دعوة نبيلة ورائعة تنتشر فى مواقع التواصل الاجتماعى، بالامتناع تماما عن الشراء يوم 1 ديسمبر المقبل، لتوجيه إنذار شديد اللهجة للتجار الجشعين، بمقاطعة أى سلعة يرتفع سعرها دون مبرر، وأعتقد أن الشعب الجبار الذى أعطى درسا للجميع يوم 11/11، يستطيع أن ينفذ إرادته وقانونه العادل، ويدافع عن لقمة عيشه ويضرب من يستغله بيد من حديد، وإذا نجحت المبادرة ستكون ثورة حقيقية، لتفعيل الرقابة الشعبية الحقيقية، وتنفيذها على أرض الواقع.
الامتناع عن الشراء يوم واحد لن يضر المواطنين، لكنه سيلحق خسائر فادحة بتجار وسماسرة الأزمات، عندما تخلو الأسواق والسلاسل التجارية وأماكن الشراء من الزبائن تماما، على غرار ميدان التحرير يوم 11/11، ليدرك أصحابها أن لحم أكتافهم من جيوب هذا الشعب، الذى يستغلونه ويملأون كروشهم من أزماته، وأن فى وسعه أن يرفع فى وجوههم «كارت» أحمر، فلا تستهينوا بصبره واحتماله، ولا تستضعفوه وتفرضوا قوانينكم عليه، فالكسب الحلال أفضل من الثراء الحرام، والرفق بالأوطان فى أزمنة الأزمات، هو سند السلام الاجتماعى وأهم دعائم الاستقرار.
أتمنى من قلبى أن تنجح مبادرة الامتناع عن الشراء لمدة يوم واحد، وبعدها مقاطعة اللحوم لمدة أسبوع، والسلع المستوردة لمدة شهر، وأن تكون الحكومة سندا ودعما، وتقف بجوار الناس كتفا بكتف ويدا بيد، فإذا قاطعوا اللحوم وفرت لهم الفول والعدس، ونفس الشىء بالنسبة للزيت والسكر والأرز، وأن تشجعهم على مقاطعة السلع المستوردة التى لها بديل محلى.
بعد 11/11 يجب أن تضع الدولة الناس فى عيونها وقلبها، فهذا الشعب رغم الغلاء والمعاناة، قال للإخوان ومن ورائهم «لا.. أنتم لستم الحل ولن تكونوا»، وواجب أغنياء الأمة والقادرين أن يكونوا فى الصفوف الأولى لهذه المبادرة، ليثبتوا أنهم جزء أصيل فى السراء والضراء، وأنهم يشعرون بما يشعر به غيرهم، وما يسرى على الفقير يسرى على القادر، ولن يضيرهم إذا امتنعوا عن اللحوم أسبوعا كغيرهم، حتى يشعر كل مستغل بأن المجتمع كله يستنكر أفعالهم، وعنده القدرة أن يقول لهم «لا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة