يوسف أيوب

هل تنجح الكويت فى مواجهة التحديات الإقليمية والإرهاب بمجلس أمة جديد؟

الجمعة، 25 نوفمبر 2016 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غدًا السبت، تتجه الأنظار العربية إلى الكويت، كونها على موعد جديد مع فاصل آخر من مخرجات التجربة الديمقراطية التى تم ترسيخها، باعتبارها من أهم الديمقراطيات العربية، حيث سيتوجه قرابة النصف مليون ناخب لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الـ50 من بين 284 مرشحا.
 
أهمية الانتخابات هذه المرة تكمن فى أن القضايا الداخلية ليست فقط هى الطاغية، بل إن سياسات الكويت الخارجية حاضرة وبقوة، خاصة أن مبررات حل المجلس الأخير بمرسوم أميرى ارتبطت كلها بالوضع الإقليمى، وضرورة إعادة تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية على أسس جديدة تستطيع من خلالها مواكبة التحديات الإقليمية المستجدة.
 
بالتأكيد فإن الاستقرار الداخلى للكويت سمح لها بالتقاط أنفاسها والعمل من أجل المستقبل فى منطقة تضربها العواصف، وتشتعل فيها الحرائق، وهو ما يظهر من حملات المرشحين الذين يحاولون جذب الناخبين بشعارات انتخابية متنوعة، وطرح قضايا خلافية علهم يصلون إلى مبتغاهم بالوصول إلى المجلس، حيث ظهر التنوع ما بين الشأن الداخلى والسياسات الخارجية، وبين الاثنين كانت هناك حملات تشوية استهدفت عددا من المرشحين، على رأسهم رئيس المجلس المنحل، ومرشح الدائرة الثانية مرزوق الغانم، بالإضافة إلى عدد آخر من المرشحين، لكن يبقى الغانم هو أكثر المرشحين تعرضا لحملة تبدو أنها منسقة، باعتباره كان رئيسا للمجلس السابق، فالهجوم ضده يعد وسيلة للهجوم على المجلس برمته، وهو ما دعا الغانم إلى الرد على هذه الحملات بخطاب قوى قبل ثلاثة أيّام فى افتتاح مقره الانتخابى، بتأكيده أن «مجلس 2013 جاء فى ظروف غير طبيعية وغير اعتيادية وجاء بعد مجلسين مبطلين وقد كان موقفنا عدم المشاركة فى المجلس قبل تحصين الصوت الواحد»، ملمحا أيضا إلى أن «هناك أطرافا كانت تتمنى ألا ينجح مجلس 2013 وأن يتعطل وهذا فى غير مصلحة البلد».
 
الغانم ليس الوحيد الذى تعرض لهجوم شرس من خصومه، فمرشح الدائرة الرابعة نائب رئيس مجلس الأمة السابق مبارك الخرينج، تعرض لحملة بسبب زيارته السابقة للمرجع الشيعى العراقى على السيستانى، لذلك أصدر الخرينج بيانا قال فيه، إن البعض يسعى لتشويه مواقفه الوطنية وعمله الدائم من أجل الوطن والمواطن، وقال فى بيانه «تناقلت وسائل التواصل الاجتماعى بسوء نية وقصد الإساءة لى ومحاولة اللعب على الوتر الطائفى البغيض وتشويه مواقفى الوطنية وعملى الدائم من أجل الوطن والمواطن، فقد قامت مجموعة معروفة لدينا بنشر وتوزيع خبر بقصد الإساءة لنا، ومحاولة التأثير على مركزنا الانتخابى فى هذه الأيام الانتخابية وهى زيارتنا للسيد على الحسينى السيستانى فى مقر إقامته فى مدينة النجف وقيامنا بنفس اليوم بزيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب».
وشرح الخرينج ملابسات الزيارة بالتأكيد على أنها تمت بعد تفجير مسجد الإمام الصادق فى الكويت، حيث تم تشكيل وفد شعبى من الطائفتين السنية والشيعية يمثلون وفدا شعبيا حريصا على الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعى للمجتمع الكويتى، وكان هدف الزيارة هو  تقديم الشكر لعلى السيستانى، والدكتور أحمد الطيب على دورهما الكبير فى دعم الكويت وتهدئة النفوس بعد الحادث الإرهابى.
 
 بطبيعة الحال فإن ثراء التجربة الكويتية يكمن فى هذا التنوع السياسى الذى غالبا ما ينتج سياسات تستفيد منها الكويت، ويساعد فى إثراء هذه العملية حيادية الحكومة الكويتية التى تتعامل مع المرشحين على مستوى واحد، فلا تفضيل لمرشح على آخر، ويبقى القرار فى النهاية للناخب الكويتى.
 
فى النهاية فإنى أعتبر هذه الانتخابات مفصلية وسيكون لها تأثير على المحيط الإقليمى، خاصة الخليجى وربما تكون عاملا مساعدا لتغيرات سياسية فى المنطقة لمن يريد أن يتجاوب مع التحديات المطروحة، آخذا فى الاعتبار أن التحديات أكبر من أن تواجهها دولة بمفردها، وإنما بحاجة لتضافر جهود الجميع وإلا وقعت المنطقة فى مأزق لن تستطيع الخروج منه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة