عامٌ جديد نستقبله ونودع عاما قد انقضى بما حمله من أفراح وأحزان، نجاحات وتعثرات، خلافات وتوافقات، ولكنه فى النهاية كان عام خير على مصر بعدما تخلصت من أذيال الخونة، وتمكنت بفعل قيادتها المخلصة من تثبيط همم الجماعات الإرهابية وكسر شوكتها التى غرست بقوة فى من يحيطون بنا من كل الاتجاهات وتعلم هؤلاء الدرس جيداً، وإن كانوا يتظاهرون بغير ذلك .
كما تحققت على أرض الواقع إنجازات لا ينكرها ويغمض عيناه عن رؤيتها إلا كل حاقد على هذا الوطن وبنفسه غرض، وعلى رأسها افتتاح مشروع القناة الجديدة فى مدة عام بالتمام رغم تشكيك المشككين وتسفيه السفهاء من قيمة هذا المشروع العملاق!
كما لمسنا نحن شعب مصر عودة الاستقرار واستتباب الأمن واستعادة الشعور بالأمان الذى افتقدناه سنوات، وكدنا نفقد الأمل بعودته من جديد !
هذا بالإضافة إلى إنجاز الكثير من المشروعات، على سبيل المثال مشروع الوحدات السكنية الضخمة لمحدودى الدخل الذى تم تسليم مراحله الأولى والثانية والقادم فى الطريق، مما يبعث الأمل من جديد فى نفوس المصريين الذين وجدوا من يهتم بهمومهم ويسعى جاهداً لتلبية ما استطاع من تطلعاتهم التى لم يلتفت يوماً إليها أحد.
ولكن كما حملت السنة الماضية الكثير من الإيجابيات خاصة فى أعمدة استقرار واستعادة الدولة، فكذلك كانت هناك بعض السلبيات التى أدعو الله وأتمنى للرئيس الذى أثق تماماً فى إخلاصه وتفانيه فى خدمة هذا الوطن أن يلتفت إليها ويضعها بخطة إنجازات العام الجديد وعلى رأسها :
أولاً: تطبيق أقصى العقوبات على كل من يثبت تورطه بالفساد أو الإفساد سواء كان المدان وزيرا أو حتى غفيرا، لأننا بالفعل رأينا فى سابقة جديدة من نوعها لم تحدث فى الأنظمة السابقة محاسبة وإقصاء وزراء ثبت تورطهم بالفساد، ولكننا بالرغم من ذلك لم نشعر بتغيير حقيقى فى منظومات الفساد الإدارى المتراكمة والمتشعبة منذ سنين طويلة!
ثانياً: ضرورة إطلاع المصريين على أسباب ودواعى تغيير الوزراء والمحافظين الذين يتغيرون ثم يرحلون دون أن نعلم، لماذا جاءوا وما مؤهلاتهم للمنصب ولماذا ذهبوا واستبعدوا وهل من تم تعيينهم هم الأكفأ، وما أسباب كفاءتهم عن من سبقوهم؟ فحكومات ذهبت وأخرى جاءت بأسماء مختلفة دون أن نشعر بأى فروق ملحوظة، لأن الأساس الهش لم يتم إصلاحه من جذوره العميقة التى لن تنبت أبدا نباتا حسنا لطالما كانت الجذور مصابة بالمرض!
ثالثا: أتمنى للرئيس فى العام الجديد أن يفتح صفحة جديدة مع بعض شباب مصر الغاضب وأن يتسع صدره الرحب للاستماع لتطلعات أبنائه والعمل على حل ما يرونه من وجهة نظرهم سلبيات لربما تتقارب وجهات النظر ونصل إلى بعض الحلول المرضية لجميع الأطراف، مما يترتب عليه فوز مصر بطاقات شبابها المهدرة فى عدة اتجهات، ما بين محبط يبحث عن الهجرة، وغاضب يحلم بالثورة التى تحققت بها ذاته يوما ما قد انقضى، ومشوش الفكر مستجيب لما يتلقى من سموم يبثها متخصصون فى بث السموم، وأخيراً عاطل لا يرغب إلا فى الاختباء خلف مواقع العالم الافتراضى، إيماناً منه بأنه مقهور ثائر متعرض للظلم، وغيرها من النماذج التى أصابها هذا المرض بفعل عوامل كثيرة معظمها محض أو هام وبعضها منطقى.
ختاما: أدعو الله من كل قلبى فى مطلع هذا العام الجديد أن يوحد صفوفنا ويؤلف قلوبنا ويلم شملنا ويرأب صدعنا ويهدينا جميعاً إلى طريق الحق والعدل والعمل الجاد والمشاركة الفعالة التى لن تنهض مصر من دونها، فلا يعلق كل شخص خطاياه على شماعات الآخرين ليطمئن قلبه، فليقدم كل من استطاع يداً للمساعدة الخالصة لله وللوطن دون انتظار مقابل، فنحن جميعاً مصريون لا نختلف على حبنا للوطن وإن اختلفت وجهاتنا فى النظر .
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصر
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبده المصري
صدقتي يا أستاذة في كل كلمة
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصر
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Kimo
مقال يستحق القراءة
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الرزاز
مصر دائما اولا