واشنطن نادمة على الربيع العربى والتخلى عن مبارك
مع بداية العام الأخير فى حكم أوباما، بدأت التقارير الإعلامية فى الصحف ومراكز الأبحاث وثيقة الصلة بدوائر صنع القرار فى واشنطن، تبدى ندمها على انحياز إدارة أوباما لما يسمى بالربيع العربى فى مصر والذى كان يعنى التخلى عن حليف مثالى مثل حسنى مبارك.
«واشنطن بوست» نشرت تقريرا مطولا عن النتائج المخيبة للآمال بالنسبة للولايات المتحدة ومصالحها الأساسية فى المنطقة بعد القرار الذى اتخذه أوباما بدعم مشروع الربيع العربى والتخلى عن الحلفاء المثاليين، وفى مقدمتهم حسنى مبارك فى مصر، الذى كان أمينا على المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل، وانتقدت الصحيفة اختيارات الرئيس أوباما ومشروعه فى المنطقة بعد النتائج المؤثرة سلبا على المصالح الأمريكية بعد خمس سنوات من اندلاع الثورات والحروب الأهلية فى المنطقة. انحازت الصحيفة إلى وزيرة خارجية أوباما إبان انطلاق موجة الربيع العربى فى مصر هيلارى كلينتون، التى عارضت اختيارات رئيسها حرق ورقة مبارك ودعم الثورة، فقد كانت كلينتون بعيدة النظر عندما طالبت بحماية ودعم نظام مبارك الحليف فى مواجهة رياح التغيير، لأن ما تأتى به الثورة قد يكون مؤثرا بالسلب على مصالح واشنطن المستقرة فى المنطقة، وبعد أن أثبت السيسى أنه قادر على المناورة لحماية مصالح بلاده وليس مصالح واشنطن بما فى ذلك الإتيان بالروس مجددا إلى جنوب البحر المتوسط بعد سنوات طويلة من طردهم من مصر.
إذن، هل تعنى هذه التقارير شيئا فيما يتعلق بمستقبل المنطقة ومسارات الربيع العربى؟ بالطبع، فتلك التقارير بداية التراجع عن المشروع التخريبى الأمريكى فى المنطقة، المشروع الذى دعمه أوباما بقوة لنشر الفوضى بالمنطقة من خلال تصعيد قوى الإسلام السياسى والتنظيمات المتطرفة التى تعمل على تفجير المجتمعات العربية شرق وجنوب المتوسط وفى منطقة الخليج لتفتيت الدول المستقرة إلى كيانات جديدة على أساس طائفى وعرقى.
الآن تفكر واشنطن مع بداية دخول أوباما السنة العاجزة من حكمه أو ما تعرف بسنة البطة العرجاء، فى سحب المشروع كله وإعادته للأدراج، بالتوازى مع ضجر أوربا من هجوم اللاجئين العرب على بلدانها واتخاذها قرارا بطرد مئات الآلاف منهم، خوفا من تعقيدات المتطرفين واختلال الاستقرار الثقافى للمجتمعات الأوربية وانتشار القيم العنيفة وخلايا الإرهاب، وهو قرار تتحمل واشنطن جانبا من مسؤولية تنفيذه، إذ إن أوربا لن تلقى باللاجئين العرب فى البحر، بل تبحث لهم عن بلدان مستقرة تستوعبهم أو تفرض الاستقرار فى بلادهم الأصلية وتعيدهم إليها.
السؤال الآن: كيف ستسحب واشنطن مشروعها من المنطقة بعد تحضيرها عفريت الإرهاب وخلقها عشرات التنظيمات المتطرفة فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والجزائر والأردن ومصر والمغرب ودول الخليج، بعضها نشط ومعلن وبعضها الآخر نائم ينتظر الإشارة بالتحرك؟
المنتظر أن يتم وقف الاعتمادات المالية للتنظيمات المتطرفة مباشرة أو عبر الوكلاء، ويترافق مع ذلك دعم تدريجى لمشروع الدولة المركزية فى البلاد التى تشهد حروبا أهلية وصراعات حاليا، مع نزوع لتجريم التنظيمات الإرهابية المدعومة، وفى مقدمتها جماعة الإخوان وجبهة النصرة وجيش الإسلام، فضلا عن القضاء على داعش فى العراق وسوريا وليبيا وعلى الحوثيين فى اليمن، بالإضافة إلى نيولوك قطر وتركيا من دول داعمة للإرهاب إلى منافحة له ومن مؤججة للصراعات فى المنطقة إلى اعتماد سياسات حسن الجوار.
وللحديث بقية عن انعكاس سياسة واشنطن الجديدة على المصالح المصرية المباشرة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
لماذا نحمل اخطائنا على شماعة غيرنا