أكرم القصاص

ورقة داعش على طاولة سوريا

السبت، 15 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل طرف من أطراف الأزمة فى سوريا يطالب بثمن ما قدمه خلال سنوات، وبسبب تعقيدات المشهد، فإن أى حل سياسى يمر بعشرات الأطراف الدولية والإقليمية، ولهذا فإن الانتهاء إلى حل سياسى والجلوس على طاولات التفاوض، ينهى أدوارا ويفتح الباب لأدوار أخرى.
 
اللاعبان الرئيسيان هما أمريكا وروسيا، وخلف أمريكا هناك الناتو، هم من دعموا من البداية الجيش السورى الحر، الذى اختفى لتحل مكانه التنظيمات المسلحة بمقاتلين من خارج سوريا، هناك بالطبع دول إقليمية تتبع الموقف الأمريكى، وكانت هى التى تمول التنظيمات المسلحة، وروسيا معها فى سوريا إيران، ويبقى الموقف التركى متعدد الأطراف، بدأ مع الناتو، ثم أصبح لاعبا مع روسيا، ويدعم حلا سياسيا، وهو دور معقد ودقيق، ويتداخل مع أطراف الأزمة المختلفة، بما فيها الموقف السورى الرسمى.
 
تنظيمات داعش والنصرة وباقى تنظيمات المقاتلين الأجانب أكثر من يرفض هذا الحل الذى يمكن أن يخرجها من المعادلة، وبعضها يسعى للعب دور فى مستقبل سوريا، وهو دور ترفضه موسكو ودمشق، ونفس الأمر بالنسبة للدول التى تدعم هذه التنظيمات، وترى أنها يمكن أن تخرج من المعادلة بلا أرباح، فضلا عن أنها أنفقت مليارات.
 
بعض التنظيمات مثل النصرة تحاول تغيير اسمها استعدادا للاشتراك فى أى مفاوضات قادمة، لكن تنظيمات مثل داعش وغيرها، تعرف أنها لن تجد مكانا فى أى حل سياسى، ونفس الأمر مع رعاة هذه التنظيمات. وهذا هو أساس السخونة الدائرة الآن لأن كل طرف يريد نصيبا من المستقبل، وربما لهذا يمكن تفسير الفشل الظاهر فى هزيمة داعش بسوريا بالرغم من وجود تحالف واسع بقيادة أمريكا، وظل تنظيم داعش مستمرا، ليس لقوته وإنما لوجود أطراف داخل التحالف لا تريد هزيمة تامة لداعش والنصرة وباقى التنظيمات التى تمثل أوراق لعب ضمن صراعات القوة والمنافسة والنفوذ.
 
روسيا من جهتها أشارت إلى هذا الأمر عندما تدخلت واتهمت أمريكا وبعض حلفائها بدعم تنظيمات مسلحة، بل إن موسكو كشفت الدور التركى الداعم والوسيط فى لعبة التنظيمات، ومن اللافت أن تركيا اليوم تقف فى كلا المعسكرين، وهو موقف يقوم على قراءة لأوراق اللعب.
اللعبة فى سوريا أصبحت علنية، ويتوقف مصير داعش وأخواتها ومموليها على نتائج ما يصل إليه الأمريكان والروس، هى لعبة سياسية تديرها وتحكمها المصالح، وداعش وغيرها أوراق تتبادلها الأيدى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة