"رجل سيئ لكنه يجيد قتل الإرهابيين إننى لست معجبا بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل داعش، روسيا تقتل داعش، إيران تقتل داعش" بهذه الكلمات عبر الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب عن رؤيته فى الأزمة السورية بإحدى مقابلاته أثناء حملتة الانتخابية.
وبعد أيام من انتخابه، جدد ترامب تأكيد موقفه من الأزمة السورية، حيث قال فى تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم إن أمريكا لا تدرى من هم الثوار السوريون الذين تؤيدهم الولايات المتحدة. وتابع: "من الضرورى تأييد كل جبهة تعمل على مكافحة الإرهاب".
وأكد الرئيس الأمريكى المنتخب أنه من أهم مؤيدى من يكافح تنظيم داعش الذى يريد العالم بأسره أن يتخلص منه، مشيرا إلى أن "سوريا تحارب داعش"، وأن روسيا دخلت فى حلف وثيق مع سوريا، كما تعد إيران أيضا حليفا لسوريا، ونحن فى الولايات المتحدة نؤيد الآن الثوار السوريين ولكننا لا نفهم من هم هؤلاء.
وأوضح ترامب فى مقابلته أنه يقف ضد محاربة السلطة السورية، حيث قال "إذا اعتدت الولايات المتحدة على الأسد فسوف يؤدى هذا إلى الصراع مع روسيا".
وأثار فوز الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسية الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولا سيما تجاه سوريا، فى وقت تدخل فيه الحرب المستمرة فى سوريا عامها السابع، بعد فشل الاتفاق الروسى الأمريكى حول وقف القتال بحلب والتنسيق فى محاربة الإرهاب، وتمسك الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما برحيل الأسد.
تصريحات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب حول سوريا، بثت التفاؤل والأمل فى نفوس الكثيرين لإنهاء الأزمة السورية، والتى أعرب فيها بإحدى مقابلاته الصحفية أثناء حملته الانتخابيه، عن "اعتقاده بأن على الولايات المتحدة التركيز على هزيمة تنظيم داعش الإرهابى بدلا من محاولة إقناع الرئيس السورى بشار الأسد بالتنحى عن منصبه". كما شدد ترامب على أن هزيمة التنظيم تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السورى بشار الأسد بالتنحى. وأكد ترامب: "ما ينبغى لنا فعله هو التركيز على تنظيم داعش، لا يجب علينا أن نركز على سوريا".
ومنحت تلك التصريحات الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد تفاؤل فى إمكانية تغيير الإدارة الأمريكية الجديدة موقفها من الأزمة السورية، لاسيما "شرط رحيل الأسد" الذى طالما تمسك به الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته أوباما، ذلك الشرط الذى كان يؤدى إلى إفشال أى مفاوضات، يدخل فيها النظام السورى طرف. وهاجم ترامب فى مقابلاته سياسة إدارة باراك أوباما تجاه سوريا، باعتبار أنها تدعم "أشخصا لا نعرف هويتهم"، وحذر من أن هؤلاء "قد يكونوا" من "داعش".
ووضع ترامب على أولويته محاربة الإرهاب وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل سيئ" لكنه يجيد "قتل الإرهابيين قال: "إننى لست معجبا بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل "داعش". روسيا تقتل "داعش"، إيران تقتل "داعش". أما الآن فيقف الثلاثة فى صف واحد بسبب سياستنا الضعيفة".
وجاء رد الفعل الأول فى سوريا على صعود ترامب من قبل المستشارة الإعلامية والسياسية للأسد بثينة شعبان التى بعثت بإشارات إيجابية تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، وأكدت استعداد دمشق للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب، "إذا انسجمت سياساته مع تطلعاتنا"، وقالت إن دمشق تأمل أن تصبح الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس ترامب عضوا فاعلا فى الحرب على الإرهاب.
لكن يبدو أن تصريحات ترامب حول أسلوبه فى التعامل مع سوريا أغضب المعارضة السورية التى كانت تتفق بشكل كبير مع موقف إدارة أوباما، خاصة أنه أبدى شكوكا حول طبيعة المعارضة السورية المسلحة التى تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلى تلك المعارضة قد يكونوا موالين لـ "داعش"، وقال "الأسد سيئ، لكن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا أسوأ منه".
وعلق زكريا ملاحفجى رئيس المكتب السياسى لجماعة معارضة مقرها حلب "الأمور ستكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا. ولن يكون ذلك جيدا للقضية السورية عموما".
وأكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف المعارض نصر الحريرى، أن تصريحات ترامب السابقة حول الأزمة السورية غير مقبولة، معبرا عن مخاوفه حيال المواقف التى قد يتخذها بشكل مبطن، على حين أعرب عضو لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة جهاد مقدسى عن أمله فى أن يسمح فوز ترامب باستئناف التعاون الأمريكى الروسى من أجل تسوية الأزمة السورية، وذكر أن خطاب ترامب بعد إعلان فوزه كان حافلا بالوعود.
ويرى مراقبون أن الدول الخليجية التى اصطفت إلى جانب أوباما متمسكة بشرط رحيل الأسد، تترقب الآن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة فى الأزمة السورية، فى ظل التصريحات التى أطلقها ترامب حول سوريا.