كان يفترض أن نبدأ المناشدة الثالثة لدولة رئيس وزراء مصر المهندس شريف إسماعيل، حتى يبدأ فى الإعداد لفتح ملف الإصلاح الكروى، لتتوجه اللعبة.. اللى هى مش «لعب عيال».. وكتاب الله، نحو احتراف كامل، لينطبق عليها وصف صناعة!
الدولة، كما عرضنا على حضراتكم، يجب أن تتدخل لكسر آلة الفساد الإدارى، مع إعلان الست «فيفا» بذات نفسها، أننا نريد الإصلاح، وسنطلب أن يكون شكل الأداء الكروى فى مصر مماثلا لكل العالم الكروى!
مش كده، وبس ده كمان كنا هنفكر دولة رئيس الوزراء، بأن المباحث الفيدرالية تدخلت وقبضت على فاسدى الكرة حول العالم!
إنما جاءت الجبلاية بما نشتهى تقديمه للدولة المصرية.. سواء فى سوء، أو استمرار سوء الإدارة، أو حكاية الحكام وسنينهم، بالإضافة للردود التى لا تسر عدوا.. ولا.. عدوا برضه!
• يا سادة.. يا كرام فى الشارع المصرى.. نرجوا ألا تهتموا لا كثيرا، ولا قليلا، بما وصل إليه الحال فى إدارة الكرة المصرية!
نعم.. لا تهتموا.. لأنه من غير المنطقى أن يخرج علينا مسؤولو الكرة فى بر مصر، مؤكدين أن ما حواه تسريب على مسؤولية مسربه، وناشره عن خطايا وتربيطات للحكام، مع اللجنة وإدارة الكرة، لإنهاء نتائج مباريات الكرة التى طرفاها الكبار «بالتراضى».. بين الحكام والأندية.. إى والله كده؟!
حضراتكم.. راجعوا ما قيل إنه تسجيل لحوار بين «مهم جدا» فى لجنة الحكام، و«مهم جدا جدا» فى مجلس إدارة اتحاد الكرة!
• يا سادة.. يا محترمون.. قال إيه.. إنهم جاءوا بالحكم جهاد جريشة لإدارة مباراة الزمالك والمقاصة.. لأنه «بيريح» مجلس الزمالك ورئيسه!
كما قالوا إن مرتضى منصور رئيس المجلس الأبيض لم يطلب حكما يعطيه أكثر من حقه، إنما يطلب حكما عادلا.
يا نهار بلون ملابس الحكام ما قبل الفوشيا والبنبى وباقى الألوان الجديدة.. ليه.. هو أصلاً الحكام مصنفين «عادل».. ومش عادل» حضرتك.. يا أفندم؟!
أبدًا.. لكنها الردود المرتعشة من إدارات لا تراعى لا الاحتراف، ولا النظام المعمول به فى كل مكان.. فتكون النتيجة عدم رضا الكل.. المستفيد، قبل المظلوم.. يخرجان لتقطيع التحكيم والاتحاد كله.
• يا سادة.. فى الدولة.. هل رأيتم فى العالم نموذجا يجعل كل الأمراض تتمكن منك كهذا الذى فى الجبلاية؟!
والله تعد أحدث «نكتة».. وإن كانت تماثل الكوميديا السوداء، ولو أنها فى مسرح جورج أبيض!
النص الذى قال ناشره إنه بين «المهم والأهم».. فى اللجنة والجبلاية.. جاء فيه.. أن كل ما يحدث من افتئات على تعيين الحكام بالتراضى أحيانا مع الأندية، والكبرى بالطبع تحديدا وتخصيصا، هو من أجل مصر!
سيدى القارئ.. لا تنزعج.. قالوها.. والله بصورة.. إن الأحوال فى الشارع المصرى مش ولابد.. والدنيا والعة أصلاً.. ومش محتاجة مصايب كروية.. خاصة ومصر داخلة على 25 يناير!
لم يكن متبقيا، على الأقل لحين الاستقرار، على صحة واكتمال التسريبات، إلا أن يقولوا رسميا: إن تعيين حكام بعينهم، وإن النتائج المريحة لجماهير الكبار هى بمثابة «أمن قومى».
• يا سادة.. فى الدولة.. وفى الشارع المصرى.. «الأمن القومى».. بدلاً من أن يبدأ من حماية ما قبل الحدود، والاطلاع على نوايا الإعداد، قبل الاقتراب من حدودنا تحول إلى أن يصبح فى حاجة لأن يمتد إلى الكرة وحكامها!
يعنى يمكن أن نعيد صياغة الجملة ونقول: إن «أمننا القومى» يبدأ من حدود منطقة جزاء الأهلى والزمالك.
الناس دى عايزة إيه؟!
طبيعى جدا، أن يفعلوا ما يشاؤون، فلم يعد هناك لا رقيب ولا حسيب.. والكل يغنى على المتاح له، كما سبق ورصدنا لحضراتكم!
• يا سادة.. فى الدولة.. ألم تلاحظوا حجم الانزعاج الأبيض، والخروج فى جماعات وأفرادا، سواء من رئيس نادى الزمالك المستشار مرتضى منصور، أو مجلسه بالكامل، للإعلان عن «رشاوى» لبعض الحكام، بل تقديم أدلة قيل إنها دامغة، وبلاغات للنائب العام للتحقيق، باعتبار أن هناك شركات راعية تمول هذه الهجمة ضد الزمالك.. طبعا هجمة الظلم التحكيمى، الذى يشكون منه البيت الأبيض ليل نهار!
أيضا.. خرج رئيس الزمالك ليؤكد أن أيام رئيس اللجنة بالإنابة وجيه أحمد، معدودة، وأن لديه وعدا يعتبره الرجل صارما ونافذا بأن يخرج وجيه من اللجنة، حال تحديد الشخص الذى سيتولى إدارتها، بس الإعلان عن رحيل وجيه.. جاء فيه أن شهر يناير الجارى هو الأخير له فى الجبلاية، ربما على اعتبار أن هناك فتح باب القيد الشتوى أيضا فى نفس الشهر.. رحم الله الكاتبن محمد حسام الدين، رئيس لجنة الحكام، الذى كان لا يعلن أسماء الحكام، حتى لمجلس الإدارة ومع مين مجلس يرأسه اللواء حرب الدهشورى، أمده الله بالصحة والعافية!
• يا سادة.. فى الدولة.. ألم تشاهدوا وتسمعوا، وبلاها ترصدوا.. هذا الصراخ الأحمر من مسؤولى الأهلى.. من خشية الحكام وحالة الخوف والذعر التى تسيطر عليهم بسبب الهجوم الأبيض، وبالتالى يتعرض الأحمر للقهر التحكيمى؟!
يا حضرات.. إن ما يحدث، هو الهزل بعينه.. فإذا كان قراركم، هو الابتعاد عن كرة القدم.. واعتبارها محرقة.. فهذا.. هو الخطر بعينه!
لأن الدولة يجب أن تعرف أن جماهير الكبار، وباقى جماهير الكرة يشكلون قرابة الـ%95 من تعداد المصريين!
نعم.. وبالتالى فإن ترك أمر اللعبة على المشاع بين الفسدة.. والفشلة، هو الخطر بعينه.. بل هو ما يستحق أن يقال عنه «أمن قومى» حقيقى، وليس «الأمن القومى».. هو استبدال احتياجات المواطن والوطن بالنجاح الكروى الذى كان وراءه تسخير كل جهود وأجنحة الدولة المصرية لصالح حضانة المنتخب فى «2006 و2008 و2010»!
الأجدى.. ولأن المواهب عظمى فى المحروسة.. أن النظام الاحترافى والأخذ بمعايير الكفاءة، وتحويل اللعبة إلى صناعة.. هو ما يفيد، ويجعل استمرار النجاح قائما.. والوضع مستقرا.. مش كده؟
• يا سادة.. فى الدولة والشارع المصرى.. خلوا بالكم إن سنين الفساد والسواد امتطت كرة القدم وكانت جوادها الأبيض، لدرجة خلطها، ليس بالأمن القومى فقط، وإنما بأنها مصر.
طيب.. اللى مش مصدق.. يقوللى: لماذا لم يغنّ الألمان عقب الفوز بكأس العالم أغنية «الألمانيين أهمه»؟!
بصراحة.. لأن الغناء هناك يطرب المواطن ويفيد الوطن.. إنما فى المحروسة فالكل كان يغنى علينا.. فهل ستتركهم مستمرين فى الغناء علينا؟! إذا تركتهم.. فلن نترككم جميعًا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة