نكتة ودعابة مصرية شهيرة حدثت على أرض الواقع فى قصر الأمير محمد على توفيق المعروف بقصر المنيل فى الأسبوع الماضى، وتسبب فى أزمة دبلوماسية بين مصر وألمانيا.
موظف الأمن على باب القصر منع دخول السفير الألمانى لحضور حفل فنى لعازف الكمان العالمى الألمانى جيدون كريمر وفرقته التى جاءت إلى مصر لأول مرة لإقامة حفل فنى يخصص ريعه لصالح صندوق «تحيا مصر»، وأيضا لعمل فيلم تسجيلى عن رحلة الفرقة الشهيرة إلى مصر وعرضها فى أكثر من 15 محطة تليفزيونية عالمية للترويج للسياحة المصرية.
الحفل تحول إلى أزمة وخناقة بين منظم الحفل أحمد ابو زهرة ابن الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة وبين موظفى القصر الأثرى ووزارة الآثار، اعتراضا من الموظفين على العدد المسموح له حضور الحفلة، مما أدى إلى منع عدد كبير من الحضور من الشخصيات العامة، ومن بينهم السفير الألمانى الذى تقدم بمذكرة احتجاج للخارجية المصرية على ما بدر ضده التى أرسلت إلى مجلس الوزراء للاستفسار عما حدث فى القصر من فضيحة حقيقية، بسبب موظف بيروقراطى أضاع على مصر فرصة ذهبية للترويج لها فى الخارج من خلال أشهر عازف كمان فى العالم.
الفضيحة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تحول الأمر إلى «خناقة» وتبادل شتائم واتهم موظفو القصر أحمد وأباه الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، بسبب المقام الرفيع لوزير الآثار ومحاولة إتلاف مقتنيات القصر، وانتهى الأمر إلى تحرير محاضر فى قسم شرطة قصر النيل!
الواقعة طبعا انتشرت فى وسائل الإعلام الألمانية والأوروبية وعكست مدى إهانة الفن والفنانين فى مصر فى بسبب «غباء موظف أو مسؤول» لا يعى أو يدرك قيمة الحدث، وفى ظل غياب التنسيق والاهتمام بين الوزارات المعنية، الثقافة والآثار والسياحة وغياب الاهتمام الحكومى برمته لمثل هذا الحدث الفنى العالمى، وترك التنظيم لعمال وموظفى الأمن لدرجة منع سفير دولة، والاستهانة بالفنان الألمانى الذى لم يجد مكانا مناسبا لفرقته للجلوس فيه خلال الاستراحة وأجروا تدريباتهم فى طرقات المسرح. وفى آخر الحفل والخناقة أقسم الفنان الألمانى على ألا يعود مرة أخرى إلى مصر..!
هل هناك فضيحة أكثر من ذلك!.. ومن المسئول عنها؟.. وهل وزير الثقافة أم وزير الآثار؟.. أم أنها العشوائية والفوضى والجهل والفهلوة!