حالة من الجدل الكبير استمرت على مدار 17 يوماً، منذ أن أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل للآداب، فى الثالث عشر من أكتوبر 2016، عن فوز المغنى وكاتب الأغانى الأمريكى بوب ديلان بالجائزة.
هذا النبأ الذى شكل أكثر من مفاجأة، فعلى مستوى جمهور الأدب والثقافة فى العالم العربى تحديداً، كان بمثابة الكارثة التى جعلت البعض يؤكد على أن الجائزة فقدت روحها، واشتعلت مواقع الصحف الإخبارية، ومواقع التواصل الاجتماعى بالسخرية والنقد من الجائزة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كان بانتظار الجائزة مفاجأة أكبر، وهى أن بوب ديلان، لم يعلق على فوزه بالجائزة فى أكثر من مناسبة تجاهل نبأ حصوله عليها، ووصل به الأمر ألا يعلق على تهنئة جمهوره له بفوزه، ما دفع أحد أعضاء الأكاديمية السويدية للخروج عن صمته، ووصف موقف "ديلان" بـ"الغطرسة".
17 يوماً همى عمر سؤال ظل يتكرر على ألسنة المتابعين والمهتمين بالشأن الثقافى، وهو: هل سيقبل بوب ديلان جائزة نوبل؟ أم ينضم لقائمة المعتذرين عنها؟، 17 يوماً والجميع ينتظر الأسباب التى دفعته لما يمكن أن نطلق عليه بثورة الصمت، إلا أنه قطعها قبل أن ينقضى شهر أكتوبر، باتصال هاتفى منه بالأمينة الدائمة للأكاديمية السويدية ليعلن أن شرف حصوله عليها جعله عاجزاً عن الكلام.
وعلى الرغم من أن المغنى الأمريكى قد أنهى حالة الجدل بقبوله للجائزة ووصفه للأمر بأنه تشريف كبير ومذهل ولا يصدق، ألا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيحضر مراسم تسليم الجائزة فى ديسمبر المقبل، فبحسب تصريحاته للصحف البريطانية فإن "ديلان" قال بأنه يعتزم تسلم الجائزة بنفسه "إذا تمكن من ذلك".
جدير بالذكر أن بوب ديلان تسبب فى حالة من الجدل داخل أروقة الأكاديمية السويدية بسبب صمته الطويل، والذى نتج عنه تصريحات "بار بير فاستبرغ"، أحد أعضاء جائزة نوبل، وصف فيها موقف "ديلان" بـ"الوقاحة والتكبر والعجرفة والفظاظة".
هذه التصريحات دفعت سارا دانوس، الأمينة الدائمة للأكاديمية السويدية، لأن تصدر بياناً تؤكد فيه على أن ما قاله "بار بير فاستبرغ" لا يمثل رأى الأكاديمية السويدية بشكل رسمى، وإنما هو رأيه الشخصى فقط.
كما قالت دانيوس لإذاعة "إس آر" العامة: فى الوقت الراهن، لا نقوم بشىء. اتصلت بأقرب معاونيه ووجهت له رسائل إلكترونية وتلقيت فى المقابل رسائل ودية جدًا. وهذا يفى بالغرض حتى الآن"، وذلك بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، الاثنين.
كما قالت الأمينة العامة للأكاديمية السويدية: هو حر فى عدم المجىء إن أراد ذلك. وهذا لن يردعنا عن إقامة حفل كبير، فهو جدير بهذا التكريم.