أكرم القصاص

تذكار حرب أكتوبر فى سماء بسيون

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا نتابع الحرب من الإذاعة والتليفزيون، وبدت الحرب على الجبهة فى سيناء، ونقرأ الصحف التى تشرح تفاصيل المعارك حتى أصبحنا طرفا فى الحرب التى انتقلت عندنا وحولنا، فى شمال ووسط الدلتا، لم أعرف أننى كنت شاهدا على أكبر معركة جوية فى حرب أكتوبر التى عرفت باسم معركة المنصورة، كانت القاعدة الجوية فى برما بالقرب من بسيون طرفا فيها، كنا نسمع أصوات الانفجارات والمعركة بين الطائرات والمضادات والصواريخ من الدفاع الجوى، ما يقرب من الساعة نتابع أصوات المعركة.. كانت الأيام الأولى للحرب مرت، كان يوم 14 أكتوبر، وكانت العادة أن أصوات انطلاق وعودة الطائرات واضحة.
 
كانت بسيون بالقرب من قاعدة طنطا الجوية فى برما، وأبعد عن قاعدة المنصورة الجوية شمال الدلتا، عرفنا بعد ذلك أن ما شاهدناه وعرفناه كان واحدة من أكبر المعارك الجوية بعد الحرب العالمية الثانية. حاولت الطائرات الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات بدلتا النيل فى كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية، لتكرر تفوق 5 يونيو. لكن الطائرات المصرية والدفاع الجوى تصدوا ببسالة، واستمرت المعركة 53 دقيقة حسب ما أعلنته البيانات، كانت الطائرات الإسرائيلية تشن هجماتها فى موجات، وقدرت الأعداد بأكثر من 100 طائرة فانتوم واسكاى هوك وقدرتها بعض المصادر بـ165 طائرة مقاتلة. وخسر الإسرائيليون 17 طائرة، مقابل 3 طائرات مصرية.
 
وما يخصنى فى هذه المعركة التى علمت تفاصيلها بعد سنوات، أن أكثر من طائرة إسرائيلية سقطت فى الحقول القريبة من بلدنا بسيون، رأيناها وهى تسقط، ونزلنا جريا لنتفرج على الطائرة، جرينا بالمئات لما يقرب من خمس كيلومترات وزيادة وكانت أجزاء الطائرة متناثرة على مساحة واسعة، وكل ما أذكره أننى حصلت على قطعة زجاج سميكة، من زجاج الطائرة، ظللت أحتفظ بها سنوات حتى ضاعت فى زحام التنقلات، لكنى ظللت لشهور أخرجها لأتفرج عليها بانبهار، علمت أن عدد الطائرات المصرية كان أقل من نصف الإسرائيلية، وأن هذه المعركة كانت واحدة من أعظم معارك الجيش المصرى، التى صنعت صورته فى عقولنا الصغيرة وقتها، وتكرر مشهد سقوط الطائرات فى حقول وشوارع الدلتا وذهاب الناس للفرجة وأخذ تذكارات.
 
ضاعت قطعة الزجاج والتذكار، وظلت ذكرى هذه المعركة فى ذاكرتى، وكلما جاءت ذكرى أكتوبر عدت لساعات الحرب فوق سماء بسيون.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة