أحمد المحروقى يكتب : فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا

الخميس، 27 أكتوبر 2016 06:00 م
أحمد المحروقى يكتب : فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير منا يسمع كلام الله ولا يعى ما يأمرنا به الله سبحانه وتعالى.. فلا تمر أية فى كتاب الله إلا وفيها عظة أو أمر أو نهى عن شىء.
ومن الامور التى شدد الله سبحانه وتعالى عليها فى القرآن الكريم هى ( بر الوالدين ) وامرنا بالا نتفوه بكلمة او يصدر منا اى تصرف يغضبهما او يسبب لهم الضيق . 
فقال الله تعالى : ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)﴾. (سورة الإسراء) .
فقد بدأ الله سبحانه الأية الكريمة بأمر عظيم وهو ألا نعبد إلا إياه سبحانه.. ثم اعقب ذلك الأمر الذى يعد من ( اساس الاسلام ) بأمر اخر وهو الاحسان إلى الوالدين.. كأن الله تبارك وتعالى يضع أهمية البر والإحسان إلى الوالدين مع أهمية عدم الشرك به وعباده غيرة .
ثم أخبرنا تبارك وتعالى أنه إذا بلغ أى منهما الكبر أو كلاهما . أى أنه فى حالة وفاة أحد منهم أو كانا الأبوين على قيد الحياة فلا يتلفظ أى منا بكلمة تغضبهم ولو كانت كلمة من حرفين وهى كلمة (أف) التى تخرج منا صباحاً ومساء كلما ضاق بنا حال. ويحسن معاملتهم وان يقول لهم قولاً كريماً.
 
وأجمل ما لفت انتباهى فى تلك الاية قولة تعالى ( يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ ) وكأن الله تبارك وتعالى يقول لى أن وجودهم ( عندى ) أمانة يجب الحفاظ عليها.. ولو بالقول.. فكلمة ( يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ ) يجب أن نتوقف عندها كثيراً ونشعر بحجمها الذى يماثل حجم الجبال .. فهى مسئولية وأمانة وضعها الله تبارك وتعالى على أكتافنا وأمرنا بحملها.
 
ولكن يكفى أن ننظر إلى حالنا جميعا اليوم (ألا من رحم ربى) لنجد الآباء والأمهات يعيشون مع أولادهم كغرباء وربما كخدم ويظن البعض منا أنه عند بلوغ الأبوين أو أحدهما الكبر أصبحوا عالة وحمل كبير علينا ونحن لا نعرف أنهم سبب من أسباب رضا الله سبحانه وتعالى فى الدنيا والآخرة فمن أنعم الله تبارك وتعالى عليه واصطفاه بإيداع الأمانة عنده فليعلم أن الله أراد له أن ينول الرضا والبركة فى الدنيا والفوز فى الآخرة.
 
فيكفينا أن ننظر اليهم ونتخيل أننا ما خلقنا من عدم وما خلقنا بسبب ذكائنا أو علمنا أو أموالنا.. وإنما خلقنا من هؤلاء ... فلحومنا وعظامنا لم تخرج إلى الدنيا إلا من اجساد هؤلاء بعد اذن الرحمن ... اى انهم من اسباب وجودنا فى الدنيا فكيف نهمل سبب وجودنا !!
 
فلننظر إلى انفسنا .... فكلما اصاب ابنائنا الصغار مرض انفطرت قلوبنا وتقطعت حزناً وألماً وينشغل بالنا حتى تصل عقولنا إلى درجة الجنون فكيف بنا لا نشعر بمن تألم بسببنا ونحن صغار كما نتألم مع اولادنا ؟؟
 
فيكفى أن نتخيل صراخ أمهاتنا عند خروجنا للحياة.. وانشغال بالها وألم قلبها عندما مرضنا ونحن صغار وكبار .... وكيف بنا لا نتخيل سعى ابائنا صباحاً ومساء طول سنين عمرنا من اجل احضار قوت اليوم حتى كبرنا وتعلمنا وصرنا رجال ونساء ؟
الدنيا مهما طالت قصيرة .. وما نفعلة او فعلناة بابائنا سيفعلة معنا ابنائنا عندما نصير لما صاروا اليه ... عندما نكون حينها عند ابنائنا ( امانة ) .
فليحفظ كل منها أمانته حتى يحفظ ابنة الامانة عندما يكبر ... فمن ضيع أمانته.. لن يجد ابنه حافظاً للأمانة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة