فى رأيى، أن رد وزارة الخارجية على تحذيرات سفارات «جاردن سيتى» الأمريكية والبريطانية والكندية، لرعاياها من التواجد فى الأماكن العامة والتجمعات يوم 9 أكتوبر فى مصر، كان ردا ناعما لم يحمل سوى « الانزعاج» والاستغراب والاستياء والعتب لهذه السفارات.. وبدا وكأنه ردا على تحذيرات من تغيرات فى المناخ أو من إعصار محتمل على الشواطئ المصرية، أو مسلسل يتضمن مشاهد عنف، وليس بيانا يمس صميم السيادة المصرية، ويتعلق بحالة الأمن والاستقرار فى مصر، ويؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا على الاقتصاد، وفى توقيت غاية فى الحساسية ومصر تستصيف وفودا برلمانية من أكثر من 40 دولة للاحتفال بمرور 150 عاما على إنشاء البرلمان، ومصر تحتفل بانتصارات أكتوبر، وتستعد لموسم سياحى.
هل الدبلوماسية تقتضى هذا الرد الناعم المنزعج فقط حتى ولو كان الأمر يتعلق بالتدخل فى شؤون داخلية لدولة وسيادتها وأمنها..؟ هل هى الدبلوماسية التى تمنع من الرد الواضح والحاسم على هذه السفارات وتحذيراتها الخطيرة..؟
التحذيرات جاءت فى وقت يثير الشكوك، ولم توضح حقيقة وطبيعة هذه التهديدات، وحملت رسائل سلبية للغاية للعالم الخارجى، وأثارت الفزع والبلبلة فى الداخل.. على الرغم من أن المصريين تعاملوا مع هذه التحذيرات باستخفاف وخفة دم بديعة، وربما كان يوم الأحد الماضى من أكثر الأيام زحاما فى القاهرة، وكأنه ردا مصريا خالصا على بيانات التحذير الأمريكية وتوابعاها البريطانية والكندية.
لا أفهم أن سفارة دولة تصدر بيانا خطيرا وحساسا يتضمن تحذيرا لرعاياها، وتعلنه على الملأ دون الرجوع إلى سلطات هذه الدولة الدبلوماسية والأمنية.
الطبيعى فى مثل هذه المواقف أن تصدر وزارة الخارجية المصرية بيانا شديد اللهجة لرفض كل ما جاء فى التحذيرات، وللتدخل والتأثير فى الشؤون الداخلية، وأن تستدعى سفراء تلك الدول للتعبير عن حالة الغضب والرفض القاطع.
هل سيكون رد الخارجية الأمريكية مجرد الانزعاج لو قامت وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان لتحذير الرعايا المصريين من الأوضاع الأمنية فى نيويورك وكاليفورنيا بسبب اضطرابات السود، أو فى الساحل الشرقى بسبب إعصار ماثيو..؟
الآن وقد مر يوما 9 و10 وستمر أيام مصر فى خير وسلام، بإذن الله، فهل تفعلها وزارة الخارجية لشفاء غليل المصريين وترد بقوة على التحذيرات..؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير
no comment
إشكال مصر اليوم أنها مازالت تعيش أوهام قيادة العالم العربي، وأنه لا أحد يستحق هذه القيادة سواها، والمعضلة الكبرى هنا أن مصر لم تعد مهيأة - لا سياسياً ولا اقتصادياً - للقيادة" حسب رأيه. وأضاف: "وخلاف ذلك فإن تركيبتها الداخلية لم تتمكن من مواءمة متطلبات شعبها، لذلك فهي غير موجودة أصلاً في القضايا العربية، حتى في الدول التي تقع على حدودها تجدها مغيبة بالكامل، فكيف بالدول الأبعد؟ ولعل هذا ما يفسر الارتباك المصري حيال أي مشروع تقوم إحدى الدول العربية بتقديمه، قد لا يكون المشروع مخالفاً لسياستها أو حتى رغباتها، لكن طالما أنه ليس من طرفها فينبغي الوقوف ضده وعرقلته" "كنت تحدثت عن إخفاق وعجز الدبلوماسية المصرية عن صيانة علاقاتها بالدول الإقليمية، اليوم أجدد ذلك، وأضيف: ليست الدول الإقليمية فحسب، بل حتى دول العالم".