بالذمة ده اسمه كلام، يبقى كوبر المنحوس قاعد يجرب فى المنتخب الوطنى، ويخترع الكرة من جديد، والمعلم حسن شحاتة، صانع مجد المنتخب الوطنى، وصاحب ثلاثية أفريقيا والجيل الذهبى لمصر، قاعد فى البيت؟!.. المنتخبات تحديدًا، خلافًا للأندية، تحتاج المدرب الوطنى الكفء، لأن الموضوع مش قصة مباريات نؤديها والسلام، الموضوع انتماء وروح وتخطيط على المدى الطويل، وشغل مع المنتخبات السنية الأصغر المغذية للمنتخب الأول، ويمكن كوبر يعمل شغله نظريًا صح، لكنه مش هيزرع روح الانتماء الوطنى فى اللاعبين، خاصة فى زمن الاستهتار واللانتماء الذى نعيشه، والنتيجة الفشل والمنظرة والدلع اللى ظهر عليهم المنتخب فى ماتش الأردن.
أصحاب الأعذار الجاهزة والمكلامتية هيقولوا إن كوبر مخدش لاعيبة كتير من المحترفين، وإنه بيجرب لاعبين صغيرين، وإنه لازم يعمل أكتر من توليفة للمنتخب، لكن كل الكلام ده مردود عليه، أولًا الماتش مسجل فى الأجندة الدولية، يعنى سمعة بلد ومنتخب وترتيب دولى للفريق، وحاجات تانية كتير، وبعدين منتخب الأردن مش من منتخبات الصف الأول فى آسيا، مش اليابان مثلًا عشان تقبل تخسر منه على أرضك، وثالثًا ممكن يتعرض المنتخب لأى ظروف إصابات تخليه يلعب مباريات رسمية باللاعبين المحليين بعيدًا عن النجوم المحترفين، فما العمل إذن؟
المنظر اللى شفناه فى ماتش الأردن، كان لافتًا جدًا الفرق بين الشغل على نفسية اللاعب فى كلا المنتخبين لتعويض النقص الفنى والتكتيكى، لاعبو الأردن لأن عندهم مدرب وطنى كانوا يؤدون بجدية شديدة ورجولة وتفانٍ، وفى كل كرة نلاقى ثلاثة أو أربعة لاعبين يستميتون لاستخلاصها، وعندما سنحت لهم الفرصة للهجوم والتهديف كانوا الأكثر تمركزًا وانتشارًا فى منطقة الجزاء عندنا، واستطاعوا استغلال الفرصة الوحيدة، وإحراز هدف المباراة، ولعبوا بعد ذلك على المرتدات، وشكلوا خطورة على مرمانا بلاعب أواثنين لأنهم يلعبون برجولة وجدية.
تعالوا شوفوا الفرق فى منتخبنا، نقل بطىء للكرة، وعدم انتشار، ومسافات بين الخطوط، واللاعبون كانوا كأنهم يتخلصون من الكرة بدلًا من تمريرها للأمام واللعب على مرمى المنافس، وحتى فى الفرص التى سنحت لنا، وهى كثيرة، فشلنا فى استغلالها نتيجة الأنانية أو التسرع وعدم التركيز، والأهم من ذلك كله الاستهتار الذى ظهر عليه اللاعبون، استهتار لا يليق بماتش للمنتخب، ومسجل فى الأجندة الدولية، وهذا ما أتكلم عنه، إنه الجانب التكميلى للمدرب الوطنى الكفء الذى يعمل على استكمال الجوانب التكتيكية والمهارية بالروح العالية، والأداء القتالى فى الملعب.
الكابتن حسن شحاتة الله يمسيه بالخير كان أستاذ فى الحكاية دى، ومن قبله الكابتن الجوهرى الله يرحمه، لأنهم فاهمين تكوين اللاعب المصرى كويس، وبيقدروا يحلوا شفرته بالتربية والترويض والتهذيب جنب الخطط الكروية، وتفتكروا كويس فى البطولة الأفريقية عام 2006 لما ميدو كان بيأدى بمنظرة فى مباراة السنغال المهمة، سحبه ونزل عمرو زكى، وحققنا الفوز بالمباراة، وأحرز عمرو زكى هدفًا جميلًا بالرأس، وأدى مباراة قوية، وكان لاعبًا محليًا فى بداية مشواره، ولولا الإعداد النفسى والتأهيل المستمر من المعلم مكانش عمرو نزل قطع نفسه فى الملعب، وتفوق على النجم المحترف وقتها ميدو.
اللى عايزين نقوله إن المنتخبات الوطنية مش حقل تجارب، ولا عندها رفاهية إنها تفضل خمس ست سنين فى الضلمة تخسر، ومتحققش بطولات نتيجة إدارة فاشلة، منتخبات يعنى مؤسسة كروية متكاملة ليها هيد كوتش، مخطط عام زى الكابتن الجوهرى أو المعلم، ويمكن أن يجمع مع القيادة العامة للمنتخبات مهمة المدير الفنى للمنتخب الأول، ومعاه صفوة المدربين المصريين على رأس المنتخبات التالية، الأولمبى والمراحل السنية الأصغر، وهناك تكامل وتنسيق بين المنتخبات مش هرجلة ونفسنة وكل واحد بيشتغل لوحده، وكأنها عزبة أبوه، بس للأسف الشديد ده مش ممكن يتحقق فى ظل اتحاد كرة ضعيف بيخاف من رئيس نادى، وجلده تخين، الفضايح والمخالفات مش بتأثر فيه، ربنا يهون ويرزقنا برئيس للجبلاية من عينة اللواء حرب الدهشورى، أو الكابتن سمير زاهر عشان الأمور تنصلح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة