هل التفت أحد من المهاجمين العشوائيين للعاصمة الإدارية الجديدة، إلى تقارير الشبكات الأمريكية والأوروبية حول المشروع؟ وهل امتلك أحد من الكتاب والصحفيين والسياسيين الذين توجهوا لانتقاد المشروع باعتباره رفاهية لا تتحملها البلاد، وسوء تخطيط من الرئاسة والحكومة وانفراد بالقرار دون دراسة.. إلخ، الجرأة أو الضمير ليعترف بالخطأ بعد توقيع عقدين كبيرين مع شركتين صينيتين عملاقتين، بقيمة خمسة وثلاثين مليار دولار،حكومة شريف إسماعيل، وقعت منذ أيام اتفاقا إطاريا بين وزارتى الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة والاستثمار، مع شركة «سى إف إل دى» الصينية المتخصصة فى تطوير وإنشاء وتشغيل المدن المتكاملة الذكية. وتقضى الاتفاقية بأن تقوم الشركة الصينية بتطوير وإدارة وتسويق منطقة إجمالية تبلغ مساحتها 60 كم2، أى أكثر من 14 ألف فدان بالمرحلة الثانية من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة باستثمارات تبلغ 20 مليار دولار تدبرها الشركة ذاتيا.
يأتى هذا التعاقد بعد اتفاق الحكومة المصرية مع شركة صينية عملاقة، تقدم بمقتضاه الشركة الصينية 15 مليار دولار استثمارات فى العاصمة الإدارية الجديدة، الأمر الذى يعنى توفر النسبة الغالبة من الاستثمارات المطلوبة للمشروع العملاق الذى يعنى نقلة حضارية كبرى لمصر ويسمح بمئات الآلاف من فرص العمل والمشروعات المحلية الصغيرة.
العقدان الصينيان لفتا أنظار العالم أجمع، وأفردت كبريات الصحف والفضائيات حيزا بارزا لتوجه الاستثمارات الصينية للمشروع، وبثت قناة «CNN» تقريرا، بعنوان «الصينيون كلمة السر فى مشروع العاصمة الإدارية لمصر» رصدت فيه كيف يوفر المشروع عددا ضخما من فرص العمل و1.5 مليون وحدة سكنية ونقل مقرات الوزراء بالكامل من القاهرة بما يعنيه ذلك من تخفيف الضغط والتكدس عن المدينة العجوز، بالإضافة إلى إنشاء قرى ذكية وقطاعات متخصصة عملاقة مثل المدن الطبية والترفيهية ومراكز التسوق العالمية والحدائق العملاقة ومراكز للمؤتمرات تستوعب الأحداث الكبرى وجامعات دولية، الأمر الذى يحول العاصمة الإدارية الجديدة إلى مركز عالمى للجذب السياحى على غرار دبى.
كنت أتمنى أن يبادر الكتاب والصحفيون والسياسيون الذين هاجموا المشروع إلى تصحيح وجهة نظرهم والكتابة حول الأمور التى غابت عنهم فى السابق، بعد توقيع عقود الاستثمار مع الشركات الصينية، وكنت آمل أن يلتفوا حول استثمارات بقيمة 35 مليار دولار تدخل البلاد وتفتح مجال التنمية واسعا للمصريين، ولو قياسا على ما تبثه التقارير الأجنبية، لكن حتى الآن لا يملك هؤلاء الكتاب سوى الصمت الرهيب، لماذا؟ الله أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة