حققت الشرطة الإندونيسية اليوم الثلاثاء فى شكوى قدمتها جماعات مسلمة ضد حاكم جاكرتا تتهمه بـ"التجديف" وهو أول إندونيسى من أصول صينية ومسيحى يتولى المنصب فيما يتصاعد التوتر ويحاول الرئيس جوكو ويدودو الحفاظ على السيطرة على الأمن.
ويتوقع أن تقرر الشرطة فى أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة فى العالم ما إذا كانت ستمضى فى دعوى ضد باسوكى تاجاهاجا بورناما وسط مطالب من مسلمين متشددين باستقالته بعد اتهامات بإهانته القرآن.
وقال أرى دونو سوكمانتو رئيس إدارة التحقيقات الجنائية بالشرطة "سنواصل التحقيق إذا توافرت لدينا أدلة كافية أو إذا لم تعتبر قضية جنائية فستتوقف."
ومن شأن اتخاذ قرار بإسقاط القضية أن يثير احتجاجات حاشدة يقودها مسلمون متشددون ليس ضد بورناما فحسب وإنما ضد ويدودو أيضا الذى يعتبر داعما رئيسيا للحاكم.
وتتركز الاتهامات بالتجديف حول كلمة ألقاها بورناما فى سبتمبر حين قال إن معارضيه خدعوا الناخبين بالاستعانة بآية من القرآن.
وقالت الشرطة إن أحد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى قام بمونتاج وترجمة تسجيل فيديو للخطاب لكنه حذف كلمة رئيسية فى الترجمة المطبوعة على الشاشة فبدا الأمر وكأن الحاكم ينتقد القرآن وليس خصومه.
وانتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع وأثار غضب الجماعات المسلمة المعتدلة والمتشددة على حد سواء. وتحقق الشرطة مع مستخدم وسائل التواصل الاجتماعى واستجوبت ما يصل إلى 70 شاهدا فى القضية ضد بورناما.
وكرر ويدودو الدعوة لالتزام الهدوء واجتمع مع كبار القيادات الدينية والأمنية والسياسية لبحث القضية. وحاول ويدودو أن ينأى بنفسه عن بورناما.
وقال فى أحدث كلمة يلقيها بشأن هذه القضية أمام قوات الأمن "نريد أن نذكر الجميع بأن هذا بلد متنوع الأعراق والديانات واللغات."
وفى أكبر مظاهرة تشهدها جاكرتا منذ سنوات خرج أكثر من 100 ألف مسلم فى مسيرة ضد الحاكم هذا الشهر ودعوا لاستقالته وحثوا الناخبين على ألا يعيدوا انتخابه فى فبراير.
