قصة مهند إيهاب تكشف تربح الإخوان والنشطاء من تجارة توظيف الموت سياسياً
إنسانيا، نتعاطف مع أى مريض، مهما كان انتماءه السياسى والفكرى، ولا نتمنى له أى شر، وندعو له فقط بأن يكف عن نشر الأفكار المتطرفة الهدامة للبلاد، ونترحم على من قضى نحبه، لانتهاء عمره عند نفس الثانية التى حددها الله للحياة فى هذه الدنيا، أيضا نؤمن بالأقدار، وأن الموت علينا حق، خاصة إذا كان الموت قضاء وقدرا، وليس بتدبير من صنع البشر كالقتل والحرق والتفجير، ونؤمن أيضا بدولة القانون، ونرفض رفع السلاح فى وجه الدولة، سواء من أشخاص أو جماعات وتنظيمات أو حركات فوضوية، عابثة بمقدرات البلاد، وباحثة عن الحياة تحت مظلة قانون الغاب، الكل يحكم نفسه بنفسه، فيأكل القوى الضعيف، ويستباح فيه الأعراض والممتلكات والأرواح، كاستباحة الهاموش على ضفاف الترع والمصارف، لكن ما أزعجنا أننا استيقظنا منذ أيام قليلة، على خبر وفاة الشاب «مهند إيهاب»، ووجدت حملة قوية على مواقع «التشويه الاجتماعى فيس بوك وتويتر» تهاجم الدولة، ووزارة الداخلية، وتتهمهما بقتل الشاب.
الحقيقة، وأعترف بكل صراحة، أنا لم أسمع عن هذا الشاب، الذى يقف بين يدى الله الآن، وعن قصته، وعلاقة الدولة ووزارة الداخلية تحديدا به، فقررت أن أقف على الحقائق كاملة ودون نقصان، من خلال جميع نوافذ المعرفة، ودوائر المعلومات الرسمية منها، والشعبية.
وبعد بحث وتحرى الدقة، وجمع المعلومات من كل المسارات المعنية، تبين أن الشاب مهند إيهاب، وشهرته (نحلة) يقيم بالإسكندرية وتم القبض عليه أثناء تصويره للمظاهرات، وكان عمره قد اقترب من التاسعة عشر عاما، وأثناء وجوده فى السجن، أصيب بإعياء شديد، وبعد سلسلة من إجراء الفحوصات الطبية عليه، تكشف أنه مصاب بمرض سرطان الدم، فتم الإفراج عنه منذ عامين، وسافر للولايات المتحدة الأمريكية لتلقى العلاج، وتوفاه الله هناك منذ أيام قليلة.
قررت الدخول على حسابه الرسمى على موقع «التشويه الاجتماعى فيس بوك» وهالنى ما رأيت، فالشاب تتلاقى أفكاره مع أفكار «داعش»، ومتعاطف بكل قوة مع جماعة الإخوان، والجماعات التى ولدت من رحمها، ووجدت حالة من الفرح والسرور تنتابه من خلال تعليقاته، بأن داعش ينال من نساء الإيزيديات فى العراق، وما يرتكبونه فى سوريا، بجانب التعليقات المؤيدة والداعمة لعنف الإخوان أثناء وبعد فض اعتصام رابعة وما ارتكبوه من جرائم.
إلى هنا أدركت، أن جماعة الإخوان الإرهابية، ومن وراءهم النشطاء والحركات الفوضوية واتحاد ملاك 25 يناير، يتاجرون بقضية موت (مهند) الشاب السكندرى ومحاولة تحويلها على غرار قضية خالد سعيد (السكندرى)، ولعبت لجانهم الإلكترونية النشطة الدور البارز فى الترويج، لكن نسى الإخوان والنشطاء أمورا مهمة وجوهرية، أثناء ممارستهم لتجارة التربح السياسى والاقتصادى من الموت، أن مهند مات فى أمريكا نتيجة مرض سرطان الدم، ويتلقى العلاج منذ أكثر من عامين، ومن ثم فما هى علاقة الدولة، ووزارة الداخلية فى موته؟
وهل مرض السرطان من صنع الداخلية، وإذا كانت الدولة لديها القدرة على إصابة المساجين بهذا المرض اللعين، فما الذى منعها من أن تصيب بديع والبلتاجى وخيرت الشاطر والعريان وحسن مالك وحازم أبوإسماعيل وعصام سلطان، وكل القيادات الإرهابية المحبوسة حاليا، للتخلص منهم، بدلا من وجودهم كل هذه السنوات فى الزنازين دون محاكمة، نظرا لأن قضاءنا الشامخ، دائما وأبدا «يستشعر الحرج» ويتنحى بعد سنوات من نظر القضية الواحدة؟ ولماذا لم يسأل المتعاطفون مع (مهند) والذين يسيرون كقطيع الخراف والماعز وراء الإخوان والنشطاء، أنفسهم سؤالا عن سبب إصابة آلاف الأطفال بمرض سرطان الدم ويتلقون العلاج فى معاهد الأورام ومستشفى 57357، التى تجمع المليارات سنويا كتبرعات خيرية لعلاج المرضى؟ وهل هؤلاء الأطفال البالغ عددهم الآلاف وتزدحم بهم أسرة غرف المستشفيات كانوا قد دخلوا السجون فإنتقل إليهم المرض؟!
الإخوان والنشطاء والحركات الفوضوية، يعتمدون على بعض من المصريين، الذين يغلبون المشاعر على العقل، فيتفاعلون مع أى حدث دون تفكير وتدبير، وهو الأمر الذى يدفع ثمنه باهظا، الوطن، من تشويه وترويج لأكاذيب وما يستتبعه من تأجيج غير مبرر بالمرة فى الشارع وعلى مواقع «التشويه الاجتماعى». ولَك الله يا مصر...!!