أعلن البرلمان، الحرب على ظاهرة ضرب التلاميذ فى الفصول بعد واقعة تعذيب مدرسة لأحد الطلاب، فى إحدى المدارس بعين شمس، حيث اقترحت لجنة التعليم الكشف النفسى على المدرسين قبل ممارسة التدريس، فى الوقت الذى تقدم البعض بطلبات إحاطة لوزير التربية والتعليم ضد المدرسة.
وعلى جانب آخر دافع بعض النواب عن المدرسين، مؤكدين أنهم يعانون من ضغوط مالية ونفسية، مطالبين بإعطائهم كافة حقوقهم أولا قبل محاسبتهم. وفى البداية قال النائب، هانى أباظه، عضو لجنة التعليم والبحث العملى، أنه عقب واقعة اعتداء معلمة على طالب بمدرسة محمد عبده الإعدادية، بعين شمس ووقوفها على صدره لعقابه، فسوف يتقدم خلال الاجتماع المقبل بلجنة التعليم باقتراح باختبارات نفسية للمدرسين للممارسة عملية التعليم أو الترقية فيما بعد.
وأضاف أباظة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاقتراح يشمل عمل اختبارات نفسية تعتمدها وزارة التربية والتعليم، وعمل مراكز متخصصة بأفرع الوزارة للقيام بتلك الاختبارات، لتحديد صلاحيات المدرس النفسية للقيام بمهامه فى عملية التدريس، وكذلك لتكون شرطاً من شروط الترقية، ومن يخفق فى الاختبارات يتحول إلى مناصب إدارية، ويبتعد تماما عن عملية التدريس، لأن المدرس الغير مؤهل نفسياً لمعاملة الطلاب، سيحدث كارثة اجتماعية وتعليمة للأجيال المقبلة.
وتابع أباظة، أن نوعية تلك الاختبارات معمول بها مع الممرضات فى وزارة الصحة، للتأكد من سلامتهم النفسية فى التعامل مع المرضى، مضيفاً، فى واقعة وقوف مدرسة على صدر طالب بعين شمس، أو التحقيق مع المعلمة المتسببة فى قطع أوردة طفل بمدرسة بإمبابة، فهى حالات فردية لا ترتقِ لأن تكون ظاهرة.
بدوره أعلن النائب محمد الكومى، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم، الدكتور الهلالى الشربينى، حول تردى أوضاع التعليم فى مصر، وطرق وأساليب المعلمين فى التعامل مع التلاميذ فى الفصول الدراسية، وذلك عقب واقعة اعتداء مُدرسة على طالب بمدرسة محمد عبده الإعدادية، وقيامها بالوقوف على الطالب كنوع من أنواع العقاب.
وأكد الكومى، أن طرق التعليم بهذا الأسلوب غير مقبولة ولا تليق بآدمية الطلاب ولا بد من محاسبة المعلم الذى يرتكب أى أعمال ضد التلميذ داخل المدرسة، فضلاً عن وجوب تحويله للتحقيق ومعاقبته ليكون عبرة للمدرسين، ولمن تسول له نفسه أن يرتكب جريمة الضرب ضد التلاميذ، مؤكدًا أن دور المعلم فى المدرسة توصيل رسالة للطالب والقيام بتأهيله وبناء شخصيته.
وأضاف عضو لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، بوضع منظومة جديدة للتعليم من خلال قانون التعليم الموحد الذى سيتم إصداره فى الانعقاد الثانى لمجلس النواب، مؤكدًا إلى أن الإصلاح قادم ولا يجب التقليل من كرامة التلميذ فى المدرسة. وأشار الكومى، أن اعتداء معلمة على طالب تعد حالة فردية وليست جماعية، وهناك مجموعة من المدرسين يتميزون بالخلق والتعامل الجيد مع الطلاب.
فى المقابل أكد النائب عبد الرحمن برعى، وكيل لجنة التعليم بالبرلمان، أن ظاهرة ضرب المدرسين للأطفال فى الفصول وتعذيب بعضهم للتلاميذ تقل بشكل تدريجى، وما حدث من المعلمة فى أحد المدارس بعين شمس هو حالة فردية لا يمكن تعميمها.
وأضاف وكيل لجنة التعليم بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن قانون التعليم الجديد، أحد القوانين التى ستضع حد لمسألة ضرب الطلاب، وهو ما يسعى البرلمان لإقراره سريعا، موضحا أنه يجب أن نعطى للمدرس حقوقه أولا قبل أن نحاسبه، مشيرا إلى أن هناك ضغط على المدرسين بشكل كبير متابعا:"مش كل واقعة احاسبا لمدرس فقط، فيجب أن نعطى للمدرس حقوقه ثم نحاسبه".
واستطرد وكيل لجنة التعليم بالبرلمان قائلا،:"التعليم منذ سنوات كان الضرب شىء أساسى فيه وكان المدرس يدخل الفصل بعصاية ولكن الآن فالأمر تلاشى كثيرا، وهناك رقابة، وننتظر التحقيق مع المدرسة التى قامت بضرب الطالب فى المدرسة وسنسعى لمواجهة الظاهرة".
وقال أحمد وائل المشنب، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى، أن واقعة اعتداء معلمة على طالب بمدرسة محمد عبده الإعدادية، بعين شمس ووقوفها على صدره لعقابه أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ولن نقبله على أولادنا، ولكن قبل محاسبة المعلمة يجب أن نعرف الضغوط والأسباب التى دفعتها للقيام بذلك الفعل، خاصة وأن وقائع الاعتداء ليست ظاهرة ولكنها تحدث واقعة أو اثنين كل عام.
وأضاف المشنب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، المدرسين يتعرضون لضغوط نفسية ومادية، فى الوقت الذى تغير فيه سلوك الطلاب أيضا، حيث أن هناك وقائع بتعاطى طلاب مواد مخدرة فى المدارس، مشيرا إلى أن هناك مدرسين فى محافظة سوهاج وغيرها، يخرجون من منازلهم السادسة صباحاً ويستقلون عدة مواصلات للمدراس التى يعملون بها، لذا فهم معرضون لضغوط، فيجب معرفة الضغوط المادية والنفسية التى يتعرضون لها قبل محاسبتهم، وما هى مرتباتهم.
واستشهد المشنب، بألمانيا حينما طالب مسئولين فى الحكومة بمساواة رواتبهم بالمعليمن فرفضت رئيسة وزراء ألمانيا، حيث أن المعلمين هم الأعلى أجراً هناك، مضيفا، لا زالت فى سوهاج مراكز الدروس الخصوصية، بسبب الضغوط المادية فى رواتب المعلمين والدولة لم توفر بديلا لهم.
ويذكر أن الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم الفنى، أحال كل من مدير إدارة عين شمس التعليمية ومدير مدرسة محمد عبده الإعدادية التابعة للإدارة والأخصائية النفسية بالمدرسة، للتحقيق بالإدارة العامة للشئون القانونية بديوان عام الوزارة، بعد أن تداول نشطاء على"فيس بوك"، صورة لمدرسة تقف بقدميها على صدر طالب بعد أن طرحته أرضا، فى الوقت الذى تكمل فيه حديثها لباقى التلاميذ. كما تحقق إدارة شمال الجيزة التعليمية، فى مدرسة الجمعية الشرعية الخاصة بإمبابة فى واقعة قطع مُعلمة لأوردة الطالب محمد أحمد إسماعيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة