يوسف أيوب

لماذا لا نملك شركة طيران شارتر؟

الجمعة، 29 يناير 2016 10:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا لا نملك شركة طيران شارتر؟.. شىء غير منطقى أن نعتمد على شركات تركية لتجلب لنا السياحة الروسية، تركيا التى تكن حكومتها لنا كل العداء بعد 30 يونيو، سلمنا شركاتها مفتاح السياحة الروسية لمصر، وكانت النتيجة أنه حينما عاقبت روسيا تركيا ومنعت شركاتها من العمل فى السوق الروسى، أصبحنا بلا وسيط مع السياح الروس.

نعم هذه هى الحقيقة، فالشركات التركية كانت تسيطر وحدها على تنظيم رحلات لأكثر من 7 ملايين سائح روسى سنوياً، كان نصيب مصر منهم 3 ملايين سائح، فيما يذهب الـ 4.5 مليون الآخرين إلى تركيا، والآن بات مصير الـ7 ملايين سائح مجهولاً فى ظل القرار الروسى بمعاقبة تركيا وشركاتها، فيما نحن ما زلنا نفكر بعيداً تماماً عن الواقع، الواقع الذى يحتم علينا أن نبحث عن الطرق التى تحقق لنا ما نحتاجه دون مساعدة من الآخرين، لذلك ليس معقولاً أن يكون لنا شركات نافذة فى السوق الروسى، كما أنه ليس معقولاً وليس منطقياً أن تكون مصر أحد المقاصد السياحية الأهم فى المنطقة، وفى نفس الوقت لا تمتلك شركة طيران شارتر واحدة تستطيع أن تعمل على نقل السياح الروس إلى مصر، بدلاً من الاستعانة بشركات أخرى أجنبية.

كل الظروف باتت مهيأة أمامنا تماماً لنأخذ زمام المبادرة، ويكون تواصلنا مع السوق الروسى بأيدينا نحن، وليس بأيدى آخرين، ولا وسطاء مثل الشركات التركية، لذلك فإن المسؤولية الواقعة على عاتق وزارة السياحة أن تتحرك فوراً لإعداد حملات إعلانية ضخمة فى جميع القنوات الرئيسية تطمئن من خلالها المواطن الروسى على الأوضاع فى مصر، خاصة بعدما أثرت واقعة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء على تفكير الروس، وهو ما يحتاج لجهد ليس بقليل من جانب هيئة تنشيط السياحة، التى عليها أن تقدم شرحاً وافياً لكل الإجراءات التأمينية، التى تقوم بها الدولة لتأمين المطارات المصرية والمقاصد السياحية، التى يرتادها الروس حينما يأتون إلى مصر.

وبالتوازى مع تلك الحملة التى تهدف إلى تصحيح الصورة المصرية أمام السياحة الروسية، والتى تمثل النسبة الأكبر من حجم السياحة العالمية الوافدة إلى مصر، يجب أن ينصب تفكيرنا على أن يكون لشركات السياحة المصرية الوجود الفعلى والقوى فى روسيا، مع تسيير رحلات شارتر بين المدن السياحية المصرية والمدن الروسية، ويمكن أن يكون هناك تفكير فى كونسرتيوم بين شركات السياحة المصرية المؤهلة بإمكانياتها لتكوين شركة سياحة واحدة تمتلك خط طيران شارتر، وتقوم بوضع استراتيجية لاختراق السوق الروسى الذى بدأت دول أخرى التخطيط للنفاذ إليه.

ولا ننسى أن مشكلة عدم استقرار سعر صرف الروبل الروسى تظل عائقا أمام عدد كبير من الروس لقضاء إجازاتهم خارج روسيا، فمع انخفاض أسعار العملة الروسية مقابل الدولار الأمريكى أو اليورو، فإن الروس سيضطرون لإنفاق ضعف ما كانوا ينفقونه قبل عام، حينما يأتوا إلى مصر، ومن هنا يجب إحياء المقترح الذى كثر الحديث فيه قبل عدة أشهر بأن يكون التعامل بين مصر وروسيا بالروبل والجنيه المصرى، وأن يتم تعميم هذه القاعدة فى كل مجالات التبادل الثنائى وعدم اقتصادرها على السياحة فقط، بحيث تشمل ما تستورده مصر أيضاً من منتجات روسية مثل القمح، وهو ما سيساعد على إعادة تدفق السياحة الروسية إلى مصر مرة أخرى.

السياحة هى أحد المصادر المهمة للدخل القومى المصرى، وتحديداً فى توفير العملة الأجنبية، كما أن السياحة الروسية هو الرافد الأهم بالنسبة للسياح الراغبين فى قضاء إجازاتهم وعطلاتهم فى مصر، ولكى نساعد على مواجهة حالة الركود التى أصابت قطاع السياحة المصرى، فإننا يجب أن نفكر فى أنفسنا وكيفية الاستفادة من الإمكانيات الموجودة لدينا، وأن نقلل من فكرة الاعتماد على الآخرين، ففكرة تشكيل كونسرتيوم بين رجال الأعمال المهتمين بالسياحة ستكون قادرة على النهوض مرة أخرى بقطاع السياحة فى مصر، خاصة إذا ما استطاع الكونسرتيوم فى وضع خطة زمنية وترويجية تشمل الدول المستهدفة من جانبنا مع فتح أسواق جديدة أمامنا مثل السوق الصينى وغيره، لكن المهم أن نبدأ التحرك وألا نتأخر، خاصة ونحن لدينا القدرة على ذلك، كما أن هناك العديد من رجال الأعمال لديهم أفكار جيدة، لكنها تحتاج إلى التجاوب من الدولة ممثلة فى وزارة السياحة، وبقية رجال الأعمال العاملين فى قطاع السياحة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة