ولى ولى العهد السعودى للإيكونومست: من يفكر فى حرب بين الرياض وإيران ليس فى كامل قواه العقلية.. متحمس لبيع أسهم شركة "أرامكو".. وأتمنى ألا تعتمد المملكة على النفط.. ولست مهندس الحرب فى اليمن

الجمعة، 08 يناير 2016 05:14 م
ولى ولى العهد السعودى للإيكونومست: من يفكر فى حرب بين الرياض وإيران ليس فى كامل قواه العقلية.. متحمس لبيع أسهم شركة "أرامكو".. وأتمنى ألا تعتمد المملكة على النفط.. ولست مهندس الحرب فى اليمن الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استبعد الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى ووزير الدفاع أن يتحول الخلاف الذى نشب بين السعودية وإيران بعد إعدام القيادى الشيعى السعودى، نمر النمر إلى حرب مباشرة قائلا فى حواره الأول مع مجلة "الإيكونومست" البريطانية إن السعودية لا تتوقع هذا أبد، وترى من يدفع بهذا الاتجاه ليس فى صوابه، "لأن حربا بين السعودية وإيران ستكون بداية لكارثة كبيرة فى المنطقة، وستؤثر على العالم، وبالطبع لن نسمح بذلك".

وقال الأمير محمد ردا على تأثير الخلاف على تصعيد التوترات الإقليمية إن المملكة ترى ما حدث غريبا، إذ كان هناك مظاهرات ضد السعودية فى إيران، فما علاقة إيران بمواطن سعودى ارتكب جريمة فى السعودية، وحوكم فى محكمة سعودية فى إيران "فهذا يثبت أن إيران عازمة على مد نفوذها فى دول المنطقة".

وعما إذا كانت السعودية صعدت من التوترات بقطع العلاقات الدبلوماسية، أكد محمد بن سلمان فى حواره الذى استمر خمس ساعات، أن قرار المملكة كان لمنع التصعيد، فإذا كان تم الهجوم على دبلوماسى سعودى أو عائلته، وقتها كان موقف إيران ليكون صعبا للغاية "لذا نحن منعنا إيران من الحرج، السفارة تعرضت للحرق والحكومة الإيرانية تشاهد هذا، فماذا كان سيحدث إذا تعرض الدبلوماسيون للاعتداء".

وبسؤاله عما إذا كانت إيران عدو السعودية الأكبر، قال ولى ولى العهد "نحن لا نأمل هذا".

ورفض الأمير وصفه بـ"مهندس حرب اليمن" عندما سألته "الإيكونوميست" عن حرب اليمن ومتى يمكن أن تنتهى قائلا لست مهندسها، لأن السعودية دولة مؤسسات، وقرار شن عملية فى اليمن، كان قرارا بحثته وزارة الخارجية والدفاع، ومجلس الأمن والعلاقات السياسية، وبعدها تم تسليم توصيات للملك سلمان، وكان القرار بالبدء فى العملية قراره.

وأضاف "وظيفتى كوزير الدفاع هى تفعيل أى قرار يتخذه الملك.. والإعداد لمواجهة أى تهديدات".

وأوضح أن العملية كانت رد فعل لما قام به الحوثيون، ووجود مليشيا لديها أسلحة على الحدود، وتساءل الأمير "هل هناك أى دولة فى لعالم تقبل بوجود مليشيا مسلحة على حدودها؟"، معتبرا أن الحوثيين تعاملوا بعدم اهتمام مع قرارات مجلس الأمن، وفرضوا تهديدا مباشرا للمصالح الوطنية السعودية.

وبسؤاله عن طول مدة العملية العسكرية، قال الأمير محمد إن هناك أهدافا مختلفة، كان أولها تعطيل قدرات ميليشيات الحوثيين من خلال "عاصفة الحزم"، وتدمير قدراتها الجوية، بتدمير 90% من ترسانة أسلحتها، وبعد ذلك، بدأت عملية الحل السياسى فى اليمن، مؤكدا أن جهود المملكة تدفع للحل السياسى "لكن هذا ليس معناه أننا سنسمح للميليشيات بالتوسع على الأرض، فعليهم أن يدركوا أن كل يوم لا يقتربون فيه من الحل السياسى، يخسرون على الأرض".

وأوضح أنه لا يمكن التنبؤ بموعد انتهائها، لافتا إلى أن 80% من الأراضى اليمنية الآن تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

وتضمن الحوار أسئلة بشأن الوضع الاقتصادى السعودى والاتجاه لبناء اقتصاد لا يعتمد على النفط، بالإضافة إلى وضع المرأة ومستقبل المملكة.

فإليكم نص الحوار كما نشره موقع "العربية نت":



الصحيفة: دعنا نركز أولاً على الإعدامات الأخيرة، لماذا حدثت الآن بعد سنوات عديدة من الهجمات الإرهابية فى السعودية؟ ولماذا وضعتم رجل دين شيعى بارز ضمن القائمة؟



الأمير محمد بن سلمان: أولا، هذه أحكام صادرة عن محكمة لتهم تتعلق بالإرهاب، وقد مرت عبر ثلاثة مستويات من الإجراءات القضائية، لقد كان لديهم الحق فى توكيل محامين، وكان محاموهم حاضرين فى كل مراحل الإجراءات، كانت أبواب المحكمة مفتوحة أيضا لأى وسيلة إعلامية وللصحفيين، وكل الإجراءات والنصوص القضائية نشرت للعلن، لم تأخذ المحكمة إطلاقا بأى تمييز بين الأشخاص، سواء كان سنيا أو شيعيا، فهى تراجع الجريمة والإجراء والمحاكمة والحكم، ثم تنفذ الحكم.

لكن هذه الإعدامات أشعلت ردود فعل عنيفة فى إيران، تم الهجوم على سفارتكم، قطعتم العلاقات الدبلوماسية وكذلك فعلت البحرين والسودان.. ماذا ستكون عواقب هذا التصعيد للتوترات الإقليمية؟



نرى ذلك باستغراب، بأن هناك مظاهرات ضد السعودية فى إيران، فهناك مواطن سعودى ارتكب جريمة فى السعودية وأصدر بحقه قرار من محكمة سعودية، ما علاقة ذلك بإيران؟ إن دل ذلك على شىء فهو يدل على حرص إيران على توسيع نفوذها فى دول المنطقة.

ألم تصعدوا بشكل غير عادل التوترات من خلال قطعكم العلاقات الدبلوماسية؟


بالعكس، نخشى أنها ستتصعد أكثر، تخيل لو تمت مهاجمة أى دبلوماسى أو أحد أفراد عائلته فى إيران، سيكون موقف إيران حينها أصعب بكثير، لذا نحن منعنا إيران من التعرض لمثل هذا الإحراج، تم إشعال النار فى البعثة السعودية والحكومة الإيرانية تتفرج، لو حصل هجوم على طفل أو دبلوماسى أو عائلته، فماذا سيحدث؟ سيحدث الصراع الحقيقى والتصعيد الحقيقى.

هل تتوقع صراعاً بين إيران والسعودية، صراع مباشر محتمل بسبب هذا الإجراء؟ وما عواقب ذلك؟


إذا كان الأمر بسبب هذا الإجراء، فلا أظن أن ذلك سيسبب مزيداً من التوتر بين السعودية وإيران، لأن التصعيد الإيرانى قد وصل إلى مستويات عالية، ونحن نحاول بكل ما بوسعنا عدم التصعيد أكثر، نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التى ضدنا.

هل هناك احتمالية لنشوب حرب بين بلديكم، حرب مباشرة؟


هذا أمر لا نتوقعه مطلقا، ومن يدفع بهذا الاتجاه فهو ليس فى كامل قواه العقلية، لأن الحرب بين السعودية وإيران تعنى بداية كارثة كبرى فى المنطقة، وسوف تنعكس بقوة على بقية العالم. وبالتأكيد لن نسمح بحدوث ذلك.

هل تعتبرون إيران عدوكم الأكبر؟


لا نأمل ذلك.

إحدى المناطق التى يمكن أن تعتبر مكانا للحرب بالوكالة هى اليمن، أنت مهندس هذه الحرب فى اليمن، فمتى ستنتهى؟


أولا، أنا لست مهندس العملية اليمنية، نحن دولة مؤسسات، إن القرار المتعلق بالمضى قدما فى عملية اليمن هو قرار يتعلق بوزارة الخارجية ووزارة الدفاع والاستخبارات ومجلس الوزراء ومجلس الشئون السياسية والأمنية، ثم سلم جميع التوصيات إلى الملك، والقرار بالمضى فى ذلك هو قرار الملك، وعملى كوزير للدفاع هو تنفيذ ما يأمر به، وسأقوم بتسليم "توصيات" لأى مخاطر أراها، وأعمل الاستعدادات لأى مخاطر.

جاء القرار مباشرة بعد أن أصبحتم وزيرا للدفاع، فمتى تتوقعون انتهاء العملية؟


فيما يخص اتخاذ القرار بعد أن أصبحت وزيرا للدفاع، فلماذا ننسى استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء بعد أن أصبح جلالته ملكا؟ ليس لهذا علاقة بكونى أصبحت وزيرا للدفاع، الأمر كله يتعلق بما فعله الحوثيون، لدى الآن صواريخ أرض أرض على حدودى، تبعد فقط 30-50 كيلو مترا عن حدودى، ومدى هذه الصواريخ يصل لـ550 كيلو مترا، تملكها ميليشيات، وميليشيات تجرى تدريبات على حدودى، وميليشيات تمتلك طائرات حربية لأول مرة فى التاريخ، وهذه الطائرات تنفذ نشاطات ضد شعبهم فى عدن، فهل هناك أى دولة فى العالم تقبل بحقيقة وجود ميليشيات بهذا النوع من التسليح على حدودها؟ خاصة أنهم تعاملوا بمنتهى الاستهتار مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وشكلوا تهديدا مباشرا لمصالحنا الوطنية، لدينا تجربة سابقة، تجربة سيئة معهم تعود إلى عام 2009، إن العمليات التى نُفذت حظيت بدعم وموافقة مجلس الأمن دون أى اعتراض،

عندما بدأت العمليات، توقع الكثيرون أن تمر بسرعة، إلا أنه قد مضى على بدايتها حتى الآن 10 أشهر وهى ما تزال مستمرة، ألا تشعر بأنك فى مستنقع عسكرى؟


لا، لقد كانت هناك أهداف مختلفة، الهدف الأول لعاصفة الحزم كان يتمثل فى تعطيل القدرات الرئيسية لهذه الميليشيات، وهى القدرات الجوية وقدرات الدفاع الجوى وتدمير 90% من ترسانتها الصاروخية، ثم قمنا بعد ذلك فى البدء بالعمل على إيجاد الحل السياسى فى اليمن، التى تعد مرحلة مختلفة تماماً عن مرحلة الهدف الأول، جميع جهودنا الآن منصبة على الدفع نحو إيجاد حل سياسى، لكن هذا الأمر لا يعنى أننا سنسمح للميليشيات بالتوسع على الأرض، لذلك عليهم أن يدركوا أن كل يوم يمضى دون قيامهم بالسعى نحو الوصول إلى حل سياسى سيجعلهم يخسرون على الأرض.

كم ستستغرق هذه العملية من وقت؟


لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذا الأمر فى الحروب، من أكبر قائد إلى أصغر قائد، لا أحد يستطيع توقع ذلك، حيث يمكننا أن نرى داعش اليوم، لكن لا يمكن لأى أحد أن يتوقع وقت هزيمتهم، لكن ما أستطيع قوله إن نصف مدينة عدن لم يكن تحت سيطرة الحكومة قبل 10 أشهر، أما الآن فإن أكثر من 80% من أراضى اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، كما أريد أن أشدد على أن العالم قد اكتشف الألاعيب التى كان يقوم بها الحوثيون، خصوصاً ألاعيبهم التى كانوا يستخدمونها فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.

أنت كذلك من يدير الاقتصاد فى البلاد، لذا دعنا ننتقل الآن إلى موضوع الميزانية.. سعر برميل النفط وصل إلى 35 دولارا أمريكيا، وعجز الميزانية للسنة الماضية كان يشكل 15% من إجمالى الناتج المحلى.. هل تواجه المملكة العربية السعودية أزمة اقتصادية؟



نحن بعيدون تماماً عن ذلك، نحن أبعد من مواجهة أى أزمة اقتصادية عما كنا عليه فى الثمانينيات والتسعينيات، حيث نملك الآن ثالث أكبر احتياط فى العالم، كما أننا قد تمكنا هذه السنة فقط من زيادة عائداتنا غير النفطية بنسبة 29%، لقد كنا قادرين على رؤية أمور إيجابية أكثر ما يعتقده معظم الناس حيال اقتصاد السعودية والعجز والإنفاق، كما أن لدينا برامج واضحة للخمس سنوات المقبلة، قمنا بإعلان بعضها، وسنعلن ما تبقى منها فى المستقبل القريب، بالإضافة إلى ذلك فإن ديوننا تمثل ما نسبته 5% بالمقارنة مع إجمالى الناتج المحلى، لذلك فنحن لدينا نقاط قوة ولدينا الفرصة أيضاً لزيادة عائداتنا غير النفطية فى العديد من القطاعات، علاوةً على امتلاكنا لشبكة اقتصادية عالمية.

كيف ستقوم بزيادة العائدات غير النفطية؟ هل ستفرض ضريبة القيمة المضافة؟ هل ستفرض ضريبة على دخل الفرد؟


لن يكون هناك ضريبة على دخل الفرد، ولا ضرائب على الثروة، نحن نتحدث عن ضرائب ورسوم مدعومة من قبل المواطن، بما فيها ضريبة القيمة المضافة وضريبة الحد من استهلاك السلع الضارة، حيث ستوفر هذه الضرائب إيرادات جيدة، لكنها لن تكون المصدر الوحيد للإيرادات، حيث إن لدينا العديد من الفرص فى مجال التعدين، ولدينا أيضاً أكثر من 6% من احتياطات اليورانيوم العالمية، علاوة على أننا نمتلك الكثير من الأصول غير المستغلة، حيث إن لدينا 4 ملايين متر مربع من الأراضى الحكومية غير المستغلة فى مكة وحدها، قيمة السوق مرتفعة جداً، لدينا العديد من الأصول التى نستطيع أن نحولها إلى أصول استثمارية، نعتقد أننا نستطيع الوصول إلى مرحلة تصل فيها عائداتنا غير النفطية إلى 100 مليار دولار أمريكى خلال السنوات الخمس المقبلة.

متى ستقوم بفرض ضريبة القيمة المضافة؟


سنحاول القيام بذلك فى نهاية سنة 2016 أو 2017، كما سنحاول التعجيل فى موعد فرضها.

وما الذى ستقوم بخصخصته لكى تزيد من الإيرادات؟


الرعاية الصحية والقطاع التعليمى وبعض القطاعات العسكرية مثل المصانع العسكرية وبعض الشركات المملوكة من قبل الدولة، هذا الأمر سيعمل على تقليل الضغط الذى تعانى منه الحكومة، كما أن من شأن بعضها أن يزيد من توفير قدر جيد من الأرباح.

هل تتصور إمكانية بيع بعض أسهم شركة أرامكو السعودية؟


هذه الفكرة قيد المراجعة، ونحن نعتقد أننا سنتوصل إلى القرار المتعلق بهذا الشأن خلال الشهور القليلة المقبلة، أنا شخصياً متحمس لهذه الخطوة، وأعتقد أن القيام بها سيصب فى مصلحة السوق السعودية وشركة أرامكو كذلك، كما أنه سيساعد على إيجاد قدر أكبر من الشفافية والمكافحة لأى نوع من أنواع الفساد الذى قد يكون موجوداً فى محيط أرامكو.

لقد قلت سابقاً إن تنويع الاقتصاد ليصبح أقل اعتماداً على النفط هو من أبرز التحديات التى تواجه السعودية، ما هى القطاعات التى سيتم إعطاء الأولوية لها فيما يتعلق بالتنويع؟



التعدين، إصلاحات نظام الدعم الحكومى، حيث إن لدينا 20% فقط من الطبقات الوسطى والدنيا التى تستفيد من الدعم الحكومى، نحن نستهدف الـ80% ونحاول الإبقاء على فوائد الطبقات الوسطى والدنيا، هذا الأمر سيعمل على توفير عائدات جيدة، وكما قلت لك فإن هناك أصولاً لم يتم استغلالها: سنعمل على توسيع السياحة الدينية وزيادة عدد السائحين والحجاج القادمين إلى مكة والمدينة، ما سيعطى قيمة أكبر للأراضى المملوكة من قبل الحكومة فى كلتا المدينتين.

لقد قمتم برفع الأسعار فى هذه الميزانية كأسعار الكهرباء والوقود، لكن لا يزال هناك الكثير من الدعم.. هل تهدفون للتخلص من الدعم بشكل نهائى؟


نسعى للوصول إلى أسواق الطاقة المفتوحة، لكن مع برنامج الإعانات لذوى الدخل المحدود، لا أن تكون إعانات على شكل خفض لأسعار الطاقة، بل عن طريق برامج أخرى، وأيضا من بين أهم الأصول التى نعمل عليها الآن: لدينا منطقة رائعة جدا تقع شمال جدة بين مدينتى أملج ووج، هنالك ما يقارب مئة جزيرة فى منطقة مرجانية واحدة. درجة الحرارة هناك مثالية، أبرد بخمس أو سبع درجات من مدينة جدة، هى أرض بكر، قضيت فيها آخر ثمانى عطلات لى، وكنت مصدوما لاكتشاف شىء كهذا فى المملكة العربية السعودية، وكانت هناك خطوات تم اتخاذها للحفاظ على تلك الأرض التى مساحتها 300 كلم فى 200 كلم، تلك أحد الأصول التى نستهدفها ونرى أن لها قيمة مضافة، إضافة إلى كونها مصدر دخل لخزينة الدولة. إذن لدينا العديد من الأصول غير المستخدمة، فى مكة والمدينة خارج وداخل النطاق العمرانى، ففى جدة على سبيل المثال توجد أرض مساحتها الإجمالية خمسة ملايين متر مربع، تقع يمين الشاطئ فى قلب جدة، وتملكها قوات الدفاع الجوى، قيمة الأرض وحدها 10 مليارات دولار، أما تكلفة نقل البنى التحتية والمبانى فتقدر بنحو 300 مليون دولار، وعليه فذلك هدر كبير، نحن بصدد القيام بعمل ضخم، حيث نهدف إلى إدخال أصول جديدة إلى خزينة الدولة تقدر بـ400 مليار دولار على مدى السنوات القريبة.

ستقومون بخصخصة الأصول؟


الأصول ستذهب للخزينة، ثم ستتحول إلى مشاريع، ومن ثم إلى الشركات، وبعد ذلك ستطرح فى السوق المالية للاكتتاب العام.

هل هذه ثورة تاتشرية "مارجريت تاتشر"؟



بكل تأكيد، لدينا العديد من الأصول الجيدة غير المستغلة، كما يوجد لدينا قطاعات استثنائية بإمكانها أن تنمو سريعا، هناك شركة سعودية تعتبر مثالا بين عدة شركات، وهى شركة المراعى للألبان، فحصتها فى السوق العمانية 80%، وفى السوق الكويتية أكثر من 20%، وفى السوق الإماراتية أكثر من 40%، أما فى مصر - حيث يوجد النيل - فحصتها فى السوق هناك 10%، شركة سعودية واحدة فقط، لدينا شركات ألبان وزراعة أخرى، وبإمكانك عمل الشىء نفسه مع القطاع المصرفى، وقطاع التعدين، وقطاع النفط والبتروكيماويات، هناك فرصة ضخمة وعديدة للتوسع والنمو.

هذا يتطلب استثمارات هائلة، يقول أحد التقديرات التى قرأتها إنها 4 تريليونات دولار بين وقتنا هذا و2030، من أين يأتى هذا المال؟


هذا تقرير من شركة ماكينزى، وليس من الحكومة السعودية، نحن نحاول أن نكون متفائلين أكثر فى بعض الأجزاء، وفى بعض الأجزاء نحاول أن نكون محافظين، على أى حال، تُشارك ماكينزى معنا فى العديد من الدراسات، لكن هذه استثمارات نحاول جلبها من مصادر عديدة: المستثمر السعودى، والأموال المملوكة للدولة، وصناديق (دول مجلس التعاون الخليجى)، والصناديق الدولية.

ما الذى يُرغب المستثمر الأجنبى بالاستثمار فى المملكة العربية السعودية الآن؟


المسألة هى الربح، وهذا ما نحاول أن نقدمه لكى نجلب الاستثمار، ويحدث هذا فى نفس الوقت الذى نملك فيه لوائح جيدة، وهذا يضمن سلامة استثماراتهم، نحن لسنا بلدا جديدا للاستثمار الأجنبى، أكبر الشركات العالمية موجودة فى السوق السعودية: بوينج وإيرباص وجنرال إلكتريك وجنرال موتورز وسونى وسيمينز، جميع اللاعبين الكبار فى السوق السعودية، وجميع البنوك الكبرى والرئيسية فتحت فروعا لها فى المملكة العربية السعودية، لذلك أنا لا أحاول الانفتاح على العالم، أنا منفتح على العالم بالفعل. أنا أقدم الفرص فقط.

وأحد التحديات التى لم نناقشها حتى الآن هو الشباب السعودي: 70% من سكان البلاد تبلغ أعمارهم 30 عاماً وأقل، كيف سيتم خلق فرص عمل لهؤلاء الناس؟


لدينا فرص كبيرة لخلق وظائف عمل فى القطاع الخاص، وسيساعدنا قطاع التعدين فى خلق الكثير من فرص العمل، وسيولد برنامج معالجة الحجاج والزوار أيضاً الكثير من فرص العمل، والاستثمارات ستخلق فرص عمل أيضاً، لا نتوقع أن تزداد البطالة لدينا، نعتقد أنها ستقل فى السنوات القليلة القادمة إلى حد جيد، وفى الوقت نفسه لدى احتياطات الآن، عشرة ملايين وظيفة يشغلها غير السعوديين أستطيع أن ألجأ إليها فى أى وقت أريد، لكننى لا أريد الضغط على القطاع الخاص إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير.

هل ستمنع توظيف الأجانب؟


نحن نحاول أن نلجأ إلى خلق الفرص، وإذا لم نستطع تغطية الكل فنحن مضطرون إلى ممارسة الضغط على القطاع الخاص، أسوة بما تم عمله، وهو برنامج السعودة.

التحول الذى تصفه: تقديم إيرادات الضرائب غير النفطية، والحد من الإعانات، والمضى قدماً نحو التوظيف فى القطاع الخاص، يشير إلى إعادة الصياغة فى نواحٍ كثيرة، فى الاقتصاد السعودى والعادات الاجتماعية السعودية.

أليس من شأن هذا أن يُحدث تغييراً على نطاقٍ أوسع فى المجتمع الذى لايزال محافظاً جداً؟


ليس لهذا علاقة بذلك، لدينا قيم، وهو أمر مهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا حرية التعبير، ومهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا حقوق الإنسان، لدينا العوامل الخاصة بنا والقيم والمبادئ كمجتمع سعودى، ونحاول إحراز تقدم وفقاً لاحتياجاتنا، وضعُنا اليوم ليس كما كان قبل 50 سنة، فقبل 50 سنة لم يكن لدينا حتى هيئة تشريعية، النساء يُمثلن اليوم فى البرلمان بشكلٍ جيد، وتصوت النساء ويُرشحن أنفسهن للانتخابات، اليوم نحن نحرز تقدماً، وفقاً لاحتياجاتنا، ووفقاً لوتيرتنا وليس كرد فعلٍ على أى نموذج آخر.

لكن هل تعتقد أنك تستطيع أن يكون لديك ضرائب أكبر من دون تمثيل أكبر؟


لا توجد ضرائب.

لكنك تفرض الضرائب؟


نحن نتحدث عن أشكال مختلفة من الضرائب. نتحدث عن ضريبة القيمة المضافة، لن يتم تطبيقها على أى من المنتجات الأساسية، سيكون ذلك على الإكسسوارات. لن تكون ضريبة القيمة المضافة على المنتجات الأساسية، مثل الماء، ومنتجات الألبان والحليب.

لن تكون مشمولة؟


بدون شك، إذا كانت ستؤثر على السعر.

فهمت، ولكن هل تستطيع أن تفرض هذا النوع من الضرائب دون زيادة تمثيل الشعب فى الحكومة؟



مرة أخرى، هذان الأمران ليس لهما علاقة ببعضهما، هذا ليس قرارا من الحكومة ضد الشعب، هذا قرار السعودية، بحكومة تمثل الشعب، وقبل اتخاذ أى قرار للإصلاح نقوم بعمل العديد من ورش العمل التى تمثل العديد من الناس.

ماذا عن الإصلاح الاجتماعى الأوسع؟ كيف سيكون بإمكانك صنع اقتصاد حديث عالى الإنتاجية مع صنع سياحة حيوية، وقطاع رعاية صحية نابض بالحياة، وقطاع تعليم حيوى إذا كانت المرأة لا تقود، ولا تستطيع السفر دون إذن.



بإمكان النساء السفر حالياً، بالإضافة إلى أنهن يعملن فى قطاع الأعمال التجارية.

لكن بإذن من أفراد أسرهن؟


هذا مختلف، فعندما تتحدث عن الإذن، فإنك تتحدث عن نساء لم يصلن لسنٍ معين، لا عن النساء المسئولات عن أنفسهن، فهذا أمره محدد بمعايير اجتماعية ودينية، بعض هذه المعايير يمكن أن تُغير، وبعضها لا يمكن أن يُغير حتى لو أردنا ذلك، لكنى أضمن لك بأن ليس هنالك أى عقبات فى طريق النساء لتعزيز مشاركتهن والعمل.

إذن، لماذا معدل الإناث العاملات فى السعودية (18%) يعد الأقل فى العالم؟


ثقافة النساء فى السعودية، ثقافة المرأة نفسها، هى ليست معتادة على العمل، وهى بحاجة للمزيد من الوقت لتعوّد نفسها على فكرة العمل، نسبة كبيرة من النساء السعوديات معتادات على البقاء فى المنازل، ولم يعتدن على العمل، يحتاج الأمر لبعض الوقت.

هل تعتقدون أن وجود نسبة كبيرة من النساء فى القوى العاملة سيكون أمراً جيداً بالنسبة للمملكة؟


بدون شك، جزء كبير من عواملى الإنتاجية غير مستخدمة، والنمو السكانى بدأ بالوصول لرقم مخيف، ولذلك فإن عمل المرأة سيساعد هاتين القضيتين.

أنت جزء من شريحة تقدر بـ70% من السعوديين الذين تتراوح أعمارهم 30 عاماً وأقل، وأنت مسئول عن دفاع الدولة واقتصادها، فأنت تمثل الجيل الجديد من السعوديين من عدة نواحٍ، أى نوع من السعودية تود إنشاءه؟


إن السعودية التى أتمناها والتى يتمناها الـ70%: هى سعودية لا تعتمد على النفط، سعودية مع اقتصاد آخذ فى النمو، سعودية ذات قوانين شفافة، سعودية ذات مكانة قوية جداً فى العالم، سعودية يمكنها تحقيق حلم أو طموح أى سعودى من خلال إيجاد حوافز مغرية، وبيئة مناسبة، سعودية مستدامة، سعودية تضمن مشاركة الجميع فى صنع القرار، سعودية ذات إضافة مهمة للعالم وتساهم فى إنتاجيته، وتواجه العقبات أو التحديات التى تواجهه. حلمى كرجل شاب فى السعودية، وحلم العديد من الشباب السعوديين كذلك هو أن أتنافس معهم ومع أحلامهم، وأن يتنافسوا مع أحلامى لخلق سعودية أفضل.

قمت بوضع رؤية إيجابية للغاية بالنسبة للسعودية، إلا أننا نعيش فى وقت يعد من أكثر أوقات المنطقة خطورة منذ سنين، كيف ستقوم بوضع الرؤيتين سوياً؟


أنتِ بريطانية، وأنا من معجبى تشرشل، إذ قال تشرشل إن الفرص تأتى من الأزمات. وأنا أتذكر مقولة تشرشل كلما أرى عقبات أو أزمات فى المنطقة، هكذا أرى التحديات أو الأزمات فى المنطقة.

وهل أصبحت الأزمات فى المنطقة أكثر صعوبة بعد انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة؟


نحن نتفهم العمل الذى قامت به الولايات المتحدة، فهى تقوم بتنفيذ العديد من الجهود، ونحن نحاول مساعدة جميع الجهود التى تقوم بها، نحاول التعبير عن وجهة نظرنا، وأستطيع أن أقول لكم إن العمل بيننا وبينهم قوى ورائع جداً، لكن يتعين على الولايات المتحدة أن تعى بأنها الأولى فى العالم، وأن عليها أن تتصرف كذلك.

ألم يتصرفوا كذلك؟


نحن قلقون من شىء كهذا قد يحدث.

هل تشعرون بأنهم قد تخلوا عنكم؟


نحن متفهمون، وندرك بأننا جزء من مشكلة عدم إيصال وجهة نظرنا لهم، لم نبذل ما يكفى من الجهود لإيصال وجهة نظرنا، ونعتقد بأن ذلك سيتغير فى المستقبل.

هل السعودية تخطو نحو نوع جديد من الدور القيادى فى المنطقة؟


نحن نتعامل مع كل حلفائنا بخطى متساوية، وجميعنا نعمل لمواجهة التحديات فى المنطقة، نحن ودول الخليج، ومصر وتركيا والسودان ودول القرن الإفريقى ودول شمال إفريقيا ودول غرب إفريقيا ودول شرق آسيا، ماليزيا اندونيسيا.. إلخ، وباكستان، نسعى بشكل جماعى لمواجهة هذه التحديات، لأن هذه التحديات تشكل خطرا علينا جميعا، ويجب علينا مواجهتها كفريق واحد، ونسعى أن نقوم بعمل إيجابى.

قبل خمس سنوات، بدأ الربيع العربى، وكانت سنوات قاتمة من عدة أوجه فى المنطقة، فهل ستكون الخمس سنوات المقبلة أفضل أم أسوأ؟


أولا، أستطيع القول إن الربيع العربى كان اختبارا حقيقيا لمعرفة أنماط الحكومات الاستبدادية وأنماط الحكومات غير الاستبدادية، والنظام الذى يمثل شعبه والنظام الذى لا يمثل شعبه، وأى نظام لم يمثل شعبه انهار مع الربيع العربى، ونرى ما حدث للأنظمة الأخرى.

هل يمثّل آل سعود شعبهم؟


نحن نشكل جزءا من العملية الوطنية، كما أننا نشكل جزءا من القبائل المحلية، إضافة إلى أننا ننحدر من المناطق الموجودة فى البلاد، لقد عملنا مع بعضنا بعضا على مدار الـ300 سنة الماضية.

شكراً جزيلاً لكم يا صاحب السمو الملكى

شكراً لكم، أنا سعيد باستضافتكم هنا اليوم، كما أننى أسعد بتلقى أسئلتكم، نحن دائماً ما نقبل بالانتقادات التى تأتينا من أصدقائنا، إذا كنا على خطأ فنحن بحاجة لأن نستمع لمن يقول لنا بأننا على خطأ، لكن إن لم نكن على خطأ فنحن بحاجة إلى أن نستمع لدعم أصدقائنا لنا، ما أطلبه أنا هو أن تقولوا الشئ الذى تؤمنون به فعلاً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة