الـ50 نائبا الذين طلبوا تحمل نفقات إقامتهم فى شرم الشيخ، يستحقون الاحترام، وضربوا المثل والقدوة فى النزاهة، ويا ريت بقية النواب المحترمين يحذوا حذوهم، وأتمنى أن تسرى العدوى فى كل قطاعات الدولة، فلا نجد مسؤولا يتحايل لاقتناص بدلات السفر والإقامة، ولا يشترط السفر بالدرجة الأولى، والإقامة فى أجنحة بفنادق خمس نجوم، ولا يعتبر المال العام «سايب» وليس له أصحاب، ويحافظ عليه كما لو كان ماله الخاص، فلا يسرف ولا يبدد ولا يبسط يده على حساب وظيفته.
المثل يقول: «إذا أردت أن تنظف سلم بيتك ابدأ بالدرجات الأعلى»، والبرلمان هو الأعلى، وأعضاؤه هم الذين يراقبون ويسنون القوانين والتشريعات، وإذا قدروا الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد، وقرروا أن يساهموا فعلا وليس قولا فقط، فى تحمل نصيبهم من الأعباء والمعاناه، فالمؤكد أن هذه الروح النزيهة سوف تنعكس على ما يصدر من قوانين، ولن يتهاونوا فى الرقابة والمحاسبة، فلا أحد يستضيفهم على حسابه، حتى لو كان من ميزانية البرلمان، ولأن أفواههم لم تُطعم، فإن عيونهم لن تستحى.
وكما «الاستباحة» عدوى فالنزاهة أيضا عدوى، وليتها تسرى أعلى فتشمل السادة الوزراء وكبار المسؤولين، فيسود الترشيد الرشيد، وتختفى كل مظاهر الإسراف والتبذير، يكفى السادة الوزراء سيارة واحدة وأخرى احتياطى، ولا داعى لأسطول يخصص للزوجة والأولاد وإحضار الخضار من السوق، ولا مبرر لإعادة فرش المكتب بأفخر الأثاث، ومن أراد أن يتغدى ويتعشى من أفخر المحلات، فليكن من جيبه الخاص أو يكتفى بسندوتشين فول وطعية، حتى يعود إلى بيته ويأكل «لقمة هنية» مع الزوجة والأولاد.
ويا ريت العدوى تسرى بين المسؤولين الثمان، الذين انتفضوا ضد قانون الحد الأقصى للأجور، ويكتفوا بالـ 50 ألف جنيه راتبا شهريا، حلالا طيبا يبارك الله فيه، ويبعدوا عنهم القر والحسد ودعوات الغلابة الذين لا يتجاوز راتبهم ألف جنيه فى الشهر، ولو فعلوا ذلك لنالوا أفضل دعاء أمنا الطيبة «مصر»، التى تتعشم فى أولادها الخير والصلاح، وكثرة المبادرات الطيبة والأعمال الخيرية.
شكرا نواب البرلمان وأكثر الله من أمثالكم، وإن كان الناس غاضبون منكم لأنكم أعفيتم أنفسكم من ضريبة الدخل، لكنها «ملحوقة» إذا عدتم، والاعتراف بالخطأ أفضل من الاستمرار فيه، وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة