تصفيات كأس العالم.. جماهير البرازيل تدلل تيتى بعد ثلاثية الأرجنتين

تغنت الجماهير البرازيلية فجر اليوم الجمعة بتيتى مدرب المنتخب البرازيلى لكرة القدم، بعد الفوز المذهل، الذى حققه منتخب السامبا على المنتخب الأرجنتينى فى إطار دور الإياب من الجولة الـ12 بتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، بنتيجة 3-0.

ذكر الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، أن لويس فيليبى سكولارى المدرب السابق لمنتخب البرازيل، أكد أن ما فعله تيتى فجر اليوم الجمعة، شيئا عاديا.

ولكن فى حقيقة الأمر أنه يعد أمرا عاديا بالنسبة لسكولارى، نظرا لأن الجماهير كانت تتغنى به قبل 12 عاماً، بعد أن خسر جهود قائد فريقه، إيمرسون، الذى تعرض للإصابة بخلع فى الكتف أثناء لعبه كحارس مرمى في التدريبات وأشرك "كافو" فى الخط الأمامى وتمكن من قيادة البرازيل إلى التتويج بكأس العالم.

وبعد أن خسر منتخب البرازيل فى نصف نهائى كأس العالم بنتيجة 7-1، أطلق الجمهور البرازيلى صيحات الاستهجان ضد لاعبيه، ولم يسلم كارلوس ألبرتو باريرا الذى قاد السليساو للفوز بأول كأس عالم فى 24 سنة من انتقادات المشجعين، وهو الأمر الذى ينطبق على دونجا الذى حمل شارة قيادة راقصى السامبا أثناء التتويج باللقب على الأراضى الأمريكية، فمهمة تدريب منتخب البرازيل هى بلا شك عبارة عن "كأس مسمومة".

وأوضح باريرا خلال آخر فترة له فى تدريب السليساو قائلاً: "مع أى منتخب وطنى، إذا حققت الفوز، الكل يكون سعيداً، لكن مع البرازيل يجب أن تفوز بالمباريات وتحرز الكثير من الأهداف وتلعب كرة جميلة ربما لم يراها الجمهور من قبل.. لا يمكنك إقناعهم أبداً".

ومن الواضح أن الأمور تبدو وكأنها عادت لوضعها الطبيعى بعد عقد حافل بالإحباطات مرّ به المنتخب البرازيلى. فاسم تيتى تردد داخل ملعب المينيراو فى مناسبات متعددة ليلة الخميس، وهذه المرة كان يخرج من أفواه الجماهير السعيدة وليست المحبطة.

فالمنتخب البرازيلى فاز وسجل أهدافا (ثلاثة أهداف على ملعبه لأول مرة منذ أن قاد "كافو" المذكور أعلاه السيليساو للفوز بنتيجة 3-1 فى عام 2004. بالإضافة إلى ذلك، لعب الفريق كرة جميلة ربما لم يراها الجمهور منذ تألق جيل سيسينيو ورونالدينيو وكاكا وروبينيو وأدريانو فى كأس القارات 2005، حتى تيتى المشهور بتواضعه والذى يعترف أنه يتعرض للإحراج فى كل مرة يسمع الجمهور ينشد اسمه، لم يستطع أن يخفى سعادته.

إذ قال الرجل الذى قاد كورينثيانز للتغلب على تشيلسى فى نهائى كأس العالم للأندية "لن أتظاهر بالتواضع اليوم، فأنا سعيد للغاية.. لم أتوقع هذا الفوز الكبير.. كل مباراة فى التصفيات صعبة وهكذا كانت هذه ضد الأرجنتين".

حين تولى تيتى المهمة فى يوليو، كان المنتخب البرازيلى فى الترتيب السادس فى أمريكا الجنوبية حيث كان متقدماً بفارق الأهداف فقط على الباراجواى صاحب المركز السابع. بعدها حقق الفريق 15 نقطة من أصل 15 نقطة ممكنة ليحلق فى الصدارة حيث يقترب منه منتخب أوروجواى ويبتعد عن تشيلى الخامس بفارق سبع نقاط. ولم تهتز شباك السليساو إلا مرة واحدة فى هذه الانتصارات التى حققها على الإكوادور وكولومبيا وبوليفيا وفنزويلا والأرجنتين. وسجل الفريق 15 هدفاً كما تحول من فريق يعتمد على نيمار إلى فريق منسجم ومتكامل.

وهنا علّق تيتى قائلاً: "إن مفاهيم اللعبة التى استوعبتها منذ زمن طويل لا تتغير، فقد فاز فريق كليفلاند كافالييرز بدورى السلة الأمريكى للمحترفين الموسم الماضى بفضل تألق نجمه ليبرون جيمس فى الأدوار الدفاعية (اعترض كرة لاعب جولدن ستيت ووريرز، أندريه إيجوادالا فى المباراة الحاسمة).

ثم أضاف: "يجب أن نفهم ونقدّر الأدوار الدفاعية، نيمار مع بابلو زاباليتا، ما فعله جابرييل خيسوس ليريح نيمار، فالاثنان صنعا أول هدفين، يقول الكثيرون إن المهاجم إذا عاد للخلف لن يملك طاقة تساعده للعودة للأمام، هذا هراء، يجب أن تعرف كيف تعوّض ذلك".