فى الوقت الذى يحتفل فيه أبناء الطرق الصوفية بموائد أهل الله خاصة مولدى العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى، وشيخ العرب السيد أحمد البدوى، خرج عدد ممن يطلقون على أنفسهم "دعاة السلفية" بالعديد من فتاواهم التكفيرية مثل مقولة "مدد يا بدوى" كفر وشرك بالله وتخرج قائلها عن الملة، الأمر الذى دفع دار الإفتاء لإصدار بيان تؤكد فيه أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مشروع ومستحب شرعًا؛ لما فيه من التأسى بهم والسير على طريقهم، وأنه قد ورد الأمر الشرعى بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ﴾، ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسَى﴾، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾.
لم يقتصر ممن يطلقون على أنفسهم بدعاة السلفية، على تلك الفتاوى بل وصل الأمر بهم إلى محاربة التصوف داخل حمامات مساجد مدينة دسوق فى محافظة كفر الشيخ، حيث فوجئ ضيوف "أبا العينين" العارف بالله سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى بتلك العبارة "الموالد بدعة لا تدعو الدسوقى لا تدعو الصليب لا تدعو الحسين الصوفية بدعة" تملأ أبواب "حمامات" مساجد مدينة دسوق فى محافظة كفر الشيخ، مثلما فعلوا فى العام الماضى بتوزيع منشورات على أبناء الطرق الصوفية المشاركين فى الاحتفال بمولد أحد الأقطاب الأربعة للصوفية.
السيد إبراهيم القرشى الدسوقى، الذى يكفر أبناء محمد بن عبد الوهاب "الوهابيين" مريديه لحبهم الشديد لجده المصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته والحفاظ على مودة آل البيت كما أوصى الرسول الكريم، ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين من جهة الأب وإلى الإمام الحسن من جهة الأم، ولذا كنى "بأبى الشرفين" وتعتبر طريقته هى آخر وخاتمة الطرق الصوفية وهى الآن أكثرها انتشارًا فى جميع أرجاء العالم.
الصوفية ليست بدعة كما يدعى السلفية أو الوهابيين، وإنما هى علاقة بين الإنسان وخالقه ويرجع أصل التصوف إلى عهد النبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يخص كل من الصحابة بورد يتفق مع درجته وأحواله، ألم يرى من يكفرون أهل التصوف أن الأزهر الشريف احتضن مدارس التصوف وتفاعل معها وسعى إلى نقائها؟، ألم يعلم هؤلاء أن الأزهر الشريف هى الجهة الوحيدة التى تمثل المرجعية الدينية؟ ألم يرى هؤلاء الذين يكفرون خلق الله أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ينتمى إلى بيت صوفى عريق.. فلما لا يترك أبناء محمد بن عبد الوهاب جهادهم ضد التصوف داخل "حمامات" مدينة دسوق ويسعون إلى الجلوس سويًا مع مشايخ التصوف للتدارس بينهم لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم؟.
الصوفية تشكل حصانة لدى أبنائها ضد العنف والتطرف، فأبناؤها ينأون عن التدخل فى معتقدات البشر، ولا يسعون نحو ركوب موجة الإسلام السياسى، التصوف هو راية السلام والحب المنطلقة من القلوب الصافية التى تُلزم صاحبها بحب الناس جميعا وتمنى الخير لهم، بعيدًا عن معتقداتهم وألوانهم، على عكس ما يفعله السلفيون "أبناء محمد بن عبد الوهاب" الذين فى صدام دائم مع كل من يخالف عقيدتهم وتفكيرهم المتشدد، فرغم ما يفعله السلفيون دائمًا فى كل موالد آل البيت إلا أنهم لم ينجحوا فيما يقومون به، بل يزيد من عزم أهل التصوف الذين يسيرون دائما بشعار "إذا فتحت أبواب خير أقبلوا موائد أهل الله خير الموائد".
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله عز الدين
الله عليك
لكاتب المقال والخبر ده...الله الله الله عليك..ربنا يجازيك كل خير ..صدقت..ولا فض فوك..أنت مثال للإعلام البناء..والصحفي الفطن الذي يعرف حقيقة ما يدور حوله...ويضع الأمور في مكانها الصحيح..شكرا جزيلا لك..وجزاك الله كل خير
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم جعفر
رضي الله عن سيدي ابراهيم الدسوقي وسائر أولياء الله الصالحين
عن محبة أهل البيت ورد في صحيح السنة المطهرة ما لا حصر لها من أحاديث حبيب الحق وسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم منها عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" ثم قال حسن رواه الترمذي قال الحافظ أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مفضل بن عبدالله عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك".