فى لقاء جمعنى بالدكتور هيثم الحاج على, رئيس الهيئة العامة للكتاب، أطلعنى الرجل بفرح على المشروع الطموح لتحويل تراث الهيئة الضخم من الدوريات والسلاسل التراثية إلى نسخ ديجيتال موجودة ومتاحة للقراء على الإنترنت، كان الرجل يتحدث بحماسة عن بدايات المشروع وكيف نجح بإمكانات قليلة فى إطلاق موقع مجلة الفنون الشعبية التى تضم كنوز الرؤى والدراسات المعنية بالتراث الشعبى، منذ أن أسسها الراحل الكبير الدكتور عبد الحميد يونس وحتى الآن.
كان الجهد كبيرا بالفعل والمشروع طموحا وممتدا، لكن مجرد البدء فيه يعنى أمورا كثيرة، فى مقدمتها، الانتقال بالهيئة العامة للكتاب من عصر ماض بكل أدواته ووسائطه وقرائه إلى الحاضر والمستقبل بأدواته وتكنولوجياته والأعداد الهائلة من القراء والمستخدمين، وهو الكفيل باستثمار كنوز الهيئة العامة للكتاب واستمرارها أكبر دار نشر فى العالم العربى.
وفى لقاء ثان مع الروائية سهير المصادفة مدير عام النشر بالهيئة، وجدت الحماس نفسه مقترنا بالرغبة فى إعادة مجد الهيئة القديم من خلال نشر الأعمال الإبداعية الرفيعة فى كل السلاسل والنشر العام، مع الاهتمام الفائق بالأغلفة لتلافى العيب الأساسى لإصدارات الهيئة، وكانت الدكتورة سهير تتحدث بإيمان عن ضرورة تغيير الصورة القديمة لإصدارات الهيئة وإيقاظ العملاق النائم باستخدام الموارد المتاحة وهى كثيرة إذا تم توظيفها بوعى.
كانت سهير المصادفة التى أعرفها منذ عشرين عاما تقريبا، تتحدث بخبرة ووعى وحماسة، اكتسبتها من سنوات العمل الطويلة فى هيئة الكتاب التى شهدت البدايات لكثير من الكتاب والصحفيين وأنا منهم، وتسعى لتشكيل إدارة تحرير موسعة من كبار النقاد والمبدعين للنظر بموضوعية فى مشروعات الكتب قبل إقرارها، حتى لا يخرج إصدار واحد من الهيئة لا يليق بدار النشر العريقة طوال عملها على رأس إدارة النشر.
والحقيقة أننى خرجت من اللقاءين مع هيثم الحاج على وسهير المصادفة، سعيدا ومتفائلا، فالهيئة العامة للكتاب لها مكان أثير فى قلبى، شهدت أولى خطواتى المهنية عندما عملت سكرتيرا للتحرير فى مجلة القاهرة القديمة مع الراحل الكبير غالى شكرى، ورأينا ومعى كثيرون الإمكانات الهائلة للهيئة التى تشبه فى جوانب كثيرة مبنى التلفزيون من حيث وجود كوادر وطاقات هائلة وكذلك أعداد كبيرة من الموظفين والإداريين يحتاجون إلى التأهيل، حتى تناسب الإصدارات المكانة التاريخية والإمكانات الفعلية. وفى ظنى أن الهيئة العامة للكتاب ستشهد طفرة فى الإصدارات وفى القدرة على مواكبة احتياجات المستقبل، مادام حماس هيثم الحاج على وسهير المصادفة مستمرا.