أحمد إبراهيم الشريف

2016.. عام الرواية الفلسطينية

الجمعة، 14 أكتوبر 2016 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مستوى الجوائز العربية، يمكن القول بأن عام 2016، هو عام الرواية الفلسطينية، حيث فاز أول أمس، كل من يحيى يخلف، بروايته «يركب الريح» وإبراهيم نصر الله بروايته «أرواح كليمنجارو» بجائزة كتارا للرواية العربية فى دورتها الثانية، وقد سبقهما فى شهر أبريل الماضى ربعى المدهون وروايته مصائر بالحصول على جائزة البوكر العربية فى دورتها العاشرة.
 
أولا على المستوى النفسى، أنا سعيد جدا بفوز الفلسطينيين، لأن الصحف والمواقع الإخبارية وخاصة فى الدول الغربية التى ستنقل أخبار هذه الجوائز سوف تكرر كلمة «فلسطين»، وذلك أمر طيب نحن فى حاجة إليه بشكل دائم حتى تظل «فلسطين» موجودة واسمها «الفعلى» القادر على الإنتاج والمكرس نفسه عبر الرواية والإبداع قادر على فرض نفسه على الجميع، وبالنسبة لى يعد ذلك نوعا من المواجهة الثقافية الواجبة التى قامت بها هذه الجوائز، سواء قصدت ذلك أم لم تقصده.
 
جانب آخر يصلح للتأمل، وهو قدرة الروائيين الفلسطينيين على إقناع لجان تحكيم هذه الجوائز باختيارهما فى الفوز، وهى أمر يحسب لهما تماما ولكتاباتهما، التى حتما تراها اللجنة مميزة ومختلفة، وتناقش قضايا تستحق الإشادة بها وإلقاء الضوء عليها، وربما يعكس ذلك بحث الفلسطينيين عن متنفس ثقافى يصلح لتجربتهما، ويمكن من خلاله الاقتراب من الهوية والآخر بالشكل الذى رضيهما تماما.
 
ولعل المتابع للوجه الثقافى للقضية الفلسطينية يعرف بسهولة أنه منذ سنوات مضت كان الشاعر الكبير محمود درويش يقاوم بالشعر، وكانت قصيدته سيفا مسلطا على رقاب الذين يريدون محو الشخصية الفلسطينية، فالجميع يرددون خلفه «سجل أنا عربى» ورحل محمود درويش، ولم تعد القصيدة الفلسطينية قادرة على فرض نفسها على الجميع، ويمكن القول بأن القضية الفلسطينية تراجعت على المستوى الثقافى، لكن الرواية كان لها رأى آخر.
 
وعلينا أن نعلم أنه بعد وقت قصير سوف يتنبه الاحتلال الإسرائيلى إلى خطورة الرواية الفلسطينية، كما تنبه من قبل إلى خطورة محمود درويش ورفاقه، وسوف يسعى بقوة لمحاصرتها، وفرض شروط صعبة تعمل على إجهاضها، وسيهاجم الروائيين الذين يكشفون وجهه القبيح، وربما الأخطر أنه سيحاول بكل ما يملكه من «شر» شراء الجميع وجعل الرواية خاضعة له وممرا من خلالها لما يريده، وهنا يكمن الخطر الأكبر الذى سيواجه الهوية الفلسطينية.
 
لذا وجب علينا الاحتفاء بالرواية الفلسطينية، وذلك انطلاقا من فكرة المواجهة بشتى السبل المتاحة، ولأن النضال الثقافى هو حائط الصد الأول والأخير أمام الاحتلال ولقدرة الكتابة الروائية فى المحافظة على تراث هذه الأمة ومستقبلها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة