ثورة الغضب فى فيس بوك ضد إياد مدنى، استفتاء على احترام المصريين لرئيسهم، قد نختلف أو نتشاجر فى الداخل حول مختلف القضايا، ولكن رمز الدولة خط أحمر لغير المصريين، ومن يحاول الاقتراب منه سيناله ما لحق بإياد مدنى، الذى انطلقت فى وجهه قذائف الاستهجان، من كل المصريين بمختلف انتماءاتهم وميولهم السياسية، ففقد المسىء صلاحيته لممارسة مهام منصبه، ولم يعد أمامه إلا أن يُقال أو يستقيل، لأن الجهل أعمى قلبه وعينيه، وتصور أنه يحرز هدفا فى المرمى الخطأ.
ثورة فيس بوك كانت سباقة على ردود الأفعال الرسمية، وأجبرتها على الارتفاع لمستواها الرافض، ولم ينتظر الغاضبون بيانا أو احتجاجا، بل سارعوا من أول لحظة لردع المسىء، وتلقينه درسا لن ينساه فى حياته، ولم يعجبهم ردود وزير التربية والتعليم المهترئة، فطالبوا بعزله والتخلص منه، لأنه لم يكن على مستوى الحدث، ولم يكشر عن أنيابه للدفاع عن رمز دولته، بل ردد عبارات إنشائية هزيلة، يبرر بها إساءة المسىء، ولو صمت لكان أفضل حتى لا يساء تفسير ضعفه.
أسباب ثورة الغضب تكمن فى مفهوم الكرامة الوطنية، فرئيس الدولة المصرية، أيا كان هو رمزها وممثلها فى الداخل والخارج، فكرامته من كرامة شعبه، واحترامه من احترام شعبه، والمساس به مساس بشعبه، وأثبتت الأحداث أن هذا الشعب مهما يعانى من مشاكل وأزمات، لا يفرط أبدا فى كبريائه الوطنى، وثوابته ألا يدس أنفه فى شؤون الآخرين، ويحترم ملوكا ورؤساء الدول الصديقة والشقيقة، ويؤمن بحق كل شعب فى اختيار من يحكمه.
من أكبر خطايا الجماعة الإرهابية، أنها تعتقد أن الهجوم على رئيس مصر يمنحها شعبية، ولم تدرك أنه يزيدها رفضا وكراهية ونفورا، وأن الشرعية الحقيقية لا تأتى من تجنيد العملاء فى قطر وتركيا، وإنما من الحفاظ على كيان الدولة، والتصدى لمن يسىء إليها، ورئيس مصر هو رمز الدولة، الذى حافظ عليها فى أشد أوقات الخطر.
المصريون لا يحتاجون شتاما أو شامتا، وهم أدرى بمشاكلهم وأوجاعهم، وينتقدون ويعارضون داخل بيتهم الكبير، ليحافظوا عليه لا ليهدموه، ومن يسخر منهم أو من رئيسهم، سيناله ما نال إياد مدنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة