الصراع السياسى بين الدول أمر دائم ومستمر وقد يكون مشروعا ومبررا ومن السهل أن يبدأ وسرعان ما ينتهى، فتقارب المصالح أو تباعدها هو سمة السياسة وأحوالها، فكثيرا ما نرى أصدقاء اليوم هم من كانوا أعداء بالأمس، ومن كانوا أعداء أصبحوا أصدقاء وحلفاء اليوم، ولكن الأخطر والأكثر بشاعة فى تأثيراته الممتدة وتدميره للأمم والشعوب هو الصراع المذهبى والدينى والطائفى الذى تكون آثاره أكثر عنفا وفتكا، وتظل عالقة فى أذهان الأمم لأجيال عديدة.
هذه الحقيقة التى أدركتها القوى الدولية والعالمية الساعية للسيطرة على مقدرات الشعوب فى العالمين العربى والإسلامى والتى أيقنت أنها بفضل النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية يمكنها السيطرة دون الحاجة إلى جيوش وأسلحة كما كان الشكل الاستعمارى القديم.
ما سبق لابد وأن نفكر جميعا فيه ونضعه نصب أعيننا فى الوقت الذى يشتعل فيه الخلاف بين الدول العربية وإيران على خلفية التدخلات الإيرانية غير المقبولة فى الشأن السعودى والتى تصاعدت بعد إعدام المملكة العربية السعودية 47 إرهابيا بينهم رجل الدين السعودى الشيعى نمر النمر، وما تبعه من الاعتداءات التى وقعت على السفارة السعودية بإيران، مما أسفر عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتأييد معظم دول العالم العربى للموقف السعودى.
ورغم الاستفزازات الإيرانية وتاريخ الصراع الطويل بين إيران والسعودية والذى يتمثل فى الصراع السياسى وصراع المصالح والنفوذ، الذى دأبت إيران عليه تارة مع العراق، وتارة مع دول الخليج، وتارة مع مصر، إلا أن أخطر ما فى هذا الصراع هو أن يتحول إلى صراع مذهبى باستخدام وتأجيج الفتن بين السنة والشيعة فى العالم العربى والإسلامى، وأن يستخدم فى هذا الصراع رجال الدين المتطرفين لتأجيج الفتنة بفتاوى متطرفة تحرق البلاد والعباد، وتفتت الشعوب وتشردها وتقسم الدول.
نحتاج لعلماء الدين العقلاء الذين يخمدون نيران الفتنة ويتصدون للفتاوى الطائفية المتطرفة، نحتاج للأزهر أكبر مرجعية إسلامية فى العالم لينفذ ما بدأه من مشاورات لتشكيل التحالف الإسلامى بانضمام علماء شيعة معتدلين، وأن تدخل المشاورات التى بدأها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر لتشكيل تحالف عربى إسلامى من أحرار العلماء والصادقين من رجال الفكر، بمشاركة عدد من المجالس والمجامع الفقهية والإسلامية بالعالم الإسلامى وكبار علماء الشيعة المعتدلين حيز التنفيذ.
وأن تكون أهداف هذا التحالف مكملة لأهداف التحالف العسكرى، بالعمل على مواجهة الإرهاب وأفكاره، ومواجهة فتاوى التحريض والفتنة والصراع المذهبى.
الآن حان وقت التنفيذ يا إمامنا الأكبر ويا علماءنا الأفاضل، الآن لا يجب الصمت، فتكاتفوا لتحقنوا دماء المسلمين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة