الإرهاب لا دين له، إلا فى مصر، فدينه معروف للجميع، دين لا يؤمن به إلا القتلة المأجورين والمرتزقة من النشطاء والسياسيين الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم، وباتوا بدون وازع وطنى ولا ضمير.
الإرهاب هو صنيعة إخوانية، يؤمن بها المعجبون بأداء الجماعة الإرهابية القاتلة، وأحد هؤلاء محمد البرادعى الذى استكبر أن ينعى شهداء قواتنا المسلحة فى سيناء، وكتب تويتة مليئة بالحقد والغل الذى يملأ قلبه تجاه مصر وشبابها، الغل الذى أعمى بصيرته فلم يعد يرى الحقيقة، ولا يرى إلا ما يريده هو ومن يحركونه، فالإرهابيون فى سيناء من وجهة نظره هى جماعات سياسية، ومن استشهدوا من قواتنا المسلحة ماتوا فى «عنف متبادل»، وكأن البرادعى يحاول أن يشرعن لواقع جديد، وهو أننا أمام طرفى نزاع يحتاجان إلى من يدخل بينهما للصلح، ولسنا أمام جماعة إرهابية تكفيرية.
البرادعى مثل كثيرين من النشطاء «التوتيريين والفيسبكويين»، ممن لم تتحرك فى أجسادهم شعرة واحدة حينما سمعوا خبر استشهاد 12 شابا مصريا فى سيناء على يد الإرهابيين، بل أن بعض هؤلاء النشطاء فرحوا أو شمتوا فى الحادث الذى جاء على هواهم.. فهم كانوا ينتظرون أن تتحقق نبوءة سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا بهجمات إرهابية، وربما انتفاضة شعبية فى التاسع من أكتوبر الجارى، وحينما خاب أملهم، علقوا كل أحلامهم على محاولة إرهابية فى سيناء، وهو ما يفسر هذه الشماتة المقيتة من البرادعى وأعوانه من النشطاء الحقراء.
نعم الإخوان شمتوا فى شهداء مصر، وكذلك فعل البرادعى، وتناسى هؤلاء أن الشهداء الـ12 سيكونون وقودا يحرق الجماعة الإرهابية وكل من يعاونهم بتويتة أو قول أو فعل.
قد يختلف المصريون حول سياسة أو قرار معين، وقد يغضبون لرفع سعر سلعة أو لقلة توافرها فى الأسواق، لكن أبدا لن يسامحوا الإرهابيين ومن يدعمونهم بالمال والسياسة والإعلام أيضا.
قد يظن الإخوان وقوادهم فى مصر وخارجها، مثل البرادعى وعبد المنعم أبو الفتوح، أنه سيأتى يوم ويبرمون اتفاق مصالحة مع المصريين، لكن هذا لن يتحقق أبدا، فدماء الشهداء هى أشرف من أن تلوث بمصافحة الخونة والمرتزقة والقتلة المأجورين، لقد قضت الجماعة الإرهابية على أى بصيص أمل للمصالحة مع الشعب المصرى، وباتت فكرة المصالحة من المستحيلات التى لن يجرؤ أحد على مجرد التحدث عنها.
حاول أبوالفتوح والبرادعى مرارا وتكرارا تمرير فكرة المصالحة للمصريين من خلال حوارات تليفزيونية مدفوعة الأجر، وتويتات وضغوطات غربية، وظنوا أنه حينما تزيد الجماعة الإرهابية عملياتها الإرهابية فى سيناء فإنها ستجبر المصريين على قبول المصالحة، دون أن يدركوا أنهم بهذا التفكير التآمرى أغلقوا كل أبواب الحوار، ولم يبقَ سوى السلاح والقانون لمواجهة أى خروج على القانون أو تحدى لإرادة المصريين.
النتيجة المنطقية لما حدث فى سيناء، أن مصر لاتزال تواجه الإرهاب المدعوم من شخصيات مصرية لا تقل دناءة عن الإرهابيين أنفسهم، كما أن هذا الحادث يؤكد أيضا صدق الرؤية والمنهج المصرى فى التعامل مع ازمات المنطقة، وعلى رأسها الأزمتين الليبية والسورية، بأن القضاء على الإرهاب يجب أن يكون أولوية أولى، وأن على الجميع أن يتصدى للجماعات الإرهابية بكل أشكالها، فلا فرق بين الإخوان وداعش وجبهة النصرة، فكلها جماعات إرهابية تشرب من معين واحد ملىء بالخسة والندالة.
فى النهاية تبقى كلمة: شهداء مصر.. فخر مصر