سعيد الشحات

مصر وإيران فى لوزان

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يعنى حضور مصر مؤتمر لوزان الذى انعقد يوم السبت الماضى لمناقشة الأزمة السورية؟ انشغل البعض بهذا السؤال خاصة أنه جاء فى أعقاب الغضب «السعودى» من الموقف المصرى من الأزمة الذى ترجم نفسه بالتصويت لصالح القرار الروسى فى مجلس الأمن، وقام بالتصويت فى نفس الوقت لصالح المشروع الفرنسى المضاد للمشروع الروسى.
 
 كان لازدواجية التصويت صداه الذى وجدناه فى ارتفاع حدة غضب الغاضبين، فى مقابل ارتفاع درجة تفاؤل المتفائلين،الذين يتحدثون عن موقف مصرى أكثر انفتاحا على الأطراف الإقليمية المؤيدة للرئيس السورى بشار الأسد والجيش العربى السورى فى الحرب ضد القوى الإرهابية التى تمزق الأرض السورية. 
 
الذين تفاءلوا رفعوا سقف توقعاتهم إلى درجة الاعتقاد بأن مصر فى طريقها إلى أن تكون ضمن حلف روسيا وإيران وحزب الله، وذهب البعض إلى توقع، كما سمعت على قنوات فضائية عربية، أن يتم قريبا زيارات متبادلة بين «القاهرة» و«طهران».
 
استند هؤلاء على ما حدث من توتر بين مصر والسعودية بعد «موقعة مجلس الأمن»، واستخرجوا دلالات من اللقاء السريع بين وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ونظيره الإيرانى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأهم أنهم قالوا إن إيران كانت أكثر الأطراف التى صممت على دعوة مصر لحضور مؤتمر لوزان، فبالإضافة إلى حضورها حضرت العراق، مما أسهم فى أن يكون التوازن أكثر معقولية بين الأطراف المشاركة بعد أن كانت فى البداية أغلبية بزعامة أمريكا فى مقابل روسيا وإيران فقط، وأخذ المتفائلون من هذا المنحى «تصميم إيران على دعوة مصر» دليلا على أن شئ ما يحدث ويعاد ترتيبه إقليميا. غير أن هذا التوقع يعبر عن أمنيات للبعض ليس أكثر، فتغيير التوجهات فى ملف العلاقات المصرية الإيرانية تحديدا بالنسبة لمصر ليس بالأمر الهين، فهو يمس العلاقات الخليجية المصرية من جهة، ويفتح باب انقلاب الموازين الإقليمية بما لمصر من ثقل، وهذا أمر له صداه الدولى العميق، وبالتالى فإن أقصى ما يمكن الأمل به فى هذا الملف هو علاقات طبيعية بين مصر وإيران، تقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة