لطالما عرف بخطاباته الرنانة التى تشعل الحماس فى أرجاء مركز المؤتمرات فى هافانا، ولكنه تنبأ بأن يكون الخطاب الذى ألقاه فى 19 أبريل الماضى هو الأخير، ليصبح "خطاب الموت" لفيدل كاسترو، الزعيم الكوبى المتقاعد الذى وافته المنية اليوم عن عمر يناهز 90 عاما.
تعرف على "خطاب الموت" الذى تنبأ فيه كاسترو بوفاته by youm7
قريبا سيكون عمرى 90 عاما
وكان كاسترو كسر عزلته فى إبريل الماضى، وتحدث أمام 1300 ناشط من الحزب الشيوعى فى هافانا عن الموت، إذ قال: "قريبا سيكون عمرى 90 عاما 23 أغسطس 2016قريبا سأكون مثل الآخرين، الكل يأتى دوره".
وأضاف الزعيم الكوبى الذى كان يرتدى سترة رياضية زرقاء، ويضع نظارة : "لعل هذه ستكون واحدة من المرات الأخيرة التى أتحدث فيها فى هذه القاعة، فأفكار الشيوعيين الكوبيين ستبقى دليلا على أنه على هذا الكوكب إذا عملت بجد وبكرامة فيمكنك إنتاج المواد والسلع الثقافية التى يحتاج إليها البشر."
الزعيم الكوبى وقصة انتقاد الولايات المتحدة
وشارك الزعيم الكوبى فيدل كاسترو بمناسبة عيد ميلاده الـ90 فى حفل عشاء عام بحضور شقيقه راؤول والرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، بعدما انتقد الولايات المتحدة فى مقال فى أوج تقارب بين هافانا وواشنطن بعد عداء الحرب الباردة، وزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التاريخية لكوبا.
كدت أضحك من الخطط الماكرة للرؤوساء الأمريكيين
ونشر كاسترو فى 12 أغسطس الماضى مقالا بعنوان "عيد الميلاد" فى الصحف الحكومية، تحدث فيه عن محاولات واشنطن المتكررة لاغتياله عندما كان رئيسا لكوبا، وقال: "كدت أضحك من الخطط الماكرة للرؤساء الأمريكيين"، بينما تقول الاستخبارات الكوبية إنه استهدف بـ634 مؤامرة بين 1958 -- قبل عام من وصوله إلى السلطة -- والعام 2000.
خطاب رئيس أمريكا كان خاليا من الاعتذار عن قتل الآلاف
وانتقد فيدل كاسترو الرئيس الأمريكى باراك أوباما، معتبراً أنه كان الأجدر به أن يقدم اعتذاراته أثناء زيارته التاريخية إلى هيروشيما، وقال إن "خطاب الرئيس الأمريكى فى اليابان كان خالياً من الاعتذار عن قتل مئات الآلاف من الأشخاص فى هيروشيما، مع أن الولايات المتحدة تعرف تأثير القنبلة".
وفى الوقت نفسه أشاد كاسترو "بالقوتين الكبريين" الصين، وروسيا التى هنّأ رئيسها فلاديمير بوتين "صدقه العزيز" بعيد ميلاده.
ولا يزال فيدل كاسترو رمزا لمقاومة الهيمنة الأمريكية والمعارضة فى كوبا، حتى أن الكوبيين وخاصة كبار السن يرونه أحد أكثر الرجال تأثيرا فى القرن العشرين.
ومنذ أسابيع، انتشرت في كوبا إعلانات تحمل صور أحد الرجال الأكثر تأثيراً وإثارة للجدل في تاريخ القرن العشرين، وما زال فيدل كاسترو حاضراً أكثر من أى وقت مضى في الجزيرة الشيوعية.
وأرسى فيدل كاسترو نظاماً اشتراكياً يحكمه الحزب الواحد ورغم أنه تعرض لانتقادات حادة على الساحة الدولية بسبب الانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان، إلا أنه يعرف بتأمينه العلاج والتعليم المجانيين لملايين الكوبيين ومعظمهم فقراء.
ورغم معارضته للنفوذ الأمريكى، إلا أنه لم يستطع منع التقارب الدبلوماسى التاريخى الذى بدأ فى 2015 مع الولايات المتحدة.
وفى العلن، لم يعارض هذه المصالحة، لكن بقى صارماً فى مواقفه، فقد كتب فى مارس بعد أسبوع على زيارة الرئيس باراك أوباما "لسنا بحاجة لأن تقدم لنا الإمبراطورية أى هدية".