حسنا إننا جميعا أصبحنا على يقين أنه لا فرق بين الجرائم التى يرتكبها شياطين داعش وجحافل التتار الذى تعامل مع البشر باعتباره مجموعة من الحيوانات التى يجب ذبحهم، وهو ما حدث بالفعل حينما دمر جيوش التتار المدن وحرقوا البشر، والحقيقة أن الاختلاف الوحيد بين هولاكو التتار وأبوبكر البغدادى أن الأول سيخرج أحفاده من الدين الإسلامى بسبب ممارسات هذا البغدادى البشعة، أما أحفاد هولاكو فقد دخلوا الإسلام وحسن إسلامهم وأقاموا دولا مغولية إسلامية استمرت حتى اليوم فى الصين والهند، والسبب أن التتار كانوا كفارا فشعروا بحلاوة الإسلام، أما أبوبكر البغدادى فهو مسلم ولكنه أساء إسلامه واستخدم الإسلام لتنفيذ جرائمه القذرة، هذا هو الفارق بين دواعش اليوم وتتار الأمس.
دواعش اليوم يحرفون الكلم عن مواضعه وينسبون ويزعمون بأن الإسلام دين دم وقتل وحرق، ويتقولون على النبى ويزعمون كلاما وأفعالا للرسول الكريم- صلى الله عليه وآله وصحبه - حيث زعم الدواعش «تتار العصر» بأن الذبح والقتل شعار لهذا الدين، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من هذا الفهم المنحرف، وسوغوا به لأنفسهم قطع الرقاب، وذبح الآدميين بصورة مفعمة بالبطش والفتك، لا يرضاها دين الله ولا يقرها، فالجريمة البشعة التى ارتكبت ضد نادية الإيزيدية، وقبلها الجريمة التى ارتكبها الخليفة الشاذ أبوبكر البغدادى تجاه الأسيرة الأمريكية كايلا مولر، البالغة من العمر 26 عامًا، تؤكد أن هذا الإرهابى لم ولن يعرف شيئًا عن الإسلام، وأن خليفة داعش لا يشوه صورة تنظيمه الإرهابى فقط، بل يشوه صورة الإسلام أيضًا، لأنه للأسف الشديد استخدم الإسلام فى خطفه الفتاة الأمريكية، واستخدم الإسلام أيضًا فى اغتصابه لها، حتى عندما طالبته بالرحمة فى أثناء ممارسته الجنس معها زعم هذا البغدادى أن الإسلام هو الذى أمره بذلك، وأنه لا يفعل معها هذا العنف إلا بأمر الإسلام.
بالتأكيد هذا البغدادى يكذب على الله وعلى رسوله، لأنه لا توجد ديانة سماوية أو أرضية تأمر بالفحشاء والمنكر الذى يرتكبه هذا البغدادى وتنظيمه الشاذ فكريًا وعقائديًا وجنسيًا ودينيًا.. فهذا الداعشى الذى نصب نفسه خليفة، يكذب على الله عندما يزعم بأن كل ما يفعله هو تنفيذ لكلام الله، والله برىء مما يفعله هو وتنظيمه القذر.
والحقيقة أنه منذ ظهور جماعات التطرف الدينى وهم ينظرون للمرأة باعتبارها «وعاء جنسيًا»، وهذا واضح فى كل أدبيات هذه الجماعات المتطرفة، فهى فى أدبيات تنظيم «داعش» تخالف رؤية الإسلام السمح لها، والذى يحثنا على معاملة النساء معاملة كريمة لا تهان فيها كرامتهن، ولا تنتهك حرمتهن، هذا هو الإسلام السمح، أما الإسلام فى مفهوم الدواعش، فإنهم يعتبرون المرأة مجرد عملية جنسية، ومجرد أداة تستخدم لجذب المقاتلين من كل أنحاء العالم.
إذن، جماعة داعش الإرهابية لا تجد فى الجنس الناعم سوى جسد وسلعة تباع وتشترى، وهى النظرة الدونية للمرأة فى كل أدبيات خليفة داعش الذى حلل الحرام، وحرم الحلال فى دولته التى تتهاوى الآن وتسقط، ليس لقيام أمريكا بدك قواعدها، ولكن لأن التاريخ يؤكد أنه لم ولن تقام دولة دينية أو غير دينية أساسها التطرف وغايتها القتل، وهذا ينطبق على تنظيم داعش الإرهابى الذى هو عبارة عن شرذمة ممن يدعون الإسلام، ويصفون أنفسهم - دون غيرهم - بأنهم من يقيمون دين الله فى الأرض.. يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة، حيث يتم التغرير بالنساء والفتيات المسلمات - كما الرجال والشباب - للانضمام لتلك التنظيمات الشاذة فكريًا والمنحرفة عقائديًا وإنسانيًا من أجلها بسط نفوذها على رقعة من الأرض، والادعاء بإقامة دولة الإسلام، وتنصيب أنفسهم أوصياء على المسلمين فى العالم، وهى الرؤية التى تجعلهم يرتكبون أبشع العمليات من القتل حتى الجنس، وهذه أم المصائب، لأن هؤلاء الدواعش يستخدمون الدين ستارًا لعملياتهم القذرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة