يوسف أيوب

هل يصمد رئيس الفلبين؟

الخميس، 13 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«رودريجو دوتيرتى»، هو الاسم الأكثر إثارة للجدل على المستوى الدولى، بسبب تصريحاته وأفعاله، التى تعدت حدود المعقول وربما اللامعقول أيضاً.. إنه رئيس الفلبين، الذى ما إن تولى السلطة فى 30 يونيو الماضى حتى أخذ على عاتقه مهمة يراها شاقة، لكنه صمم عليها مهما كلفه الأمر حتى وإن كانت النتيجة هى التضحية بالمنصب الرئاسى أو بحياته.
 
المهمة هى تنظيف بلاده من تجار المخدرات، وتعهد بتنفيذ ذلك حتى وإن «ذبح 3 ملايين متعاطى للمخدرات فى الفلبين»، وبسبب تصريحاته هذه تعرض لهجمة شرسة من الخارج، لكنه وقف أمامها، ووصف الاتحاد الأوروبى، الذى عارض سياسته فى مواجهة تجار المخدرات بأنه «منافق»، وقال: إن “القوى الاستعمارية السابقة المنافقة مثل فرنسا وبريطانيا تحاول التكفير عن خطاياها.. أن أجداد أعضاء البرلمان الأوروبى فى الحقبة الاستعمارية قتلوا الآلاف من العرب وغيرهم، ولم يكتف رئيس الفلبين بذلك، وإنما شبه نفسه بالزعيم النازى أدولف هتلر قائلا: إنه سيقوم بقتل الملايين من متعاط وتجار المخدرات فى بلاده مثلما فعل هتلر باليهود.
 
الحرب على المخدرات جلبت لرئيس الفلبين أعداء من الخارج، وعلى رأسهم بطبيعة الحال الولايات المتحدة، التى وضعها رودريجو دوتيرتى، فى خانة الأعداء، ورغم ذلك لم يقطع صلته بها، فقبل حضوره قمة مجموعة دول شرق آسيا «آسيان»، 5 سبتمبر الماضى وصف دوتيرتى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بـ«ابن العاهرة»، وقال فى رده على سؤال لأحد الصحفيين: إن أوباما سيسأله عن الحرب على تجار المخدرات، والتى أسفرت عن مقتل أكثر من 2400 شخص خلال شهرين، بأنه لن يسمح لأوباما بإلقاء دروس فى حقوق الإنسان عندما يلتقيا فى لاوس، مضيفا: ”عليك أن تحترم الآخرين ولا تلقى فقط بالأسئلة والتصريحات “يا ابن العاهرة” سألعنك خلال المنتدى.. سنتمرغ فى الوحل مثل خنزيرين إذا فعلت ذلك معى”، لكن رغم ذلك التقى أوباما وصافحه.
 
هو يتعامل بسياسة ربما تتناسب مع السياسات الغربية، فالمواقف ليست جامدة أو واحدة، لكنها مرنة ومتغيرة أيضاً أمريكا ورئيسها عدو، لكنه مستعد للتعامل معهم، حتى وإن هددوه بالقتل أو العزل، كما قال قبل أيام، حينما أعلن تحديه الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أن تحاول إزاحته من الحكم، واصفا الغربيين الذين ينتقدون حربه على الجريمة والمخدرات بأنهم “حيوانات”، فهو فى كل الحالات يلعب على جميع الجهات، دون أن يتجاهل القوى الأخرى، التى يمكن الاعتماد عليها، فهو حينما قال إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى سحب مساعداتهما إذا كانا غير راضين عن الحرب، التى يخوضها ضد تجارة المخدرات، كان يدرك أنه يستند لأصدقاء سيقفون بجواره، والأصدقاء هنا هما الروس والصينيون كما قال قبل ذلك، وربما هذا ما يفسر قول وزير الدفاع الفلبينى ديلفين لورينزانا قبل يومين: إن الجيش الفلبينى يستطيع الاستغناء عن المساعدات الأمريكية، فى تأكيد لما قاله دوتيرتى.
 
بجانب الترصد الغربى الدبلوماسى والسياسى لما يقوله ويفعله رودريجو دوتيرتى، هناك ترصد كبير من الإعلام الغربى، فغالبية الصحف الأمريكية والبريطانية تعاملت مع حربه على تجار المخدرات على أنها خروج عن القانون، بل أن هذه الصحف وصلت إلى درجة التحريض عليه.
 
قد يكون رئيس الفلبين مخطئ فى سياسته حينما لجأ إلى التعامل غير القانونى فى مواجهة تجار المخدرات، لكن علينا ألا نتجاهل وجود دعم شعبى له فى هذه الخطوة، فهو انتخب بعدما توعد بالقضاء على تجارة المخدرات من خلال قتل الآلاف من المتورطين فيها، ومنذ توليه السلطة فى 30 يونيو قتلت الشرطة 1523 شخصا وقتل 1838 آخرون فى ظروف غير واضحة، وفق الأرقام الرسمية، لكن المهم بالنسبة لى فيما يفعله رئيس الفلبين أنه يعى جيدًا ما يريده وما تحتاجه بلاده، ويعمل على تحقيقه دون التفات لآراء الغرب، لكن الأهم أن الشعب يقف خلفه ولم يتخل عنه، ولم نر طابورا خامسا فى الفلبين يساند التدخلات الغربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة