تلقيت دعوة كريمة، ضمن مجموعة من كبار الصحفيين والإعلاميين، لاجتماع مع وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة غادة والى، من أجل عرض أهم الأعمال والإنجازات والمبادرات والمشروعات التى تقوم بها الوزارة لتخفيف معاناة المصريين، خاصة من هم تحت سن الفقر والنساء وكبار السن وغيرهم.
ولم يخل اللقاء من الكثير من الشجن ووجع القلب، خاصة عندما تم عرض وسرد المشاكل الاجتماعية التى نعانى منها فى مصر والتى زادت حاليا نتيجة للوضع الاقتصادى الصعب الذى نعانى منه جميعا وليس فقط الفئات التى تعانى من الفقر والحرمان، ما يجعل مهمة عمل نظام أفضل للحماية الاجتماعية من المهام الصعبة جدا والتى تتطلب عملا جادا وشاقا ودؤوبا وكفاءات كبيرة ومدربة لإنجازه بالشكل الأفضل.
وتطرقت الوزيرة للحديث عن برنامج "تكافل وكرامة" بمعنى "مصر بلا عوز"، وهذا البرنامج أطلقته الوزارة فى مارس 2015 بهدف إيجاد شبكة حماية اجتماعية مؤثرة وعادلة تستهدف الفئات التى تعانى الفقر بكافة أشكاله وكفالة حقوق الأطفال الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التى ليس لديها القدرة على العمل والإنتاج، مثل كبار السن أو من لديهم عجز كلى أو إعاقة تمنعهم من العمل، ويعمل البرنامج على مضاعفة عدد المستفيدين من المساعدات الحالية والوصول إلى 3 ملايين ونصف مستفيد، وبذلك يساهم البرنامج فى وقف توريث الفقر وآثاره والاستثمار فى الأجيال القادمة، كما يعمل على حماية الفئات الضعيفة ما يساهم فى التنمية البشرية والاقتصادية، حيث تبنى البرنامج منهج الدعم النقدى المشروط، ما يلزم الأسر توجيه الدعم إلى الاستثمار فى التنمية التعليمية والصحية للأطفال والأمهات، وتخفيف تداعيات الإصلاح الاقتصادى وترشيد استخدام الدعم عن طريق الوصول إلى الفئات الفقيرة والمهمشة والتى لا تستطيع الحصول على الدعم، وتحديث منظومة الحماية الاجتماعية لتفادى الانحياز البشرى وإعلاء الشفافية وسبل المحاسبة وأيضا التواصل المجتمعى وتعدد طرق الوصول للأسر الفقيرة وتعظيم التنسيق بين الجهات المعنية للوصول الفعلى للعدالة الاجتماعية عن طريق تكامل الخدمات التى تقدمها الوزارات الأخرى، بما يشمل التأمين الاجتماعى والصحى والتموينى والغذائى.
ومما لا شك فيه أن نجاح مثل هذا البرنامج سوف يضمن تخفيف العبء عن البعض، وأننا فى أشد الحاجة إلى العديد من البرامج والمبادرات وأيضاً التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى التى تقف جنبا إلى جنب مع الدولة لتخفيف معاناة واحتياجات الناس، خاصة المؤسسات المحترمة التى تعمل من أجل تنمية الإنسان ودعمه.
ولقد كانت الوزيرة واضحة وصادقة وهى تعرض المشاكل والتحديات التى تواجه عملها وعمل الوزارة "الشقيانة" لأنها من الوزارات المدججة بالهموم والاحتياجات فى بلد مثل بلدنا، ولقد اعتدنا فى مصر منذ تأسيس هذه الوزارة أن نرى العاملين بها والمسئولين عنها محملين بالهموم من كثر المشاكل التى لا تنتهى فى بلد فيها فقر وبطالة وتدهور فى التعليم والصحة.
ولا أستطيع أن أنكر الجهد الذى تبذله وتقوم به الوزيرة، بالرغم من حالات الهجوم غير المبرر أحياناً كثيرة، إلا أننى أؤمن بها وبكفاءتها وخبرتها فى العمل الدولى والإقليمى والحكومى أيضاً منذ رئاستها للصندوق الاجتماعى، كما أعلم أن تولى العمل فى هذه الوزارة بمثابة الحرث فى البحر لأنه عمل فى غاية الصعوبة، إلا أنى متفائلة بمنظومة العمل التى اسستها والتطوير الذى شاب الكثير من البرامج والمبادرات وإن كنت أتمنى أن أجد مشاريع قومية كبيرة يشارك فيها المجتمع المدنى المصرى ووزارة التضامن، وأعتقد أن هذه المشاركة سوف تؤتى ثمار ونتائج إيجابية، ولذلك يجب أن تتبنى وسائل الإعلام الترويج لهذه الشراكة لأن الدولة لن توفر كل احتياجات المواطن والعالم فى كل مكان يعمل جنبا إلى جنب، ولابد أن أوجه التحية إلى الإنسانة والمواطنة المصرية "غادة والى" التى أعلم جيدا أنه مازال فى جعبتها الكثير والكثير لإنجازه فى الوزارة وللناس وللمرأة المصرية تحديدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة