فى حوار جديد مع التلفزيون البرتغالى، تحدث رئيس النظام السورى، بشار الأسد، عن الأوضاع التى تشهدها بلاده منذ ما يزيد عن 5 سنوات، وأكد "أن الوضع الذى تواجهه سوريا الآن أشبه بحرب دولية ضدها وأن الخيار الوحيد أمامه هو الانتصار على الإرهاب.
وقال بشار الأسد، "إن محاربة الإرهاب فى سوريا لا تصب فى مصلحة بلاده أو الشعب السورى وحسب، بل هى فى مصلحة الشرق الأوسط وأوروبا نفسها وهذا أمر لا يراه العديد من المسؤولين فى الغرب أو لا يدركونه أو أنهم لا يعترفون به".
وشن رئيس النظام السورى، هجومًا شرسًا على النظام التركى ورئيسه رجب طيب أردوغان، بسبب تصريحات الأخير حول تحركات الجيش التركى داخل الأراضى السورية، قائلًا: أردوغان رجل مريض، إنه رئيس مصاب بجنون العظمة وليس مستقرا، وإنه يعيش فى الحقبة العثمانية ولا يعيش فى الوقت الراهن، إنه منفصل عن الواقع".
واعتبر بشار الأسد التحركات العسكرية التركية داخل الأراضى السورية "غزو"، وقال: إن تحركات جيش أردوغان العسكرية فى الأراضى السورية غزو، ومن حقنا أن ندافع عن بلدنا، وكل إرهابى أتى إلى سوريا، أتى عبر تركيا وبدعم من أردوغان، وبالتالى فإن محاربة أولئك الإرهابيين، هى بمثابة محاربة جيش أردوغان، لا أقول، الجيش التركي، بل جيش أردوغان".
فى أول تعليق على فوز الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، غازل رئيس النظام السورى، بشار الأسد الإدارة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش فى سوريا، قائلًا: إن دمشق ستنتظر وترى ما إذا كان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيغير سياسة واشنطن بشأن سوريا لكنه مستعد للتعاون معه فى قتال المتشددين".
وأضاف، إن الإدارة الأمريكية لا تتعلق بالرئيس وحده، بل تتعلق بقوى مختلفة داخل هذه الإدارة.. مجموعات الضغط المختلفة التى ستؤثر على الرئيس، ولذلك، علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ بمهمته الجديدة، أو يستلم مهام منصبه داخل هذه الإدارة كرئيس بعد شهرين، لكننا نقول دائما، إن لدينا تمنيات بأن تكون الولايات المتحدة غير منحازة، وتحترم القانون الدولي، ولا تتدخل فى الدول الأخرى فى العالم، وبالطبع أن تتوقف عن دعم الإرهابيين فى سوريا"، وفق ما ذكر.
وعن وعود "ترامب" بالتعاون مع النظام السورى، فى محاربة تنظيم داعش الإرهابى، اعتبر بشار الأسد، أن ما قاله الرئيس المنتخب عن حرب داعش بالتعاون مع النظام السورى ما هو إلا "وعد"، قائلًا: ما قاله ترامب وعد، لكن هل يستطيع تحقيق ذلك؟ هل يستطيع أن يمضى فى ذلك الاتجاه؟ ماذا عن القوى المهيمنة داخل الإدارة؟ ماذا عن وسائل الإعلام الرئيسية التى كانت ضده؟ كيف سيستطيع التعامل معها؟ ولهذا، بالنسبة لنا لا يزال موضع شك ما إذا كان سيتمكن من الوفاء بوعوده أم لا، ولهذا نحن حذرون جدا فى الحكم عليه، خصوصا أنه لم يشغل أى منصب سياسى من قبل، ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عما سيفعله، لكن إن، وأقول إن، كان سيحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له فى ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التى تريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين".
وأبدى بشار الأسد استعداده للتعاون مع الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، مؤكدًا: نحن مستعدون للتعاون مع أى جهة فى هذا العالم دون شروط، هذا هو جوهر سياستنا، ليس اليوم، ليس بالأمس، بل منذ سنوات، حتى قبل الحرب على سورية، كنا دائما نقول هذا، فى الثمانينيات، طالبنا بتحالف دولى ضد الإرهاب بعد أزمة الإخوان المسلمين فى سورية، عندما بدؤوا بالقتل، وبالطبع هزموا حينذاك، والآن نطالب بالشيء نفسه، وبالتالي، فإن هذه سياسة بعيدة المدى، وهذا ما تستند إليه سياستنا منذ سنوات".
وعن انتخاب أنطونيو جوتيريس أمينًا عامًا للأمم المتحدة قال الأسد، إن "جوتيريس" قال إن السلام فى سوريا من أولوياته.. إنها أولويته، وهى أولويتنا، هذا بديهي، إنها ليست فقط أولويتنا نحن، ونحن مستعدون للتعاون بأى طريقة لتحقيق الاستقرار فى سورية، آخذين بالاعتبار، بالطبع، مصلحة البلد وإرادة الشعب السوري".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة