قالوا فى الأمثال "اللى يحضر العفريت لازم يصرفه ولو معرفتش اتحمل عواقبه"، العفريت أو الجن شمر عن ساعديه وأظهر عضلاته خلال السنوات الأخيرة بعدد من قرى محافظات مصر، وأخذ يحرق ويدمر فى هذه القرى ويعثوا فسادًا.
وزمان قالولنا "ما عفريت إلا بنى آدم"، و"اللى يخاف من العفريت يطلعله".
بداية استعراض الجن لعضلاته كانت فى عام 2012 بمركز إسنا، حيث اشتعلت النيران بمنزل مرتين فى اليوم طيلة 3 سنوات، المنزل المنكوب يقع بقرية المساوية جنوب مركز إسنا بالأقصر ومملوك للمواطن سيد أحمد حسن، وبات ظاهرة تتحدث عنها القرى المجاورة.
وفى 2013 اشتعلت النيران فى 37 منزلاً بإحدى قرى محافظة قنا لأسباب "مجهولة"، فيما قال الأهالى إنه بسبب "الجن".
وقال شهود عيان من أهالى قرية الحاج سلام بقنا، إن النيران اشتعلت بمنازل القرية دون أسباب واضحة ما أثار مخاوفهم ودفعهم للجوء إلى التكبير (هتاف الله أكبر) والدعاء بالمساجد، لمحاولة إطفائها دون جدوى.
وفى سوهاج 2015 بقرية عرابة أبو الدهب، نشب حريق بـ25 منزلاً وحوش، دون وجود فاعل للحريق، وأعادوا السبب وراء ذلك إلى "الجن"، واتهموا أهالى القرية أحد جيرانهم بأنه يستعين بالجن للبحث والتنقيب عن الآثار أسفل منزله، ما تسبب فى إشعال الجن لمنازلهم وأحواشهم، ونفوق عدد من الماشية، وتكرر الحادث خلال نفس الشهر وتسبب فى إشعال 6 منازل أخرى، ومع تحريات أجهزة الشرطة والمباحث اكتشفوا حفرة عمقها 8 أمتار بمنزله، والذى ادعى أنها حفر للصرف الصحى.
أما عن المنيا ففى يونيو 2015 وعلى الجانب الغربى لمركز سمالوط بمحافظة المنيا اتهمت أهالى قرية الطيبة، "الجن" بأنه هو المتسبب فى اندلاع الحرائق بصورة متكررة وعلى مدار أيام متتالية لبعض منازلهم، وأرجعوا السبب إلى أن الجن غاضب من بعض الأهالى ما يجعله ينتقم منهم بحرق مساكنهم.
وفى إبريل 2015 عادت الحرائق المجهولة مرة أخرى، ففى بنى سويف الحكاية بدأت بإلقاء طوب وزلط على المنازل وانتهت بإشعال النيران فيها وأحد المشايخ أكد أن سبب الحرائق إلقاء ماء أو زيت مغلى بدورات المياه فأصاب أحد الجان فقررت قبيلته الانتقام له.
وسادت حالة من الخوف والفزع والرعب والقلق وسط عائلة بأكملها تسكن داخل سبعة منازل متجاورة فى شارع ضيق بعزبة النجار التابعة لقرية الدوالطة غرب مدينة بنى سويف، نتيجة اشتعال النيران المتكرر بمنازلهم دون سبب واضح، أربعة منازل من المنازل السبعة التهمتها النيران كاملة من جدران وأثاث وأسقف جعلتها كتلة من الفحم، والأربعة الأخرى تشتعل بها النيران فى بعض من حوائطها وأثاثها يوميًا.
ولم تسلم محافظة الشرقية من الأذى، حيث خيم الذعر على أهالى قرية مناصافور فى ديرب نجم والشرقاية فى كفر صقر، بعد أن التهمت النيران عددًا كبيرًا من منازلهم بكل ما فيها دون الآيات القرآنية، مع تأكيد وزارة الأوقاف المتمثلة فى الدكتور "محمد العريني" مدير إدارة الدعوة بمديرية أوقاف الشرقية، فى تصريحات صحفية أن السبب الغالب وراء تلك الحرائق هو "الجان" مطالبين أهالى القرية بترديد الأذان فور نشوب النيران، مع تشغيل القرآن الكريم بجانب قراءة المعوذتين وآية الكرسى، مؤكدين أن عقب ذلك سينصرف الجان عن القرية بإذن الله.
وقال أحد المشايخ إن تفسير ما يحدث هو وجود جن أراد أن يسكن هذا المكان فوجد جنًا آخر يسكن به فاشتعلت الحرب بينهما، وكان لمستشار وزارة الأوقاف كلام آخر، حيث قال ما يحدث بفعل فاعل لكنه لم يثبت لدى علماء الشريعة، وعاد الأمر لقنا مرة أخرى حيث ساوم دجال الأهالى على 4000 جنيه العام الماضى لاستخراج جن أحرق المنازل على مدار 33 يومًا، ولم تسلم جزيرة البوحة بسوهاج من الجن والذى تسبب فى إحراق 12 منزلاً واستعان الأهالى بالقساوسة والمشايخ لطرده.
وغلب الخوف على أهالى العديد من قرى محافظات مصر المختلفة والتى شهدت حوادث متكررة لاشتعال النيران فى منازلهم دون معرفة سبب مؤكدين أن الجن هو الجانى وهو المتهم، هو من ينتقم ويحرق المنازل ومحتوياتها ويجعل أصحابها مذعورين يبيتون فى الشوارع خوفًا من أن تلتهمهم النيران، ويظلون بين الجهل الذى يجعلهم يقعون فى فخ ألاعيب الدجالين المستغلين لهذه الأحداث وبين المشايخ والقساوسة لمساعدتهم لخروج الجان من منازلهم وبين تجاهل المسئولين والحكومة التى تقف مكتوفة الأيدى بلا حل لتلك الكارثة.
فما بين مصدق ومكذب ومؤيد ومعارض للظاهرة فالجميع اتفق على شىء واحد وهو أن وراء تلك الحرائق "الجن أو العفاريت" وترددت القصص والراويات وترك الأهالى المنازل واستعانوا بالدجالين والمشايخ والقساوسة من أجل حل المشكلة دون جدوى وحدثت مشادات كثيرة ومتعددة بين علماء الأزهر وبين أهالى تلك المحافظات التى وقعت بها الحرائق، العلم يقول والدين يقول وفى النهاية الظاهرة قائمة ولم يجد أحد لها تفسير حتى الآن سواء من قبل الدين أو رجال العلم والتكنولوجيا أو حتى القساوسة والدجالين ويبقى هنا سؤال مهم "من وراء إشعال النيران بتلك المنازل؟ هل هم حقًا "الجن والعفاريت؟ أم هى ظواهر طبيعية تحتاج إلى دراسة وتدقيق!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/عماد
الصعيد كله مشاكل
للاسف الصعيد كله مشاكل ومحدش حاسس بينا