أكرم القصاص

التضليل فى الانتخابات.. وعصر المعلومات

السبت، 12 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من كل المدائح والمعلقات عن وصف عصر المعلومات، والانفجار المعلوماتى، والعالم قرية صغيرة، فهو أمر فيه الكثير من الصحة والكثير من الأوهام.
 
نفس الأمر فيما يتعلق بالصورة المثالية الرومانسية للديمقراطية وممارستها، وصيانة الإرادة والموضوعية والحياد. فإن نتائج الانتخابات الأمريكية تحمل الكثير من الصدمات لكل من اعتاد تقديس مراكز الأبحاث، واستطلاعات الرأى، ومنصات الإعلام. فقد كانت كل هذه المؤسسات الأمريكية تعمل بدأب، وتركيز من أجل إسقاط مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب، والدفع بهيلارى كلينتون، بالطبع هناك الكثير من الأدبيات والأبحاث عن دور المال فى الانتخابات الأمريكية، ودور تحالفات السلاح والإعلام والنفط والعقارات، ورأينا حالات كثيرة للخداع، وكيف يتم تزييف الوعى، وتحويل حليف أمريكا من المتسلط لديموقراطى، وتحويل خصمها الشعبى إلى ديكتاتور، من خلال عشرات الأدوات المباشرة وغير المباشرة، فهم يجيدون توظيف الأدوات للاغتيالات المعنوية والمادية.
 
الأمر كان فى أثناء الحملة الانتخابية مختلفا، غابت القيم التى نشاهدها كثيرا فى أفلام هوليود، عن المهنية والدستور وصيانة القسم، والشفافية فى التمويل، إلى آخره، ورأينا كيف تحولت الحملات الانتخابية إلى مبارزة بالفضائح، مست تفاصيل عن علاقات تحتية وقتل واغتيالات معنوية، ووثائق وتسريبات. لكن اللافت هو الانحياز الكامل من أدوات إعلام ومراكز بحث ومنصات إعلامية وظفت كل إمكانياتها وأعلنت فوز هيلارى كلينتون. لكن النتائج جاءت على عكس كل الاستطلاعات والتوقعات. واتضح أن هذه الأدوات الإعلامية والدعائية غيرت الحقيقة وزيفت الأرقام والبيانات لصالح من تريده، وليس ماهو موجود.
 
وحتى بعد النتائج، تواصلت عمليات التلاعب، والأمر أكبر من فوز ترامب، وهو غير مرغوب فيه من النخبة، بل وتصوير الأمر أنه مرفوض من حزبه وجمهوره. لكن القضية تبدو فى أن هذه المراكز والمنصات الإعلامية راجت فى عالمنا على أنها تمتلك حدًا أدنى من المهنية والموضوعية، لكن الانتخابات نسفت هذا التصور.
وما يخصنا فى كل هذا، هو الفرق المحمولة على هذا الفكر، والتى تقدس وتقلد مراكز الأبحاث والاستطلاعات الأمريكية، وبعضها يفخر بعلاقاته وشراكاته مع هذه الجهات. وهم من تحولوا إلى رسل لهذا النوع من الدعاية، التى يصعب فيها التفرقة بين الاستقصاء والتخابر، أو بين تسريبات ويكليكس، ووثائق بنما، كلها جزء من حروب الدعاية والاستخبارات.
 
هناك أشخاص وأشياء كثيرة سقطوا فى الانتخابات الأمريكية، ومازال هناك المزيد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة