ومضت السنون حتى جاء الوقت الذى رأينا فيه مدربا إسرائيليا لمنتخب غانا الذى فزنا عليه 2 صفر يوم الأحد الماضى فى تصفيات كأس العالم، فلماذا أقول ذلك متعجبا؟
أعود إلى التاريخ وتحديدا يوم 30 ديسمبر 1957، وفيه أذاعت وكالة رويتر فى المساء خبرا أثار اهتمام أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. جاء فى الخبر أن «فتحية حليم رزق» وهى مصرية وصلت إلى أكرا «عاصمة غانا» صباح اليوم برفقة خالها «عدلى مرقس صادق»، وذلك قبل زفافها بساعات على «كومى نكروما» رئيس وزراء غانا، وأن «بايدو أنساه» صديق الطفولة لـ«نكروما» استقبلها فى مطار أكرا، وتم تسجيل الزواج مدنيا، وحضر الحفل عدد قليل من المدعوين من أقارب نكروما وأصدقائه وبعض الوزراء، ولم يتم الإعلان عن الزواج إلا بعد انتهاء الحفل بأربع ساعات.
كانت فتحية طالبة فى جامعة القاهرة وعمرها 26 عاما، وتعلمت فى إحدى المدارس الفرنسية بالقاهرة، أما نكروما فكان عمره 48 عاما ويقود نضال بلاده ضد الاستعمار البريطانى الذى يحتل البلاد من سنوات طويلة، ووقت الزواج كانت غانا مازالت تابعة لدول الكومنولث البريطانى ويحكمها حاكم عام بريطانى، بالرغم من أنها نالت استقلالها فى 6 مارس 1957 بفضل نضال «نكروما»، ومعروف أن مصر وقتئذ كانت تقدم كل أنواع المساعدات لحركات التحرر الأفريقية، حتى أصبحت القاهرة قبلة كل المناضلين الأفارقة الذين يعملون من أجل استقلال بلدهم عن الاستعمار.
فى هذا السياق السياسى جاءت قصة زواج «نكروما» من «فتحية» التى أثارت ردود فعل صحفية هائلة يشير إليها كتاب «العلاقات بين مصر وغانا» لـ«أسامة عبدالتواب»، فتحدثت صحيفة الأهرام عن أن الزواج تم عقب تبادل الصور بين العروسين، وذلك خلال زيارة الحج صالح السنارى وهو الصديق المقرب للدكتور نكروما، و«السنارى» هو مصرى درس فى الأزهر ويقيم فى غانا، وقالت الأهرام، إن فتحية تبلغ من العمر 26 عاما وكان والدها يعمل موظفا بمصلحة التليفونات المصرية، والعروس هى الثالثة بين أخواتها الخمس ولها أخ متزوج من إنجليزية، أما صحيفة الأخبار فأكدت أن نكروما فور أن علم موافقة العروس على الارتباط به، أرسل للعروس 500 جنيها إنجليزيا وخاتما من الماس قيمته مائة جنيه، وأن العروس اشترت 12 فستانا من القاهرة قبل مغادرتها.
وغدا نستكمل