يوسف أيوب

هل ستواجه أوروبا موجة إرهابية فى 2016؟

الأحد، 03 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل ستواجه أوروبا موجة إرهابية فى 2016؟.. قبل ساعات من العام الجديد، سيطرت مخاوف أمنية على العواصم الأوربية خوفاً من اعتداءات إرهابية، حيث أخلت الشرطة الألمانية محطتين للقطارات فى مدينة ميونيخ بعد تلقيها معلومات عن هجوم انتحارى مزمع، كما اعتقلت بلجيكا ثلاثة أشخاص على خلفية الاشتباه بمخطط إرهابى يستهدف العاصمة بروكسل، ورفعت قوات الأمن فى العديد من العواصم الأوروبية حالة التأهب، وتأتى هذه المخاوف بعد عام شهد هجمات إرهابية شهدتها العاصمة الفرنسية باريس فى نوفمبر الماضى التى راح ضحيتها 130 شخصاً.

الأجواء التى شهدتها العواصم الأوربية، بدءًا من مساء الخميس الماضى، تكشف عن صعوبات قد تواجهها القارة العجوز مع العام الجديد، فما زالت الأجهزة الأمنية فى هذه الدول تعمل فيما بينها على إعداد قوائم بالشباب المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابى، والمتوقع أن يكون بعضهم قد عاد إلى أوربا بعد مشاركتهم فى أعمال التنظيم بسوريا والعراق، وبالفعل ألقت بعض الأجهزة الأمنية الأوربية القبض على بعض من هؤلاء، أو مشتبه بهم، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى خيط رفيع يمكن أوربا من الكشف عن كل المعلومات الخاصة بتحركات الإرهابيين على أرضها، وربما ذلك ما دفع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ليقول قبل عدة أيام: «إن فرنسا لم تنته من الإرهاب»، واستغل رسالته بمناسبة العام الجديد للدفاع عن خطط مثيرة للجدل لإسقاط الجنسية عن المدانين بجرائم إرهابية، وتأكيده أن «الخطر لا يزال قائما... لا يزال فى الواقع عند أعلى مستوياته.. ونحن نحبط بشكل منتظم هجمات مدبرة».

المؤشرات تقول، إن أوربا فى 2016 ستكون أكثر حزماً من الناحية الأمنية، خاصة أنها تحولت إلى قبلة للإرهابيين العائدين إليها من الشرق الأوسط، وتحولوا إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار فى أى لحظة.

ما مصير اللاجئين بعد الإجراءات الأمنية الأوربية؟.. الأرقام تقول إن ألمانيا على سبيل المثال استقبلت فى 2015 أكثر من مليون وافد جديد ضمن سياسة استقبال اللاجئين التى أعلنت عنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكن ألمانيا على عكس دول أخرى أبدت تشددها فى مسألة استقبال اللاجئين خاصة السوريين منهم، إما لمخاوف أمنية أو خوفاً من تغيير مستقبلى للطبيعة الدينية لأوربا، وتحسباً من تزايد أعداد المسلمين على حساب المسيحيين هناك.

ومع أن ألمانيا سارت عل عكس بقية الدول الأوربية فى مسألة استقبال اللاجئين خاصة السوريين منهم، فإنها لم تغفل الجانب الأمنى وهو ما دفعها إلى إقرار آليات وإجراءات جديدة للتعامل مع أكبر موجة هجرة تجتاح أوروبا، منها على سبيل المثال ما يطلق عليه «مفتاح كونجسشتاينر» وهو عبارة عن قانون يحدد سقف اللاجئين لكل ولاية بألمانيا حسب عائداتها الضريبية وعدد سكانها، خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن أن نصف عدد طالبى اللجوء المسجلين سيحصلون على حق الإقامة فى ألمانيا، لهذا قررت الحكومة الاتحادية إنشاء «مراكز انتظار» تستقبل الوافدين الجدد، ومنها سيتم توزيع اللاجئين على مختلف المناطق الألمانية، كما أعلنت ألمانيا أنها تعتزم تشديد العقوبات إلى ما بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات سجنا على المهربين وشبكات التهريب، خاصة أن العقوبات فى القانون الحالى لا تفى بالغرض، لأنها تشمل فقط غرامات مالية يدفعها كل من ساعد شخصا على الدخول إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية.

ورغم محاولة ألمانيا لاستيعاب أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، فإن ما تشهده أوربا من مخاوف لهجمات إرهابية فى 2016 سيستتبعه مع مرور الأيام تقييد حركة هؤلاء المهاجرين، وربما العمل على غلق منافذ دخولهم إلى أوربا من الأساس، وهنا يظهر الدور التركى الذى تعول عليه أوربا كثيراً، خاصة أن تركيا تشهد نشاطاً واسعاً لشبكات التهريب المرتبطة بشخصيات سياسية وأمنية تركية تتقاضى أموالاً مقابل تسهيل عمل هذه الشبكات، لذلك فإن الأوربيين يحاولون إقناع الحكومة التركية بالمساهمة معهم فى مواجهة هذه الشبكات، ورغم أن أنقرة أبدت رغبتها فى التعاون على أمل أن يلى ذلك موافقة على انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوربى، لكن شبكات المصالح فى تركيا ستظل على نهجها الداعم لشبكات التهريب، وتحديداً فى ظل اتهامات موثقة لشخصيات قريبة من رئيس تركيا رجب طيب أردوغان بأنها تقف خلف هذه الشبكات.

كل ذلك يشير إلى أن المهاجرين سيدفعون ثمناً غالياً فى 2016 حتى إن كانت دولة مثل ألمانيا تتجه للتخفيف من معاناتهم، لكن المخاوف الأمنية ستكون أكبر من محاولة الاستيعاب.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

1

1

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة