وائل السمرى

أيقونة الشقيانين

الإثنين، 14 نوفمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صورة مبهجة، هو مواطن مصرى اختاره الشعب ليحكم مصر، وهى مواطنة مصرية نسيها الجميع فى متاهة السعى وراء سد الاحتياج، التقطت الكاميرا صورتها وهى تجر عربة «أكل العيش» فى صمت مقدس، متجولة بين شوارع إسكندرية وحواريها، ولم تكن وقتها تعرف أن القدر يخبئ لها موعدا مع الرئيس، ولم تكن تعرف أنها ستصير بين يوم وليلة محورا لحديث الجميع.
 
فجأة أصبحت الفتاة الأشهر فى مصر، برغم أنها لم تحصل على بطولة، ولم تنل جائزة عالمية، هى فعلت ما تفعله منذ سنوات، سعت إلى رزقها، جرت وراء «أكل عيشها» فصارت أيقونة للشقيانين، ورمزا لقطاع كبير من المهمشين، جاءها الهاتف «الرئاسة تطلبك» وقال لها الهاتف «الرئيس يريد أن يقابلك» وقد كانت قبل أيام قليلة، مجهولة بين ملايين المجهولين، متروكة كملايين المتروكين، بائسة كملايين البائسين.
 
صورة مبهجة، ارتدت أفضل ما عندها، وتهيأت للقاء المرتقب، وعقب اللقاء سار معها الرئيس «بنفسه» حتى باب السيارة، وبنفسه أيضا فتح لها الباب منحنيا لها انحناءة ممتن، صافحت يدها العاملة يد أكبر رأس فى مصر، هذه يد يحبها الله ورسوله، ويحبها الوطن ويقدسها، يد عليا، يد تجر همومها إلى شاطئ الأمان، يد لا تمتد إلا لحمل الأمانة أو إلى الدعاء إلى رب العالمين، يد طاهرة، يطهرها العمل اليومى، ويطهرها ترفعها عن السؤال، ويطهرها الرضا بالمقسوم، فتاة أكبر من اسمها، اسمها «فتاة عربة البضائع» التى صارت «أيقونة للشقيانين».
 
قد يدعى البعض أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بتلك الفتاة مجرد «شو إعلامى»، وقد يتمادى البعض فى استحلاب أقراص الخيال ويدعى أن الأمر برمته «مفبرك»، لكنى فى الحقيقة فى غاية السعادة بهذا اللقاء الذى يحمل العديد من المعانى الإيجابية، ولا أخفى عليك انتشائى بصورة الرئيس منحنيا لقيمة العمل التى جسدتها تلك الفتاة، فلقاء الرئيس فى أدبيات الحياة السياسية هو تكريم فى حد ذاته واهتمام الرئيس بشخص ما هو اعتراف من الدولة بأهمية ما يمثله هذا الشخص من قيم، والمجتمعات العاقلة فحسب هى التى تبنى الاستراتيجيات لصناعة الابطال وتصدير الرموز، وما أروع أن يصبح أبطالنا «كادحين»، ورموزنا «عمال» يعيدون إلينا المعنى المفقود بأن «العمل شرف».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة