رغم كثرة المخاطر التى تنتج عن زواج الأقارب والتى يظهر تأثيرها واضحاً على الأطفال، إلا أنه مازال منتشراً ولم يخشاه أحد، رغم وجود خوف دفين داخل الزوج والزوجة قبل الإقدام على تلك الخطوة إلا إنهما لا يدركان الى أى مدى قد يؤثر ذلك الزواج على صحة أطفالهم ويتعاملان مع الأمر بشكل طبيعى.
وتواصل "اليوم السابع" مع الدكتور عادل المنسى استشارى أمراض النساء والتوليد، ليجيب على أهم الأسئلة التى يطرحها البعض قبل الإقدام على زواج الأقارب:
1- ما خطورة زواج الأقارب على إنجاب الأطفال؟
زواج الأقارب فى حد ذاته ليس خطراً، ولكن يعتمد على درجة القرابة فى المقام الأول، بمعنى أن أبناء العم والخالة من الدرجة الأولى هم الأكثر خطورة من الدرجة الثانية، بالإضافة الى مدى وجود أمراض متناقلة وراثياً فى العائلة، فكلما كانت العائلة تعانى من أمراض وراثية كلما زادت فيها خطورة زواج الأقارب لتأثيره على الأطفال.
2- ما أشهر الأمراض التى قد يصاب بها الأطفال الناتجون عن زواج الأقارب؟
الأمراض الوراثية المتناقلة فى العائلة غالباً تنتقل الى الطفل الناتج عن زواج الأقارب، بالإضافة إلى أمراض أخرى كالطفل المنغولى، واضطرابات المناعة، وعيوب خلقية كعيوب القلب والكلى واضطراب فى بعض وظائف الجسم، ويزداد خطر تلك الأمراض بوجود شخص أو أثنين فى العائلة يحملان نفس المرض.
3-
ما الإجراءات التى يجب أن يقوم بها الزوجين الأقارب قبل الزواج للتأكد من سلامة طفلهما المستقبلى؟معظم التحاليل الخاصة بالزواج فى مصر تحاليل عامة وليست متخصصة فى خطورة زواج الأقارب، ولكن هناك تحليلين هامين وهما: تحليل الأمراض الوراثية، واستشارة جينية خاصة بعلم الجينات وتتم فى مراكز متخصصة كالمركز القومى للبحوث وهى توضح مدى خطورة زواج الأقارب من عدمه، وهناك تحليل أخر يتم عن طريق أخذ عينة خلوية من الفم بعد صبغ الخلايا لدراسة الكروموسومات.
4-
من خلال مجال عملك كيف تجد نسبة زواج الأقارب؟من بين كل 100 زوج، أجد من 25 إلى 30 حالة زواج أقارب من درجات مختلفة، وتزداد نسبة هذا الزواج فى المجتمعات الجنوبية والمنغلقة كالصعيد، وبعض القبائل التى تعتمد زواج الأقارب كالنوبة.
5-
كيف تؤثر الأمراض الوراثية التى يحملها الزوجين على الطفل ؟قانون مندل للوراثة هو الذى يحدد المرض وأصله الوراثى وصفته سواء كانت سائدة أو متنحية، فلو كان المرض بصفة سائدة سينتقل بنسبة كبيرة الى المولود حتى لو كان إحدى الزوجين يحمل المرض، أما إذا كان المرض بصفة متنحية فيشترط أن يحمل الزوجين نفس الجين أو الكروموسوم كى ينتقل الى المولود، كما أن الأمراض الوراثية نوعان: الأول اختلال فى عدد الكروموسومات وينتج عنها أمراض مثل الطفل المنغولى، والنوع الثانى اختلال فى الجينات وينتج عنها أمراض كالحمى القرمزية وحمى البحر المتوسط .
أما علم الاجتماع كان له رأى أخر، حيث تواصل "اليوم السابع" مع الدكتورة إنشاد عز الدين استاذ الاجتماع بكلية أداب جامعة المنوفية، فقالت إن نسبة زواج الأقارب فى المجتمع المصرى قلت كثيراً مقارنة بالماضى، نتيجة الوعى الذى أصبح موجوداً لدى المجتمع .
وأضافت عز الدين أن فى الماضى كان زواج الأقارب هدفه الحفاظ على اسم العائلة والميراث والأرض بغض النظر عن أثاره السلبية، أما الأن فقد اختلفت طبيعة المجتمع، وأصبح الجميع يخرج ويعمل وليس منغلقاً على ذاته.
وأوضحت أن من أهم أسباب عدم انتشار زواج الأقارب حالياً المشكلات التى تحدث داخل العائلة الواحدة، واختلاف ظروف المعيشة وزيادة الأزمات العائلية، فيفضل البعض الابتعاد عن زيادتها بزواج الأقارب.