أن يدارى خيبته وسقوطه أمام المعارضة، وبدلا من أن يدارى عورة فساده التى تنشر يوميا فى صحف ومواقع الحزب الكردى وحزب الشعب المعارضين يتطاول على مصر، ويهدد أنه لابد أن يخرج مرسى أو الفوضى، الرجل مصاب بحالة بارانويا متأخرة، وصدمة هستيرية سيكوباتية بسبب ضياع حلم الخلافة العثمانية الذى خطط لها مع الجماعة وقطر، كان يحلم بفتح مصر على يد سليم الأول الأردوغانى، ونشرت صحيفة حريات الليبرالية أنه كان شريكا فى بيزنس عبر أخيه مصطفى مع خيرت الشاطر ويوسف ندا.
الآن أردوغان يهلوس ويهدد وهو المفضوح الذى سقط من عَل فى الانتخابات الأخيرة، وظهر ليخرج لسانه للمعارضين، ويقول إنه بنى قصره بالذهب، ويدافع عنه القرضاوى، ويطلق عليه الرئيس العادل الزاهد ليصبح كما هو عادته أمام السلاطين، خادم الأمراء، و«مرمطون» من يدفع ولا يستحيى، ويشترى بآيات الله الدنيا والجاه، السؤال لماذا نصمت على هذا المأفون الذى يمول الإرهابيين بالسلاح والمال والميديا حتى أصبحت أنقرة وإسطنبول قبلة كل الهاربين من عصابة الإخوان؟! لابد من وقفة مع هذا المأفون ليتعلم أن مصر ليست ولاية عثمانية من ميراث أجداده المستبدين الذين خربوا مصر ولم يتركوا لنا إلا الجهل والفقر والتخلف، هناك أوراق كثيرة يمكن إحراج أردوغان بها ورد الصاع صاعين، وإلا ينطبق عليه المثل الشعبى «سكتنا له دخل بحماره» ولا إيه؟!
أما منصف المرزوقى الذى كان شيوعيا ثم وضع يده مع الغنوشى فى أقذر صفقة سياسية عربية تحت رعاية أمريكية وإسرائيلية قطرية، هو الأخر يتطاول على مصر، ويطالب السيسى بالإفراج عن صديقه مرسى، طبعا هما زملاء فى العمالة وبيع الشعوب وتأجير الأوطان مفروشة لأعدائها، لعنة الله عليك يامرزوفى، مصر أكبر من أن تلوكها بلسانك القذر، ويكفى لعنة الشعب التونسى التى تلاحقك ليل نهار، أما التاريخ فتبوأ موقعك منه فى أسفل سافلين، وستبقى مصر رغما عن أمثالك من تجار الأوطان.