لا يعنى مفهوم «حرية الإعلام» كسر التابوهات السياسية والدينية والجسدية فحسب، بل من أهم أساسياته أن يتم كسر احتكار الدولة لوسائل الإعلام، إدارة وامتلاكا وتوجيها، وقد بدأت مصر هذا العصر منذ التسعينيات، وأصبح من حق أى رجل أعمال أن يمتلك قناة فضائية، يسيرها على هواه، ويبث فيها ما يراه مفيدا للبث، وكلمة «مفيدا» هنا لا تخص المشاهد أو المتابع فحسب، وإنما تخصه هو فى المقام الأول، «مفيدا» بالنسبة لجاذبية المشاهدة، ومفيدا بالنسبة للمعلن الذى يمول القناة بطريقة غير مباشرة، ويوجهها إلى ما يريد عن طريق اختيار دعم برنامج معين، أو قناة معينة بوضع إعلاناته فيها، وهنا صارت اليد العليا للسوق الذى يملى شروطه على الجميع، ومادام الأمر صار رهنًا بيد السوق، فطبيعى أن يستهدف رجل الأعمال أكبر عدد ممكن من الجمهور، وأكبر شرائح المشاهدة، ولذلك كانت لمواد «التسالى» النسبة الأكبر بخريطة المواد المعروضة، ولأننا نفتقد لمبادئ العمل المؤسسى صارت السطحية سمة أساسية فى مواد «التسالى»، فالأفلام «سطحية» والبرامج «سطحية» والأفكار «سطحية» وبالتوازى مع إنشاء القنوات الفضائية التى تتعمد إخفاء البرامج الثقافية بكل جهد، شهدنا غيابا تاما لسطوة التليفزيون الحكومى، الذى دفعه الفساد إلى الهاوية، فغرقنا جميعا فى قاع القاع.
هنا يجب أن نعقد مقارنة بسيطة بين الإعلام وقت أن كانت تتحكم فيه الدولة، والإعلام الآن الذى يسهم فى تجهيل الشعب وتسطيحه، ومن لا يصدقنى فليحاول أن يلقى نظرة على قناة «ماسبيرو زمان» التى تذيع الآن برامجا نرى فيها أمل دنقل وصلاح عبد الصبور وفاروق شوشة وعبد الرحيم منصور، وغيرهم من أعلام الأدب والشعر والفن، فقد كان التليفزيون قديما يعتمد على رجال الفكر والثقافة والفن بشكل كبير، وكان منصة لإطلاق الأفكار ومناقشة الاتجاهات الأدبية والفكرية بالشكل الذى يضعنا فى بؤرة العالم لا فى هامشه، كما كان منصة للأفكار الدينية المستنيرة بشكلها المصرى المحبب لا بشكلها المتطرق الذى أذاقنا الويلات، الجميع يرى نفس البرامج، والجميع يتشرب ذات الأفكار، ولهذا كانت هناك وحدة فى الأفكار وانسجام فى الوجدان، الجميع يقدر الشعر والأدب والفن حتى لو لم يحِط بعالمه ويستوعب دقائقه، أما الآن....أكمل أنت.
أنت لا يعجبك ما وصل إليه حالنا الآن، وأنا كذلك، وأعتقد أنه من حقنا الآن أن نسأل هذا السؤال على نطاق أوسع، وأعتقد أيضا أن التفكير فى الخروج من هذه الأزمة أمر واجب على الجميع.
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
حول مقال الاستاذ / وائل السمري وحرية الاعلام
الاعلام عموما. له. رسالة. تنويرية. اذا. افتقدها. يجب. ان. نبحث لها. عن. مفهوم. اخر. .. وليس. معني ان تكون. هناك. حرية. في انشاء قنوات. تليفزيونية. او. صحف. ان. تخرج. عن. رسالة الاعلام لان مالكها. هو. الذي انشأها. وصرف. عليها. وبالتالي. يكون. من. حقه ان. يضع. ما يحلو له. من. توجيهات. او برامج الهدف. منها. تحويل. فكر. الناس. من. حالة. الي. اخري. قد. تضر. بأبسط. السلوكيات. المتعارف عليها . حقاً. عما أفصحت. عنه. عن. ما سبيرو في. الماضي والآن. فقد كانت. الادارة. تعي. تماماً. دور الفرد. وأهميته. كمشارك له. وزنه. وتحسب. له. حقه. في. المشاركة. في. إبداء. الراي. كما التعبير عن ذاته. ومواهبه من خلال العديد. من. البرامج. الموجهة. اليه. .. انني. ما زلت. أتذكر. برنامج. باقلامهم. في. إذاعة. البرنامج. العام. الذي. كنت. اراسله. وانا.شاب بقصائد شعرية كذلك. برنامج. من. الحياة الذي. كان. يخرجه. المرحوم. ديمتري لوقت الذي. هاجر. الي استراليا وكانت محطته. الاخيرة. في. حياته. علي. أراضيها . عزيزي الاستاذ وائل. السمري. اننا. بحق. امام. مشكلة. الفجوة. التي. بين اجهزة. الاعلام والمستمع او. القارئ. .. وان. كنت. اعتقد. الان. من. ان. التلاقي. بدا. يؤت. بثماره وتقل. الفجوة. في ظل وجود. بعض الصحف او المواقع اللا لكترونية. مثل اليوم. السابع. ومصرص. وأخبار. مصر . ولي. كلمة. أخيرة. او خلاصة. القول. انني. اعتقد ان. حرية الاعلام شئ. مهم. عن. فرض. القيود. مع ثقتي. تماماً. من. ان. الامور سوف ينصلح. حالها. ولكنها. في. حاجة. الي. وقت. .