لطالما أثير الجدل حول ما إذا كانت كرة القدم شكلا من أشكال الفن أم لا، كما اشتعل الخلاف مرة أخرى مؤخراً في أعقاب وفاة كارلوس ألبرتو قائد المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1970.
وقال الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إنه يرى الكثيرون أن الهدف الذي أحرزه الأسطورة البرازيلي في الدقيقة 86 في المباراة النهائية ضد إيطاليا تحت أنظار 107.412 مشجع في ملعب أزتيكا يمثّل الساحرة المستديرة في أبهى صورها.
بيد أنه قبل عقود من صياغة تلك العبارة أو تسجيل هذا الهدف، استخدم الفنانون في جميع أنحاء العالم كرة القدم كوسيلة لتعكس المجتمع أو اللحظات الخالدة أو بعض من أبرز الشخصيات، يمكنك حتى العودة إلى أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر لإثبات ذلك.
قام الفنان الصيني دو جين الذي كان نشطاً بين عامي 1465 و1509 برسم ثلاث سيدات يلعبن "تسوجو" في إحدى الحدائق. ويعتقد أن تسوجو أو "لعب الكرة بالقدم" هي أقدم شكل لكرة القدم كما كانت لعبة شعبية منتشرة على نطاق واسع قبل 200 سنة من الميلاد.
وحيث نهضت اللعبة من جديد في إنجلترا في القرن التاسع عشر، اشتهرت تلك اللعبة بين الفنانين لاستخدامها كموضوع تدور حوله الرسومات.
صوَر توماس ويبستر "كرة القدم" (1839) ألعاب "الثلاثاء البدين" بالقرن الثاني عشر، حيث جرى ممارسة اللعبة باستخدام مثانة خنزير، في حين جاء العمل الفني المفصّل الذي قام به توماس إم إم هيمي لمباراة "سندرلاند مع أستون فيلا" (1895) للاحتفال بفوز سندرلاند بلقب الدوري ثلاث مرات في أربعة مواسم (1892 و1893 و1895). وتعلق اللوحات الفنية الضخمة في الاستقبال الرئيسي لملعب القطط السوداء، منذ أكثر من 120 عاماً.
ويُعتقد أن إل إس لوري هو من أنتج لوحات كرة القدم الإنجليزية الأكثر شهرة، وعلى الرغم من أنه ولد بالقرب من ملعب أولد ترافورد، كان لوري مشجعاً متعصباً لفريق مانشستر سيتي وأنتج أربع قطع منفصلة من الأعمال الفنية الفريدة، ليس فقط من حيث التقدير والقيمة النقدية.
حيث بيعت لوحته لعام 1949 "مباراة كرة القدم" بمبلغ 5.6 مليون جنيه إسترليني (6.2 مليون يورو، 6.8 مليون دولار) في مزاد علنى قبل خمس سنوات.
ومما لا يثير الدهشة، استُخدم كأس العالم كأداة من قبل الفنانين لإثارة المشاعر -ولكن ليس بالطريقة التى قد تتوقعها.
يشير الملصق الإيطالي "O Vincere o Morire" إلى البرقيات التي بعث بها بينيتو موسوليني إلى لاعبي إيطاليا يقول لهم "الفوز أو الموت" قبل نهائي كأس العالم لعام 1938 فى باريس. ولحسن الحظ تمكنوا من الفوز على المجر بنتيجة 4-2.
في عام 2006، قضى مصور هامبورج فيليكس ريدنباخ 40 يوماً في رسم إعلان مساحته 2,750 متر مربع لشركة adidas على سقف المحطة المركزية في كولونيا. ملهماً بتحفة الباروك 1685 التي صممها الفنان أندريا بوزو "انتصار سانت إجنازيو لويولا"، منح ريدنباخ وسام التميز لأمثال ديفيد بيكهام، زين الدين زيدان، كاكا،و ليونيل ميسي.
ويهوى النجم صاحب القميص رقم 10 فى برشلونة جمع التحف الفنية الفريدة ويصنف مواطنه فابيان بيريز كأحد الفنانين المفضلين لديه. وهو شعور متبادل. بينما تمثل أغلى ممتلكات الرسام فى قميص ارتداه ميسي في إحدى المباريات وأهداه لأطفاله، فإن الصورة التي رسمها بيريز لميسي تبرز في المجموعة الخاصة بالأسطورة الأرجنتينية.
من جهته، صرح كارل جوردون من معارض Clarendon Fine Art/Whitewall قائلاً: "هذا ليس من المستغرب حقاً - فمثلما أن هناك علاقة بين الفن وكرة القدم، يساعد الفن وكرة القدم العالم على التواصل والالتقاء،" مضيفاً "بالنسبة لي، ليست مفاجأة حقيقية أن يتم استخدام كرة القدم كموضوع لبعض من أعظم الفنانين في العالم. فكرة القدم تبوح بأسرارها لنا جميعاً، وتلهمنا جميعاً؛ وتغرزوتثير بداخلنا الكثير من المشاعر التي يرغب الفنانون في التعبير عنها في لوحات فنية. فالفن وكرة القدم جزء من اللغة العالمية - ودائماً ما يثيران نقاشاً عاطفياً. وفى حين أن لدينا جميعاً لاعبين مفضلين، لدينا أيضاً فنانين مفضلين أيضاً."
يكرم الفنان أنطونيو روسو الحائز على العديد من الجوائز لاعبه المفضل -النجم السابق لفريق ليدز يونايتد ومنتخب اسكتلندا بيلي بريمنر- في كل قطعة فنية ينتجها. انظر عن كثب وسوف ترى الرقم 4، رقم قميص بريمنر فى ناديه ومنتخب بلاده.
وضع الأمريكي تود وايت، الذي كان الفنان الرسمي لـGrammys وCoca-Cola كرة القدم فى الصدارة في بعضٍ من أعماله الفنية الأكثر شعبية، بما في ذلك "Tattooing Footballs"، والتي تم عرضها في معرض الصور الفوتوغرافية في الجزء العلوي من هذه القطعة. كما أنتج أيضاً أعمالاً فنية بناءً على الأندية الأوروبية الرائدة التى أثبتت أنها مقتنيات ثمينة.
لم يكن المواطن وايت الأمريكي المحتفى به أندي وارهول من أكبر المعجبين بالرياضة، لكنه استخدم بيليه كأحد الموضوعات في سلاسله الرياضية "Athletes Series" في عام 1978 بعد ثمان سنوات من نجاحه في كأس العالم في مكسيكو سيتي، حيث أعرب عن تقديره لمكانته في أعين الملايين في جميع أنحاء العالم.
فى حين وجهت انتقادات لبعض الأفلام والقطع الفنية المتعلقة بكرة القدم لكونها محددة بشكل مبالغ فيه، جزء من سبب تحول كرة القدم بشكل جيد إلى فن لأن كلاهما مرتجل تماماً.