ينتظر الآلاف من الأطفال والبالغين في أوروبا وأمريكا ليلة الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر من كل عام للاحتفال بعيد الهالوين أو الهالويين "القديسين" بقائمة طويلة من الطقوس المرعبة التى تتراوح بين أزياء الأشباح والمقالب المخيفة.
انتشرت ثقافة الاحتفال بهذا اليوم بين الدول بفضل أصحاب الأعمال يومًا ذو طابع تجارى حيث تتحضر المحال بعرض الزينات والأزياء المخصصة لليوم التى تحقق مبيعات بملايين الدولارات.
الفنانة آمبر دودنج تضع مكياج مرعب
ولكن كيف بدأ هذا الاحتفال وإلى ماذا ترمز هذه الطقوس؟
تعددت الروايات حول أصل هذا اليوم، فيعتقد البعض أنه بدأ كاحتفال بنهاية فصل الصيف وموسم الحصاد، وتؤمن الشعوب الغايلية (التى تتحدث اللغات الأيرلاندية والاسكتلاندية) بخرافة أن هذا الوقت من العام تكون الجدار بين عالمنا والعالم الآخر رقيقة لدرجة تسمح بعودة أرواح الموتى إلى الحياة لتسبب تلفًا لمحاصيلهم، فيقومون باسترضاءهم بتحضير الموائد بالطعام والشراب وإيقاد النار لدفعهم، بحسب ما ذكرته صحيفة "التليجراف" البريطانية.
وتم الاحتفال بالعيد لأول مرة في الولايات المتحدة وكندا في القرن الـ 19بعد وصول مهاجرين ينتمون لجماعات أوروبية تعرف بـ"الكلت" من أيرلندا إلى أمريكا الشمالية، ومن ثم بدأ الأمريكيون بالمشاركة في طقوس العيد بارتداء الأقنعة والأزياء المرعبة وتخطيط المقالب، وفقًا لموقع "انترناشيونال بيزنيس تايمز".
وقال موقع شبكة "يورونيوز " إن جماعات الكلت قد ارتدت الأقنعة والأزياء في أجزاء من اسكتلندا وأيرلندا لدرء وإرباك أرواح أقاربهم الموتى التى تحاول العودة للحياة.
خدعة أم حلوى؟
سؤال يطرحه الأطفال بينما يجولون بسلال طارقين الأبواب لطلب الحلوى فيقولون Trick or Treat? وتعنى هنا الخدعة بأنه في حال لم يعط أصحاب المنزل الحلوى للأطفال فإنهم سوف يعانون عواقب صعبة، وهناك من يتركون الحلوى على أعتاب منزلهم بينما يضع آخرون الزينة فى إشارة إلى ترحيبهم باستقبال الأطفال.
نحت اليقطين
من ضمن الطقوس التى أضيفت حديثًا وأصبحت جزءًا أساسيًا من هذا اليوم هو أن يقوم المحتفلون بنحت نبات اليقطين أو قرع العسل إلى فوانيس تلقب بـ"فوانيس جاك"، وكانت جماعات الكلت تعتقد بأن هذه اليقطينات المنحوتة تحمى حاملها من الأرواح الشريرة التى تجوب الشوارع تلك الليلة.
رجل يضع مكياج مرعب احتفالًا بالهالووين
سيدة ترتدى زى شيطان بينما عصفورها يظهر ملاكًا
إن من أبرز ما يميز هذا اليوم هو الأزياء المختلفة التى يسعى المحتفلون إلى ارتداءها والتى تميل إلى الغرابة والمغامرة، وقد اختلفت الأزياء عبر الأزمنة، فظهر زي الأشباح والخفافيش والأزياء المستوحاة من الثقافات المختلفة مثل الزي الفرعونى المصرى وذلك في العصر الفيكتورى، كما ظهرت الأزياء ذات الطابع الجنسى في السبعينات، إلى جانب الأزياء الأكثر شهرة مثل مصاصين الدماء (الزومبى) أو زى الأبطال الخارقين أو أشكال وقرون الحيونات وغيرها من الملابس غير التقليدية.
يسعى المحتفلون لارتداء أزياء تميل للغرابة للاحتفال بالهالووين
ولم يقتصر فقط ارتداء الأزياء الغريبة على البشر ولكنهم أشركوا حيواناتهم الأليفة والخنازير فألبسوهم ملابس مرحة وتداولوا صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى احتفالًا باليوم.
يتنكر المحتفلون ومعهم حيواناتهم خلال الاحتفال بعيد القديسين
خنازير ترتدى ملابس كرتونية خلال الاحتفال بالهالووين
خنازير ترتدى ملابس كرتونية خلال الاحتفال بالهالووين
وكانت جماعات الكلت ترتدى ملابس بيضاء ويسودون وجوههم خلال الاحتفال لخداع الأرواح الشريرة قبل عيد "جميع القديسين" يوم 1 نوفمبر.
وتحقق المنتجات المتعلقة بالهالووين مكاسب هائلة، ففي المملكة المتحدة وصلت المبيعات لـ6,9 مليار استرلينى عام 2015، بينما وصل مجموع الإنفاق الاستهلاكى على الاحتفال بالولايات المتحدة الأمريكية حوالى 2,1 مليار دولار، على حد قول صحيفة التليجراف البريطانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة